اليمن

اليمن/ التأميم (أحيانا) هو الحل!


عبدالملك سام ||

 

كلما زاد حجم الشركات التجارية والصناعية، كلما كانت قدرتها التنافسية أكبر، وأسعارها أفضل، إلا في اليمن! فكلما زاد حجم الشركة كلما كان حجم الجشع والطمع والإحتكار أكبر، بل بلا حدود! والأسواء من ذلك أن أصحاب هذه الشركات لا يشبعون ولا يتورعون عن إستغلال الناس، بل والأسواء أيضا أنهم لا يكفون عن الشكوى والتظاهر بأنهم الطرف المسكين والمظلوم والمغلوب على أمره دوما!

لقد أبتلي اليمن بعدة أبتلاءات منذ أن قالوا عنه أنه اليمن السعيد، ومن بعدها لم نرى السعادة أبدا؛ فأنفجر السد، وتفرق الناس، ووصل الغازون من كل حدب وصوب، وتوالت الكوارث، وتتابعت النكبات! حتى يوم أن قمنا بثورة لعل وعسى أننا سنخرج من هذه التعاسة، إلا وقامت الدنيا ولم تقعد، وأجتمع اللصوص من مشارق الأرض ومغاربها للوقوف ضد ثورتنا وحرية قرارنا!

من ضمن ما أبتلينا به هو طغمة التجار الفجار الذين لا يرعون لمواطن إلّاً ولا ذمة، ورغم الظروف التي نمر بها بسبب العدوان والحصار والمرتزقة، إلا أننا لم نشعر يوما أن لدينا تجارا يمنيين، بل هم إلى الإسرائيليين أقرب! لم يحدث يوما أن وجدنا الأسعار تنخفض، رغم أنها ذات الأسعار التي ترتفع عند كل مناسبة؛ فترتفع لو أرتفع الدولار، وترتفع إذا نزلت أمطار، وترتفع في رمضان، ثم ترتفع في العيد، ثم ترتفع في عيد العمال وعيد الأم والشجرة، واليوم العالمي لحقوق الحيوان.. ثم ترتفع إذا حدث شيء، وترتفع - ايضا - إذا لم يحدث شيء! ولا يمكن أن ينزل سعر أي سلعة ما لم يكون فيها عيب ما، أو أن تاريخ صلاحيتها قد أنتهى!

قبل أيام صدر بيان عما يسمى "إتحاد الغرف التجارية" لإدانة (تدخل) وزارة التجارة والصناعة السافر لتحديد أسعار بعض السلع! وهو أمر لم يستطع التجار أستيعابه؛ فما لوزارة التجارة وللأسعار؟! ربما هم تفاجأوا أن هناك وزارة بالأصل؟! وأنها أيضا تريد أن تمارس دورها الذي كان لا يتعدى أن يحضر مندوبها لمجالس الطرب التي يعقدها التجار أسبوعيا، ثم يأخذ هذا المندوب ظرف "المكافأة" ويرحل! وإذا بالأسعار تعاود الإرتفاع، وجيوب التجار تمتلئ مجددا بالحلال والحرام.. لا يهم!

رحم الله الأباء؛ فلم يكن أحدهم يدخل السوق إلا بعد أن يتفقه في الدين، فيعرف الحلال من الحرام، ويعرف ماهو الربا والغش والإحتكار وغيره من أوساخ التجارة، أما اليوم فحدث ولا حرج! فمن خنوص، إلى خنزوان بدرجة مدير شركة، فيأكل ويأكل ولا يشبع، وفي حال أن جاءه أحد ليقول له أتق الله، أخذته العزة بالإثم، وذهب ليصدر بيان!

كالعادة، فنحن لا شغل لنا بهؤلاء الجشعين، والمسؤولية تقع على عاتق حكومتنا لتتعامل مع هؤلاء الطغمة الفاسدة والمدللة، ولا يجب أن تقلق الحكومة من ردة أفعال المواطنين، فالأمر واضح.. لقد انتهى العهد الذي كان التجار فيه يدعمون المرشح الفلاني لكي يغض الطرف عن تجاوزاتهم عندما يصبح مسؤولا، والشعب اليوم يعرف من الذي يقف ضد مصالحة، والأسعار تعتبر مصدر وجع دائم لكل مواطن يمني.. والتأميم (أحيانا) هو الحل؛ فكما أن حرية التجارة ليست خيرا مطلق، فإن تدخل الدولة لدعم الإقتصاد ليس شرا مطلق، بل أنه غالبا ما كان يعتبر حلا ناجعا في حياة الكثير من الشعوب.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك