النجف الاشرف - احمد كاظم
جميل أن تكتسي كل حاضرة عراقية بحلة تلاؤمها وتتصل بخصائصها ومن بين هذه الحواضر التي ضلت شاخصة على مدى الأزمنة والعصور ثورة العشرين ولا شك أن النجف الاشرف كانت معقل الثورة وحصنها المنيع برجالها الأفذاذ رواد الحرية والاستقلال .
ويتميز مركز محافظة النجف الاشرف بنصب تاريخي يمجد هذه الثورة العظيمة ويقع في الساحة الرئيسية عند الدخول إلى الشارع المؤدي إلى مقام الإمام علي (عليه السلام ) ولكنه للأسف الشديد ظل على حاله بدون تطوير أو أعمار ، وعن تاريخ إنشاءه وبناءه حاور المركز الإعلامي للبلاغ المؤرخ السيد عبد الستار النفاخ ، المؤرخ والنسابة المعروف في المحافظة والذي أكد إن النصب الموجود حاليا يمثل قاعدة فقط لنصب ثورة العشرين التاريخية الذي أعلن خلال السبعينات من القرن الماضي كمسابقة حيث احتدم التنافس بين الفنانين التشكيليين في إعداد العروض والهياكل المصغرة لاختيار الأجود منها وقد فاز احد فناني الكوفة بنموذجه المصغر والذي يمثل مدفعا قديما وقف عليه الجندي البريطاني وعليهما الثائر العراقي وهو يمسك بـ(المكوار) ضاربا به رأس الجندي البريطاني وجاعلا خوذته تميل جانبا وأسفل الهيكل صور الثوار الآخرين .
وتابع قائلا " تم إقرار تخصيص مكان لنصب ثورة العشرين في عام 1975 والمباشرة ببناء القاعدة الموجودة حاليا ، حيث عمد النظام السابق إلى إزالة نصب للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في المكان ذاته وهو يؤدي التحية إلى الإمام علي (ع) واستبداله بنصب ثورة العشرين وتحول التسمية من ساحة عبد الكريم قاسم إلى ساحة ثورة العشرين كما تم بناء متحف للثورة في المنطقة القريبة من النصب والذي كان يضم العديد من الأسلحة التي استخدمت في الثورة " .
أما عن الأسباب التي كانت وراء عدم إكمال النصب واقتصاره على القاعدة التي تحمل الهيكل الأصلي فقد أشار النفاخ إلى إن المحافل الأدبية في ذلك الوقت تناولت حديثا مفاده إن معرضا أقيم في العاصمة العراقية بغداد حول الثورة ورجالتها وتم جلب المدفع الذي كان من المقرر أن يوضع في النصب التذكاري وفي الطريق تعرض إلى الكسر كما إن هناك اجتهادات كثيرة حول النصب تقول بأنه يمثل التاج الملكي البريطاني وهو مقلوب رأسا على عقب وهي بعيدة عن الصحة .
وعن الأسباب التي تحول دون إكمال النصب أو حتى إعادة تأهيله ، توجه المركز الإعلامي للبلاغ إلى مجلس محافظة النجف الاشرف ، وقد بين احد اعضاءه وهو السيد محمد الموسوي رئيس لجنة الخدمات في المجلس "بان هناك خطة لوزارة البلديات لإنشاء مجسر بجانب نصب ثورة العشرين لذا لا يمكن ترميمه قبل إكمال المجسر لان أعمال البناء سوف تؤدي إلى الإضرار بالنصب وسيتم صيانته بعد اكتمال المجسر لكي تكتمل الصورة وتضفي على المنطقة جمالية .
https://telegram.me/buratha