قال الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
إن الحديث عن قانون الانتخابات والائتلافات بين الكتل والأحزاب تتابع بكثرة والأحداث السياسية كذلك . أنا أشرت في أحاديث متعددة في البرلمان وخارجه إلى قانون الانتخابات وهذه المسألة تتجدد كلما تطرح قضية كركوك تخلق مشكلة في البرلمان , كما إن الحديث لا يخلو من الخبث بتحميل البرلمان المسؤولية لأنها قضية اكبر من البرلمان والحكومة فهي منذ زمن عبد السلام عارف والحم السابق والى الآن تبقى مشكلة كبيرة . فعندما تطرح قضية كبيرة في قانون صغير عن أن من يطرحها يريد إظهار مجلس النواب بمظهر الضعيف ونحن نعرف أن هناك بعض النواب كان أداءهم ضعيفا وظالما لمن انتخبهم ولكن البرلمان كبرلمان هو أهم مفردات العملية السياسية ، ولذلك عندما يسعون إلى تعطيل العملية السياسية بالإرهاب فإنهم سيسعون كذلك إلى تعطيل البرلمان وتتذكرون دور البرلمان في السنتين الأولى للعملية السياسية وكيف كان فوضويا .
إن قانون الانتخابات قانون صغير ولكن وضع قضية كبيرة مثل قضية كركوك لم تتمكن كل الحكومات السابقة من حلها هي عملية عليها ألف علامة استفهام ، وان السبب في مشكلة كركوك الآن هو سجل الناخبين حيث إن هناك زيادات في أعداد البطاقات التموينية . إن زيادة كل بطاقة يعني زيادة سبعة عشر دولارا فإذا كان هناك مليون بطاقة فيعني أن هناك سبعة عشر مليون دولار تذهب لحساب من ؟؟؟ إنها تذهب لحساب دوائر محددة في وزارة التجارة مع العلم أن الزيادات ليست في كركوك فقط وإنما في العديد من المحافظات . إن هذه القضية قضية فساد كان على وزارتي التخطيط التجارة معالجتها ولكنها تركت كل تلك السنوات ، فلماذا يقولون للبرلمان لماذا لم تعالج المسألة .
غدا ستطرح الموازنة وستعاد نفس المشاكل التي تتعلق بالبطاقة التموينية ووزارة التخطيط والتجارة لم تعالج هذه القضية . إن الناس في كركوك يقولون أن لديهم خلل في سجل الناخبين ولكن الخلل هو البطاقات التموينية ، والقضية الأخرى في هذا المجال إننا في المجلس السياسي للأمن الوطني أوجدنا حل للقضية من خلال اقتراح من الدكتور عادل عبد المهدي مبني على فقرتين منها :
اعتماد سجلات عام 2004 ثم يضاف عليها معد نمو تحدده دوائر معينة والعدد الزائد يمكنهم التصويت في أي محافظة أخرى كما تدقق من وزارتي التخطيط والتجارة ويعتبرون كمحافظة تاسعة عشرة ولكن المأساة إن المفوضية أعلنت إن تلك السجلات غير موجودة !!! فمن المسؤول عن هذا التقصير وفقدان سجلات بهذه الأهمية يا مفوضية الانتخابات . لقد وصلنا يوم أمس إلى مقدار معين وإنشاء الله غدا سننهي المسألة ، ولكن البعض يراهن على قضية أساسية وهي انه يخجل من الإعلان عن رغبته بالقائمة المغلقة لذلك عمل على تعطيل إقرار القانون الجديد بطريقة أو أخرى مما يوج العودة إلى القانون القديم ، كما إنهم قالوا فلنذهب إلى التصويت ونحن نعلم أن التصويت بدون توافق يعني الفشل . أما طارق الهاشمي يصدر فيتو أو جلال الطالباني وفق حقهم الدستوري لتامين التوافق السياسي ، وقال الدكتور عادل عبد المهدي إنني لن أوافق على قانون غير القائمة المفتوحة ورئيس الجمهورية ونائبه الهاشمي قالا إن لديهم مشكلة في كركوك مما خلق مشكلة كبيرة ولم يعد لدينا خيار سوى التوافق بين أطراف كافة علما إن التدخل الإقليمي غير بعيد عن هذه المسألة .
إن القائمة المفتوحة لها حسناتها وكذلك المغلقة ولكن المفتوحة ايجابياتها كبيرة ، وان القائمة المغلقة بالنسبة إلى بعض القياديين جيدة لأنهم سيضمنون صعودهم من خلالها وتفادي امتناع الناس عن عدم انتخابهم بسبب بعض القرارات التي كانوا يتخذونها من واقع مسؤولياتهم .
إن مسؤولية حسن الاختيار كبيرة حيث إن هناك أصوات تشترى بالأموال إضافة إلى عمليات التزوير وانتم ترون الأصطفافات التي تحدث والتدخل الإقليمي الكبير جدا جدا من اجل توجيه الساحة إلى جهات معينة وإيجاد تفرقة ضد جهات أخرى كما أن الأصطفافات البعثية والإرهابية أصبحت واضحة إضافة إلى الأصطفافات التي تريد تعطيل أو حرف العملية السياسية أصبحت أكثر وضوحا من السابق . فما هي مسؤوليتنا وهل نبقى متفرجين ؟؟؟ .
إن رغبة الناس في الانتخابات ضعيفة والمشكلة الثانية إن الصف منقسم إلى اتجاهين سياسيين هما الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون ، كما إن الأطراف الإقليمية لن تقف مكتوفة الأيدي خلال السبعين يوما المتبقية وما حدث يوم الأربعاء الدامي والأحد الدامي سيبقون يصنعونها وهم نفس الأطراف التي كانت تفجر في السنوات السابقة في عام 2003 ولحد الآن وإنهم سيبقون يدفعون باتجاه تشرذم الساحة .
وقال سماحته :
( من هنا أوجه ندائي إلى إخواننا في الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون إن ينظروا بعين المسؤولية إلى طبيعة الأصطفافات الموجودة وان يتقوا الله في أبناء شعبهم ) . فعلينا مسؤولية مضاعفة في الوقت الراهن ، ونحن نعرف إن المرحلة السابقة كان فيها الكثير الأخطاء والإخفاقات والمشاكل ولكن الخطر الآتي يحمل في طياته عودة البعث والمجاميع المسلحة إلى مواقع الحكم ، فمن أراد أن يكون ضعيفا في الانتخابات فليكن ضعيفا ولكن عليه لا يعتب غدا إذا رأى الأمور سارت باتجاه عودة أبطال المقابر الجماعية ، وعليه أن لا يعتب إذا اكتشف أن المظلوم الذي هجر وقتل بدأ يتحول إلى طارد من بل أجهزة التحقيق فالظلم لا يصنع لحظة واحدة وإنما يصنع بالتواكل وبمنطق ( آني شعلية ) والمهادنة والتشبث بالقضايا الصغيرة وترك القضية الكبيرة وهي أن نبقى أو لا نبقى .
نعم أن هناك من قصر في واجبه وهناك من غدر وهناك من تخلف عن الركب ولكن الكيان العام يجب أن يحفظ وان يلتزم به وهو مسؤولية جميع المؤمنين .
وأضاف سماحته :
أنا احد قيادات الائتلاف الوطني أشير وأتمنى على إخواننا في ائتلاف دولة القانون أن يلبوا دعوة اخوانهم في الائتلاف الوطني لنكون في صف واحد وبغض النظر عمن يأخذ أكثر فالمهم هو الحفاظ على الجو العام في ظل الأصطفافات حيث أن إسرائيل داخلة فيها بقوة إضافة إلى دول إقليمية ومن أمامها أموال قذرة لتشويه الصورة وهو يستهدفكم انتم وليس يستهدف جلال الدين الصغير باعتباره جلال الدين الصغير أو نوري المالكي باعتباره نوري المالكي وعندما أقول اسمي فأنا أتحدث عن اسمي النوعي وليس اسمي الشخصي وهكذا بالنسبة للأسماء الأخرى ويستهدف التوجه العام فأرجو الوعي الكامل لهذه القضايا .
وأوضح سماحته :
تلقيت عتب كبير من قبل الكثيرين سببه عدم دخولي إلى الانتخابات التمهيدية ولماذا لا يريد الترشح وقد وردت أكاذيب حول وجود شروط معينة وأنا أقول إنني لن أتخلى عن مسؤوليتي أمام شعبي وسأبقى بنفس المنطق الذي بدأنا به ونحمل أرواحنا على الأكف من اجل مصالح الناس فنحن لا نريد منصب أو موقع ولكن المنصب أو الموقع لخدمة الناس فنحن نسعى إليه ومسألة إننا سننسحب فهذا غير صحيح . أما بالنسبة لعدم الاشتراك في الانتخابات التمهيدية فالسبب هو عدم التفرغ وحجم المسؤوليات المناطة بنا كما نحن لا نتوقع لتيار شهيد المحراب أن يترك أموره السياسية لصدف الانتخابات فهناك تركيبية قيادية تتحمل السير والنهوض بالمشروع الذي قام عليه .
وختم سماحته الخطبة بقوله : إن الكلام والعتاب الذي نقل لي عبر التليفون الانترنيت والرسائل أنا أشكركم عليه وأن أخوكم وخادمكم لن يتراجع أو يهتز لمجرد مرور زوبعة .
وفيما يلي التسجيل الصوتي الكامل لخطبة سماحته :::
https://telegram.me/buratha

