اليمن

الطبال والزمار .. والعدوان والحصار ؟!

1188 2023-07-31

عبدالملك سام ||

 

ماذا عن الحرب الدائرة اليوم على بلدنا؟! البعض قد أنطلق وهو يظن بنفسه خيرا، وراح يسلق بلسانه الذرب المدافعين عن البلد والحكومة والقيادة والمعارضة والشعب وجيرانه وحتى عابري السبيل الذين يمرون أمام منزله، فقط المنافقين لم يذكرهم بشر إلا لو أضطر لذلك لينفي عن نفسه تهمة النفاق فقط! أما العدوان والحصار فلا يمكن أن يتكلم عنهما أبدا كونهما برأيه مجرد شماعة لتبرير فشل الحكومة في إدارة الدولة! أي أنهما لا تأثير لهما بتاتا البتة!

كثر الحديث عن الفساد، والسؤال عن أين تذهب الإيرادات، وعن مصدر تمويل الفعاليات، وعن سبب عدم صرف المرتبات، وعن تعدد الزوجات، وعن الحفر في الطرقات، وعن أنعدام الزبادي، وعن.. وعن.. وعن... لكن أن يتكلم هؤلاء عن أحوال الجبهات، أو عما إذا كانت مستعدة ولا تنقصها الإمدادات لحسم المعركة، أو عن سبل مساعدة المناطق المحتلة التي تعاني أوضاعا مزرية، أو مناقشة تكثيف الحملات التوعوية المجتمعية لكشف خطورة العدوان وأهدافه المشئومة، فكلها أمور ما عادت تعني مدمني التذمر هؤلاء!

أنا لست ضد النقد البناء الذي يهدف لإصلاح الأوضاع، ولكن برأيي أنه لا الزمان ولا المكان ولا الأسلوب مناسبين للنقد، والأمر بدأ يخرج فعلا عن السيطرة حتى أن العدوان بدأ يتخلص من بعض أبواقه الإعلامية لعدم حاجته لهم، وتحول الإعلام الأمريكي والسعودي لمتابع ومتصيد لمنشوراتنا التي تنال من بعضنا البعض، وبين الحين والآخر يعطونا بعض التلميحات ثم يستريحون ويهم يراقبون الجدل الذي يدور بيننا وعلى وجوههم سيماء الأزدراء والسرور!

سأتكلم هنا عن الموضوع الرئيسي للجدل إختصارا للكلام، وحتى نفهم أننا نهرف بما لا نعرف، ونساهم بحسن أو سوء نية في جعل حياتنا أكثر سوءا، وحياة الغزاة أكثر راحة! فمثلا موضوع المرتبات الذي تدور حوله 90% من نقاشاتنا اللا منطقية، رغم أن هذا الأمر مما أكد عليه قادتنا بأنه الموضوع الأول على طاولة المفاوضات ليطمئن الناس، ورغم أن معركتنا مع الأراذل هي معركة حرية وأستقلال بالدرجة الاولى، ولكن للأسف نحن فرضنا على القيادة أن تجعل موضوع المرتبات أول الأوليات!

سكت الأكاديميون في الوقت الذي كان واجبا عليهم أن يتكلموا ويوضحوا للناس الحقيقة، ولم يتكلموا أن قيام حكومتنا بصرف المرتبات دون غطاء سيؤدي لزيادة التضخم وأرتفاع الأسعار، وأن الطريقة الأمنة الوحيدة لصرف المرتبات يجب أن تتم بعد دخول عملة صعبة من الخارج إلى خزينة البنك المركزي بصنعاء، وهذا هو السبب الذي جعل الأمريكيين يسارعون إلى السعودية لمنعها من صرف المرتبات التي كانت ستؤدي إلى تحسين الأوضاع في المناطق الحرة.. فلماذا لم يذكروا هذا الأمر للناس؟! أين عباقرة الأقتصاد الذين لا يتكلمون بطلاقة إلا عندما تحدث الكوارث؟!

وعلى هذا الأمر فلنقس باقي الأمور، والمشكلة أن الناس لا يتكلمون إلا في الأمور التي يجهلونها، وبكل ثقة! توجهنا الرئيسي يجب أن ينصب بالدرجة الأولى على العدوان والمعركة القادمة خاصة والأمريكيين قد بدوا بوجوههم الممتقعة الكريهة أكثر فأكثر، وهذا ما يجعل أستقرار جبهتنا الداخلية أمر هام وملح أكثر من أي وقت مضى.. أما مواضيع الفساد والتجاوزات والمعاناة فلدينا كل الوقت للحساب مع المنافقين واللصوص بعد أن نصفي حسابنا مع من يريد أن يحتلنا ويستعبدنا ويسومنا سوء الحساب.. الله الله في بلدنا، والله الله في شعبنا، والله الله في أنفسنا.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك