جنيف-البلاغ-نبيل الحسيني: شاركت مؤسسة شهيد المحراب بكلمة اثارت اعجاب الحاضرين في مقر المنظمة الدولية للامم المتحدة على هامش الدورة التاسعة لمجلس حقوق الانسان التي القتها السيدة كلثوم الحسيناوي حيث تطرقت فيها عن المفقودين في العراق كظاهرة شائعة بدأت منذ تولي النظام الديكتاتوري السلطة في العراق اذ كانت الاعتقالات كثيرة وعشوائية بحيث استهدفت مختلف الشرائح من الرجال والنساء الذين لم يعرف مصير الكثير منهم لحد الان وكذلك اشارة الى عدة محاور وفيما ياتي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس المحترم....تهديكم مؤسسة الحكيم اطيب تحياتها وتشكركم كثيرا لاتاحتكم لنا هذه الفرصة الثمينة للحديث عن المفقودين في العراق كظاهرة شائعة بدأت منذ تولي النظام الديكتاتوري السلطة في العراق اذ كانت الاعتقالات كثيرة وعشوائية بحيث استهدفت مختلف الشرائح من الرجال والنساء الذين لم يعرف مصير الكثير منهم لحد الان على الرغم من أن الأجهزة القمعية قد إدعت بان بعض السجناء قد تطوعوا للحرب العراقية الايرانية الا ان رفاتهم لم تسلم لذويهم كما ان تلك الاجهزة قد اخفت كثير من السجناء من دون ان تكشف عن مصيرهم ولم نتمكن من معرفة مصيرهم بعد سقوط ذلك النظام، اما الاعتقالات الجماعية التي حدثت في الانتفاضة الشعبانية بعد اجتياح العراق في عام 1991 للكويت وماتلاها فلازال مصير عشرات الآلاف منهم مجهولا لهذه اللحظة رغم اكتشاف المئات من المقابر الجماعية، كما ان حالات الاختفاء للشخصيات والرموز الاجتماعية لازالت هي الاخرى مجهولة المصير الى يومنا هذا!!
سيدي الرئيس:لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد ازداد عدد المفقودين في العراق جراء العمليات الارهابية التي تعرض لها الشعب العراقي بعد عام 2003 ولم يعرف مصيرهم رغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في هذا المجال مما انعكست مجمل هذه الاوضاع على المجتمع العراقي ككل ولاسيما شريحتي الاطفال الذين فقدوا ابائهم وهم الان بحاجة الى رعاية خاصة، كما ان النساء اللاتي لايعرفهن مصير أزواجهن أصبحن بوضع مأساوي للغاية رغم جميع المحاولات المبذولة لمعرفة مصيرهم.هذا وقد ازدادت عمليات الاختطاف المخططة التي تستهدف النخب المثقفة من اساتذة جامعيين وصحفيين واطباء اخصائيين ورجال الأعمال وغيرهم، كما تعرضت المرأة العراقية في بعض المدن الجنوبية الى حالات الاختطاف من قبل الارهابيين والعصابات الاجرامية لأسباب متعددة كعدم ارتدائهن الزي الإسلامي ولم تسلم من ذلك حتى النساء غير المسلمات، وهذه الظواهر هي في الواقع دخيلة على المجتمع العراقي الذي عرف منذ امد بعيد بالتعايش السلمي بين مختلف الأديان والقوميات والطوائف.ولابد من الاشارة الى جهود المؤسسة المتواصلة في هذا المضمار، اذ تستعد لإقامة مؤتمر دولي خاص بالمفقودين وضحايا المقابر الجماعية في شهر اكتوبر القادم والذي ستعرض فيه ملفات الضحايا وهي تدعو جميع المعنيين الى المساهمة والحضور للمشاركة فيه وتقديم الدراسات والبحوث التي تسهم في معالجة المشاكل التي افرزتها تلك الممارسات اللانسانية ضد الابرياء وماتعانيه عوائلهم المنكوبة. ان مؤسسة الحكيم اذ تعبر لكم عن بالغ قلقها لعدم معرفة مصير هؤلاء المفقودين في الوقت الذي تولي اهتمامها الكبير في تقديم المساعدة الى ذوي الضحايا لاتتناسب مع الاعداد الكبيرة لهولاء المفقودين.وإن مؤسسة الحكيم تدعو المجتمع الدولي بمؤسساته كافة لأن يلعب الدور الفاعل في مساعدة ضحايا المفقودين والكشف عن مصيرهم وتسليم رفاتهم الى ذويهم، كما تأمل المؤسسة من المجتمع الدولي ان يلعب دورا بارزا وكبيرا في تقديم الرعاية الإنسانية والاجتماعية لذوي المفقودين وإعداد البرامج المختلفة التي تسهم حمايتهم من كافة المخاطر والعمل على نشر ثقافة السلم واحترام حقوق الإنسان ونبذ العنف والعمل على نشر القيم الإنسانية النبيلة التي تستند الى المنهج الديمقراطي الذي يحترم جميع الأعراق والطوائف ودون تمييز كما ندعو المجتع الدولي الى مساعدة منظمات المجتمع المدني في العراق ورفدها بالخبرات وجميع مقومات العمل كافة ليكون دورا فاعلا ومؤثرا لدعم وبناء العراق الجديد.
شكرا سيدي الرئيسمؤسسة الحكيم
https://telegram.me/buratha