اليمن

اليمن/ مدونة السلوك الوظيفي ..أداة إصلاح أم صك عبودية ؟!

2381 2022-11-18

عبدالملك سام ||

 

🔘 من جديد لم يتوانى أبواق العدوان من الهجوم على أي تحرك لإصلاح الأوضاع في مؤسسات الدولة، ولم يتوانى أيضا الكثير منا عن ترديد ما يقال دون وعي أو تيقن مما سمعوه، رغم أن الأمر بغاية البساطة ولن يأخذ وقتا طويلا للتأكد من صحة ما يقال، بدل أن نجد البعض ينتقد الموضوع بحماس قل نظيره عن موضوع لم يقرأ عنه سطرا واحدا!

وصلتني المدونة قبل أيام، وقد طلب مني من أرسلها أن أعلق عليها، ولكني كنت مشغولا بمواضيع أخرى، ولم أرد في حينه. تفاجأت في اليوم التالي بالهجوم الشرس من قبل بعض الزملاء، وللأمانة أني توجست خيفة بعد أن رأيت البعض وهو ينتقدها بحدة حتى أنتفخت أوداجه والشرر يتطاير من مقلتيه، واصفا المدونة بأنها صك عبودية وأداة شريرة لتدمير حياة الموظفين المساكين، حتى ظننت أنني أمام كتاب سيء السمعة يضاهي كتاب (مطرقة الساحرات) في عصور الظلام!!

مع ردة فعل كهذه لم أجد بدا من قراءة المدونة، فشربت خمسة أكواب شاي في مكتبي، وعدلت من طريقة جلوسي، وأستعذت بالله عشر مرات إحتياطا، وفتحت هاتفي الجوال بيد مرتعشة، وبدأت أقرأ...

أنا لا أريد أن أفرض رأيي على أحد، ولكن من حقي كمواطن يمني وموظف حكومي أن اقول رأيي دون قمع وبحرية تامة. ولكن منذ بدأت القراءة وحتى آخر صفحة في المدونة وأنا أبحث عما قيل عنها من تعابير، وتفاجأت أنني وصلت إلى نهايتها دون أن أصل إلى ما أبحث عنه! عندها أحسست أن هناك خطأ، وبدأت أهز الهاتف ظنا مني أن هناك عيب فيه، وأتصلت بصديق لي لأتيقن من المدونة فأكد لي أنها بالفعل 35 صفحة لا غير!!

قرأت المدونة مجددا لعلي أغفلت صفحات منها، وتذكرت النقد اللاذع المتشنج الذي سمعته، وأدركت أن مشكلة المدونة الوحيدة هي أن منتقديها لم يقرأوا حرفا مما جاء فيها، بل قاموا بنقل ما وصلهم بطريقة النسخ واللصق المعتادة!

المدونة - برأيي - تتحدث عن حلم جميل يناقض تماما ما نراه في المؤسسات والوحدات الحكومية، وهي توضح ما يجب أن تكون عليه هذه المؤسسات في دول متقدمة وليس عندنا، وتتكلم عن علاقات بين الموظف والمواطن، وبين الموظف ورئيسه في العمل، وبين الموظف وزملاءه وكأنها تتحدث عن مجتمع راق ومتوائم، وهي بذلك أسست لتحقيق منجز ثقافي عظيم لم تستطع الكثير من العقول المتحجرة أن تستوعبه.

لن أطيل عليك عزيزي بسرد رأيي، ولكني أنصحك بأن تقرأ قبل أن تبدي رأيا، فلو كانت المدونة هذه تقر باطلا، أو سيئة كما قيل عنها لما وجدنا أدوات العدوان تصفق لهذا الجدل المحتدم. وربما أن ما ساء البعض فيها أنها جائت لتفضح واقعهم الفاسد وغير السوي فيما جاء فيها وأكدت عليه بالآيات والأحاديث النبوية التي تؤكد ما كان يجب أن نكون عليه، وهذا ما دفعهم للهجوم على كل من طلب من الناس أن يقرأوها، فالجهل عدو غاشم.

ختاما، أرى أن موضوع التطبيق يحتاج دقة وتأني في طرق التطبيق والتقييم التي وردت في المدونة؛ فرغم وضوحها إلا أن الفاسدين لطالما أدهشونا بطرقهم الإحتيالية في تفسير وتحريف أي توجيه لخدمتهم، وهذه المدونة لو تم تطبيقها وفق الأهداف التي وضعت لأجلها لكانت برأيي من أعظم ما يمكن أن تنجزه حكومتنا الموقرة.

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك