سيطرت مشاعر الدهشة الممزوجة بالفرح على العوائل التي تمكنت من الفرار من (داعش) الارهابي في منطقة المسحك، شمالي صلاح الدين،(170 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد أن استقبلتهم القوات الأمنية والحشد الشعبي والحكومة المحلية، بالترحاب وقدمت لهم الرعاية الطبية والطعام، لتتكشف لهم "أكاذيب" ذلك التنظيم الذي طالما أخافهم بأن الدولة "ستقتلهم".
فعلى مقربة من جبل مكحول، تمكنت المئات من عوائل منطقة المسحك، شمال بيجي،(40 كم شمال تكريت)، من التجمع بعد ان تمكن أحد فصائل الحشد الشعبي من تأمين منفذ لاستقبالهم وتأمين نقلهم إلى منطقة الحجاج، جنوبي القضاء، بالتعاون مع الحكومة المحلية.
ويقول جمعة حسين السلامي، الهارب من منطقة سكناه،، "كنا نعيش ظروفاً قاسية وعائلتي تموت يوميا عندما تشاهد دوريات عصابات داعش المجرمة، وهي تحشو رؤوسنا بكلام ثبت بطلانه عندما عبرنا الجبل بمساعدة القوات الأمنية والحشد الشعبي".
وأكد السلامي، وهو يساعد زوجته وأطفاله الثلاثة، للصعود في عجلة الهمر التي جلبها مقاتلو الحشد الشعبي ومحافظ صلاح الدين، رائد إبرهيم، أن "معاملة القوات الأمنية شكلت مفاجأة لنا حيث وجدنا الاسعافات الأولية والماء والترحيب ووفروا العلاج لأربعة ممن أصيبوا بنيران داعش خلال عملية الهرب".
وأضاف السلامي، لقد "مشيت مدة أربع ساعات منها ساعة ونصف صعودا لسفح الجبل، لكني الآن مطمئن فعائلتي والعشرات من أهلي بخير برغم خسائرنا الكبيرة حيث تركنا كل شيء إلا أعراضنا التي نحميها بأرواحنا وموقفنا الرافض لقبول داعش وتعليماته".
من جهتها تقول أم سامي، (48 سنة)، في حديث إلى (المدى برس)، "الحمد لله وفقنا بالهرب من المتوحشين الدواعش الذين أوهمونا أن الحشد سيقتلنا لكننا قررنا القدوم ومواجهة الموت على أيديهم بدلا من حياة الذل والهوان التي كنا نلاقيها على يد أولئك القتلة"، وتضيف "كنا أسرى مقطوعين عن العالم ولا نعرف طعم الحياة".
وتطالب أم سامي، بضرورة "تأمين نوع من الاتصال بباقي الأسرى لدى داعش لترتيب هربهم وكشف زيف ادعاءات أولئك المجرمين خصوصا ما يتعلق بكذبة لا تقترب من الدولة ستقتلك".
وتؤكد أم سامي، أن "العشرات من العوائل هربت باتجاه قضاء الشرقاط ومن بينهم أربع عوائل من جيراني لكننا ومئة عائلة اتفقنا ليلا على التسلل واحدا بعد الآخر والهرب إلى قضاء بيجي".
بالمقابل يقول محافظ صلاح الدين، رائد إبراهيم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحكومة المحلية وقادة الحشد الشعبي وشرطة المحافظة، استقبلوا المئات من العوائل الهاربة من منطقة المسحك"، ويبين أن "القوات الأمنية تستعد لاقتحام تلك المنطقة التي استولى عليها داعش منذ أكثر من سنة".
ويؤكد إبراهيم، أن "الحكومة المحلية وجهت بتسهيل عملية النقل من خلال سيارات كبيرة وعجلات الجيش"، ويتابع أن "إيواء تلك العوائل سيتم في منطقة الحجاج، جنوبي قضاء بيجي، كخطوة أولى، حيث تم استدعاء الوحدات الطبية لعلاجهم، كما تم الاتصال بالمنظمات الإنسانية للإسراع بإغاثتهم".
على صعيد متصل يقول العقيد جاسم محمد، القيادي في اللواء الخامس الخاص من الحشد الشعبي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مجموعة من المقاتلين اشرفوا على نقل العوائل من سفح الجبل إلى منطقة آمنة وتم تلبية احتياجاتهم ورعايتهم لاسيما أن غالبيتهم من الأطفال والنساء".
ويكشف محمد، عن "محاولة داعش تسميم تلك العوائل بالطعام بعد أن فشل بتسميم افكارهم من خلال الشائعات والاقاويل المغرضة لكن هذه العوائل لم تصبر على الضيم وقررت الهرب وتم استقبالهم بأفضل صورة".
https://telegram.me/buratha