بحث رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في قصر السلام ببغداد اليوم الثلاثاء مع النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري والوفد الرسمي رفيع المستوى المرافق له العلاقات الثنائية وتحديات المنطقة من الارهاب.
وكان معصوم استقبل بمنزله أمس جهانغيري الذي سلمه دعوة رسمية من الرئيس الايراني حسن روحاني لزيارة طهران.
وذكر بيان رئاسي انه "في مستهل اللقاء الذي حضره نائبا رئيس الجمهورية اياد علاوي واسامة النجيفي رحب الرئيس معصوم بالضيف والوفد المرافق، مشيراً إلى أهمية الزيارات واللقاءات المتواصلة والمتبادلة بين المسؤولين في الدولتين الجارتين لأهمية الظرف التاريخي الذي تمر به المنطقة ولحجم التحديات الكبيرة التي تتعرض لها ولضرورة التعاون البناء الذي من شأنه حفظ أمن واستقرار الدولتين والمنطقة والعالم".
وأشار رئيس الجمهورية في حديث موسع أثناء اللقاء إلى "الأهمية الكبيرة التي تحكم العلاقات بين العراق وإيران، وهي علاقات مشتركة على صعيد الجوار أو على الصعيد الديني والاجتماعي والاقتصادي وسواها من العوامل المشتركة التي تمنح العلاقة بالجار الايراني خصوصية كبيرة".
وأوضح معصوم أن "هذه الخصوصية هي التي تجعل من المسؤولية التأكيد دائما أن العراق لا ينظر إلى علاقته بإيران من خلال طبيعة نظر الآخرين في المنطقة والعالم لهذه العلاقة وبالعكس أيضاً، وإنما انطلاقا من زاوية المصالح المشتركة للشعبين الجارين ومصلحة استقرار وتقدم المنطقة وبما يحفظ هذه المصالح ويعززها دائما".
كما أشار رئيس الجمهورية إلى أن "ما يتعرض له العراق من تهديد ارهابي هو تهديد يطول الجميع، ولعل التفاهم والتعاون مع الجميع وبضمنهم الأصدقاء في ايران هو جزء أساس من المسؤولية التي تراعي حجم التهديد وخطورة التحديات التي يتعرض لها البلد وتتعرض لها جميع دول المنطقة".
وفي هذا السياق عبر الرئيس معصوم عن "شكره وتقديره للدور الإيراني الداعم على الصعيد اللوجستي والفني والعسكري لحرب العراقيين ضد داعش وكافة ذيول الارهاب".
وأوضح أن "من الضروري تعزيز هذا التعاون والارتقاء به في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والزراعية وبما يعزز اضطراد تقدم العلاقات القائمة على التعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
من جانبه شكر النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري "الرئيس معصوم لما لقيه والوفد المرافق من استقبال وحفاوة، ونقل تحيات رئيس بلاده حسن روحاني ودعوته لرئيس الجمهورية لزيارة إيران حيث ستلبى الدعوة في موعد قريب".
وتحدث نائب الرئيس الإيراني عن خطورة التحدي الارهابي المتمثل بجماعات داعش والذي يتعرض له العراق ويمتد إلى أكثر من دولة في المنطقة "مشيرا إلى أن" ايران تنظر إلى هذا الخطر بوصفه تهديدا للمنطقة وللعالم، كما أنها تفهم أنه تهديد وممارسات يراد بها الاساءة والتشويه للإسلام والمسلمين".
وأكد جهانغيري في حديثه أثناء اللقاء أن "السبيل لمواجهة الجماعات الارهابية لا ينبغي أن يقتصر على محاربتها عسكريا فحسب بل أيضاً ايديولوجيا وتجفيف منابعها المالية والبشرية".
وبهذا الخصوص أشار جهانغيري إلى "ضرورة أن تدعم الأسرة الدولية الشعبين العراقي والسوري في محاربة هذه الجماعات مادام العراقيون والسوريون يشكلون خط المواجهة الرئيس أمام الارهاب الذي يستهدف الجميع".
وعبر نائب الرئيس الايراني "عن تهانيه ومباركته للرئيس معصوم وللشعب العراقي لما تحقق من انتصارات ضد داعش ولتحرير بعض المناطق ومواصلة الجهد من أجل تحرير بقية الاراضي الوطنية من احتلال زمر داعش".
كما عبر جهانغيري "عن دعم ايران وتقديرها للجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية والمسؤولون الآخرون في الدولة العراقية من أجل العمل على تطوير العلاقات مع جميع دول الجوار"، مؤكدا "وقوف إيران دائما بالسراء والضراء مع الشعب العراقي بكافة اطيافه، وأن أمن وأمان العراق هو أمن وأمان لنا".
كما عبر المسؤول الايراني "عن استعداد ايران لتقديم خبراتها في هذا الظرف الذي يواجه فيه العراق مشكلات مالية واقتصادية جراء انخفاض أسعار النفط،"، مشيرا إلى " تجربة ايران في تحرير اقتصادها بشكل كبير من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل".
https://telegram.me/buratha