قدم ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 23 ذي الحجة 1430هـ الموافق 11-12-2009م تعازيه لجميع الشعب العراقي النبيل بمناسبة استشهاد كوكبة من أبنائه، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم برحمته الواسعة وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان، داعيا الله تعالى بان يمّن على الجرحى بالشفاء العاجل.
وأضاف سماحته إن العراقيين بدؤوا يتساءلون، لماذا نعيش هذه المآسي وما هي الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة؟! هل هذه التفجيرات كانت متوقعة أو لا ؟؟ هل هذه التفجيرات ستتكرر أو لا ؟؟ هل يوجد حل في الأفق لإعادة الأمن والأمان للبلد أو لا ؟؟ هذه الأسئلة بحاجة إلى أجوبة مقنعة لكل أولئك المسؤولين عن الملف الأمني.
وفي معرض تعقيبه على ما جرى قال سماحة السيد الصافي: في بلد كالعراق يعيش أبناءه تحت ظلال التعددية السياسية لا بد من وجود خطوط حمراء عند كل السياسيين مهما اختلفوا لا يمكن تجاوزها وهذه الخطوط الحمراء في كل العالم لها أولويات، مهما اختلفنا وتكلم احدنا على الآخر ومهما شنعت الصحف وكتبت المجلات والأقلام لكن لابد من وجود هذه الخطوط ألا وهي مسألة دماء العراقيين..
وتابع سماحته قبل شهرين حدثت انفجارات مرعبة وبعدها أيضا حدثت انفجارات مرعبة والمعلومات الأمنية بمقدار ما تصل إلى الجهات التنفيذية لكن ردود الفعل لا تتناسب مع حجم الجريمة، واصفا العدو بأنه طرف جبان لا أخلاق عنده ولا دين ولا عقل ولا منطق له .. حثالة من حثالات الأرض يواجه مجتمع من الأبرياء العزل من شباب وأطفال ونساء وشيوخ ..
واستغرب سماحته قائلا: قبل أسبوعين أو أكثر حدثت زوبعة في البرلمان محذرة من عودة البعثيين مرة ثانية إلى السلطة .. وإذا كان السياسي يحذر والبرلماني يحذر وانتم بيدكم الأمر هذه الطريقة تخيفون الشعب بطريقة كأنكم لا تعلمون مكمن الخطر وبعض التصريحات صورت لنا القضية كأنما مجلس النواب يزخر بالرفاق البعثيين!! وهذه السياسة لا ينبغي أن تصدر عن المسؤول الصادق فإن عليه أن يجتهد ويبذل قصارى جهده من اجل أن يمنع الناس القتلة أن يتسللوا بطريقة قد لا يعلم بها الشعب.
وتساءل سماحته ما ذنب أبناءنا يقتلون جزافاً ثم بعد ذلك ترمى التهم على فلان وفلان هذا لا يحل المشكلة .. ونحن حذرنا ونحذر إلى أن هناك جهات كبرى تقف وراء هذه الأحداث وهذه الجهات الكبرى فإن المسؤول يعلم بها عِلم اليقين .. وطالب المسؤولين بتقوية بناء الأجهزة الإستخباراتية لمنع حصول الكوارث واتخاذ مواقف تؤرخ لهم وهم في الأيام الأخيرة من هذه الدورة ويطرحوا للشعب ما الذي يجري حقيقة وأين سينتهي بنا المطاف ..
وأعرب سماحة السيد أحمد الصافي عن أسفه من عمل منظمة حقوق الإنسان في العراق متسائلا عن ماهية عملها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب العراقي، لا اعرف ماذا تفعل هذه المنظمة أين هذه المؤسسات الإنسانية من الذي يجري في العراق؟! أين هذه المنظمات التي تتشدق بالإنسانية وترى هذه الطريقة من القتل الجماعي أشبه بعملية إبادة تدريجية !! هذه الخروقات تؤشر علامة حمراء على إن المستقبل قد يبدو مستقبلا غير واضح المعالم، فنحن كلما تقدمنا خطوة حدثت هذه العمليات الإرهابية .. وبالرغم من كل ذلك فإن الإنسان العراقي وبحمد الله الآن يتحمل المصابرة والمجاهدة والمسؤولية ليست بيد الناس بل بيد المسؤول .. فالقوات الأمنية عندما يلقون القبض على الإرهابي صباحاً ، يتوسط بعض المسؤولين فيخرجونه ليلاً ..
ونظرا للمعلومات المتسربة ذكر سماحته أن الإرهابيين الآن أخذوا ينظمون خططهم الإجرامية وهم في السجن .. مطالبا ببناء الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلتها من جديد وفي هذا الصدد قال: أنا لا احتاج إلى دبابة في الشارع أنا ليس عندي قتال مع عدو واضح مكشوف، ولكنني احتاج إلى رجل امن يحفظ دماءنا من أن تجرى وتسفك .. والطريقة التي يدار بها الملف الأمني طريقة غير صحيحة والدليل هذه الاختراقات ..
وبين سماحة السيد الصافي نحن لا نريد أن نضعف الإخوة المسؤولين عن الملف الأمني بل نشد على أياديهم ونقول ابذلوا المزيد، فكثير من الناس مستعدون أن يتعاونوا مع الأجهزة الأمنية بمقدار ما يحفظ حقوق البلد لكن وفي المقابل يجب على المسؤول أن يحفظ أمن الناس أيضا ..
وطالب ممثل المرجعية الدينية العليا بحلول سريعة وذلك بإفساح المجال أمام الخبراء الأصلاء للعمل الجاد للقضاء على الزمر الإرهابية، مناشدا إياهم لا تحذروا من هذه الحفنة من البعثيين اطردوهم فالقانون والدستور معكم ..
وفي الختام ناشد سماحة السيد أحمد الصافي المسؤولين باعادة النظر في الماكنة الإعلامية وذكر الحقائق الكامنة وراء الإرهابيين من التمويل والدعم الداخلي والخارجي والخلايا التابعة لهم علاوة على ذكرهم أعداد الشهداء والجرحى والخراب الذي تخلفه تلك العمليات الإجرامية... فالإرهابيون لا منطق ولا عقيدة ولا دين عندهم فتعاملوا معهم بمنطق يحفظ هيبة البلد .. ألا ترون أن بعض البهائم لا تعتدي على أبناء جلدتها .. فالعدو لا أخلاق له فإنه أخس حتى من تلك البهائم..
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha