وجه رئيس الجمهورية جلال طالباني، الاثنين 20-10-2008، كلمة الى الحفل الذي أقامته جامعة بغداد لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس كلية القانون (الحقوق سابقا)، ألقاها نيابة عنه المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور جلال الماشطة. فيما يلي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوات الاخوة الاكارم زملائي الاعزاءلكم كان بودي ان اكون بينكم اليوم اشارككم فرحكم وافتخاركم بالذكرى المئوية لكلية القانون، كلية الحقوق سابقا، التي غدت صرحا من صروح العلم ومعلما حضاريا ومعرفيا بارزا. لكم كان بودي ان ارى وجوه بعض من زملائي الاعزاء الذين شاركوني بهجة التعلم على ايدي اساتذة اجلاء يدين لهم الكثيرون من الحقوقيين في العراق وبلدان عديدة اخرى بما يمتلكون من نواصي العلم والشغف باعلاء شأن الحقيقة والدفاع عن الحق. وامل ان تغدو كلمتي هذه تعبيرا عن اعتزازي بهذا الطود العلمي وافتخاري بالانتهال مما يوفره من علم.ان كلية الحقوق التي تأسست عام 1908 لم تكن مؤسسة تعليمية فحسب، بل امست على مر السنين مدرسة لتربية الروح الوطنية وكان طلبتها السباقين الى التعبير عن مطالب جماهير شعبنا بالتحرر من كل اشكال القهر والحيف والطغيان، والشروع في ارساء بنيان الديمقراطية والرفاهية للعراقيين كافة. واذكر، كما يذكر زملائي، ان الطموح الى الاهداف الانسانية كان قاسما مشتركا يجمع بين الطلبة على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية. ان لكليتكم دورا رياديا في تخريج المئات من القادة الوطنيين والسياسين البارزين والعلماء، ناهيك عن فطاحل القانون الذين صاروا اعلاما تدرس مؤلفاتهم في مختلف بقاع الدنيا.ورغم ان كلية الحقوق انشئت قبل مائة عام الا انها وريثة تقاليد عريقة ارسيت منذ الاف السنين في التشريع وسن القوانين ابتداء من شريعة حمورابي . وقد حاولت الديكتاتورية وأد تلك التقاليد العريقة والمشرفة وفرضت قانون القوة بدلا من قوة القانون، وضربت عرض الحائط بالتشريعات .وبعد ان القت بلادنا عن كاهلها نير الاستبداد غدت بحاجة اليوم الى جهودكم لتنشئة جيل من رجال القانون يتولى وضع قاعدة تشريعية عريضة تضمن التكافؤ والمساواة امام القانون وتكفل حقوق المواطن. بيد ان الاهم من ذلك ان نعمل سوية على غرس روح التبجيل المطلق للقانون وتعلم الاحتكام اليه، وتثبيت استقلالية القضاء ونزاهته وحياديته. ان ذلك كله يتطلب من اساتذة الجامعات العراقية عموما الحفاظ على الاستقلالية وصون حرمة وقدسية الحرم الجامعي، كما يتطلب من الدولة ابداء الاهتمام الكافي بمؤسسات التعليم العالي والحرص على ان يتمتع اساتذة الجامعات بما يستحقونه من عناية وتكريم وتوفير الفرص للطلبة للاطلاع على احدث المنجزات العلمية العالمية.بيد ان ذلك ينبغي ان يتم مع حرص شديد على الارث الزاخر لجامعة بغداد العريقة ولكلية القانون التي تشرفت بالانتساب اليها مذ كان اسمها كلية الحقوق ، وما زلت مدينا لها بالكثير من الدروس العلمية والوطنية.اهنئكم من صميم القلب بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس هذا الصرح العلمي والوطني الشامخ واتمنى لكم كل الخير والتوفيق والنجاح
جلال طالبانيرئيس جمهورية العراق".
https://telegram.me/buratha