اليمن

كنز فوق الشجر !

2768 2022-07-24

 عبدالملك سام ||   صباح الخير عزيزي المواطن اليمني الطيب، طبعا أنت الآن تتناول فنجان قهوتك الصباحية، بمعنى أنك واحد من 2.25 مليار شخص يتناولون فنجانهم يوميا حول العالم (أي حوالي ثلث سكان العالم)، وبالتأكيد أنت تشعر بالفخر وأنت تتذكر تلك الأيام التي كان فيها ميناء المخا (او موكا كما يسميه الغرب) هو الميناء الأهم عالميا لتصدير القهوة العربية، أما اليوم فنحن ننتج 21 طن سنويا فقط، بينما حبوب البن اليمني المهاجرة تنمو وتزدهر في قارات أخرى كأمريكا اللاتينية وشرق أفريقيا وبعض الدول الأسيوية، وتوفر دخلا معقولا لحوالي 5 ملايين شخص حول العالم. اليوم - وأرجو ألا أفسد عليك متعة تناول فنجانك - فبلدنا يحتل المركز السادس والعشرون عالميا، بينما بلد جار لنا كأثيوبيا تحتل المركز الخامس رغم أنها تزرع "القات" أيضا! وهذا يشير أن المشكلة تكمن في التخطيط الزراعي؛ فشجرة البن تعتبر من الأشجار صديقة البيئة لأنه يمكن زراعتها بالقرب من الغابات، وتوفر ملجأ للطيور والكثير من الكائنات والطيور. واليوم - ايضا - أصبح ميناء هامبورغ الألماني أكبر ميناء لنقل البن عالميا؛ فصحيح أن معظم منتجي البن هي من الدول النامية، ولكن تعتبر الدول الصناعية الكبرى أكبر مستوردي هذا المحصول، فالبن ثاني أهم منتج عالميا بعد النفط، ولهذا دخلت الولايات المتحدة في الخط! تقوم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بدعم زراعة البن في أمريكا اللاتينية بمبلغ 80 مليون دولار سنويا، ولأنها - كالعادة - أدركت أهمية هذا المحصول الذي يبلغ أكثر من 24 مليون طن سنويا، فقد قامت بربط إنتاج البن ببورصة نيويورك، وهذا ما أدى لإنخفاض قيمة البن إلى النصف تقريبا (0.45 سنت للرطل)، فالولايات المتحدة وحدها تستهلك ما قيمته 8.96 مليار دولار سنويا (2003)، ويبلغ عدد مولعي القهوة فيها حوالي 130 مليون شخص! رغم هذا فإن أزدياد عدد شاربي القهوة في دول كالصين وروسيا أدى إلى أرتفاع سعرها مجددا، وهذا ما يجعلنا نعيد تقييمنا لأهمية إعادة النظر في تعاملنا مع هذا المنتج النفيس، خاصة والقهوة العربية تتفوق على الأنواع الأخرى من حيث النكهة والشكل والرائحة ودرجة الحموضة ومكان زراعته، وهذه أهم المعايير المستخدمة عالميا لتقييم محصول البن. حبوب البن الرديئة والتالفة تعتبر سمادا عضويا جيدا لباقي الأشجار، وبإمكاننا زراعة البن قرب أشجار النباتات الأخرى وقرب المحميات الطبيعية أيضا للحفاظ عليها، كما يمكننا إنشاء معامل لتحميص وتغليف المنتج وتسويقه محليا ودوليا، وهذا سيوفر وظائف جديدة للأيدي العاملة ودخلا جيدا للبلد. الآن يمكنك يا عزيزي أن تكمل فنجان البن بهدوء فلن أزعجك أكثر بالأرقام والتفاصيل، ويكفي أننا الشعب الوحيد عالميا الذي يعرف الفرق بين القهوة والبن؛ فالقهوة عندنا قد تكون مشروبا لأي نبتة أخرى يتم غليها في الماء الساخن، بينما البن عندنا لا يعني سوى البن، وبالطبع لا بن كبن اليمن الذي لا مثيل له على وجه الأرض، أليس كذلك؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك