دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم القوى السياسية الى مساعدة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي للاسراع بتشكيل حكومة شاملة "مؤكدا ان" جريمة قاعدة سبايكر لن تمر بدون عقاب لمرتكبيها".
ونقل بيان لرئاسة المجلس الاعلى عن السيد الحكيم القول خلال كلمته في الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي يقيمه بمكتبه ببغداد ان "على القوى السياسية العمل بروح الفريق المنسجم والمسؤولية العالية، "حاثا اياهم على تجاوز الحساسيات والأزمات والإسراع بتشكيل الحكومة، "مذكرا بان" الأزمات التي تراكمت على مدى السنوات السابقة لايمكن ان تحل في أيام او أسابيع ولكن المؤكد ان إرادة الحل اليوم هي الإرادة الفاعلة لدى الجميع".
ودعا الحكيم الى "العمل بسقف الحقوق لا سقف المطالب ،"مؤكدا ان" الحقوق الدستورية والقانونية مجابة للعراقيين جميعا وعلى مختلف أطيافهم وطوائفهم وقومياتهم، "مبينا ان" موضوع تشكيل الحكومة يشغل الرأي العام والطبقة السياسية والحريصين على العراق وشعبه واستقراره ، "مشيرا إلى أن" هناك ظروفا ضاغطة على الجميع حيث ثلث العراق مستباح من قبل عصابات الإرهاب وأكثر من مليون عراقي مشرد من دياره وأمام قائمة طويلة من الأزمات والمشاكل السياسية بين مختلف الأطياف".
واعرب الحكيم عن "أسفه لغياب الثقة بين أبناء الوطن، "عادا إياها" اخطر المشاكل وأصعبها ، "حاثا الجميع على" التحصن خلف سقف الحقوق التي كفلها القانون والدستور وان لا تتصلب المواقف تحت سقف المطالب ، "عادا" الدستور الضمانة الحقيقة للجميع الذين يسعون الى ان يخطوا خطوة كبيرة الى الإمام وان يبدأوا بداية صحيحة ويتجاوزوا الماضي بكل أزماته وأخطائه".
وشدد رئيس المجلس الاعلى "على أهمية ان تكون الاتفاقات بين الكتل وليس الأشخاص، "مذكرا ان" اتفاقات الأشخاص واللحظة الأخيرة اتفاقات مصالح وقد جربها الجميع، "داعيا قادة الكتل السياسية إلى أن" يكونوا فوق مستوى المسؤولية وليس بمستوى المسؤولية ، "معللا ذلك"الى ان الوضع في العراق تجاوز في خطورته مستوى المسؤولية الطبيعية وعلينا ان نكون جميعا فوق مستوى مسؤولياتنا وان نضاعف الجهد والعمل والتفاهم المشترك والتنازلات المشتركة وان نعمل بعقلية حل الأزمات وتصفيرها لا بعقلية خلق الأزمات وتفقيسها".
وبين أن "الخطوة الأساسية لوضع العراق على الطريق الصحيح من جديد هو تشكيل حكومة وطنية ذات مقبولية واسعة على مبدأ شراكة الأقوياء التي طالما دعونا لها وسنبقى ندعو لها ، "داعيا الجميع الى" تحمل المسؤولية ومساعدة حيدر العبادي المكلف بهذه المهمة وان يكونوا عونا له من ألان وان يعملوا معه بروح الفريق".
ووصف الحكيم "جريمة قاعدة سبايكر جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية ، "رافضا "وضعها في خانة جرائم الإرهاب او الجرائم النكراء، "مؤكدا انها" لن تمر دون عقاب ولن تمر دون ان تكون درساً وعبرة لمن يعتبر، "متوعدا" مرتكبيها بالملاحقة أينما كانوا وأيا كانوا وسينالون عقابهم الذي يستحقونه"موضحا" أنها جريمة من نوع خاص ، "عادا إياها" مؤامرة اشترك فيها أكثر من طرف وسينال الجميع عقابهم وسيحاسب المسؤولون الذين استخفوا بدماء هؤلاء الشباب او تآمروا عليهم".
وشدد على "التعامل مع كل من شارك بهذه الجريمة كإرهابي فالذين قصّروا بواجبهم جريمتهم اكبر من مجرد تقصير في عمل، "مبينا أن" الاستهانة بدماء الناس عندما تصل إلى هذا الحد فإنها تصبح اخطر من الإرهاب نفسه وستكون جريمة سبايكر عاراً في جبين كل من يتحمل المسؤولية من اصغر رتبة إلى أعلى منصب قيادي له علاقة بهذا المعسكر وإدارته ، "معاهدا" أهالي الضحايا بمتابعة التحقيقات ،" مخاطبا إياهم" بان خسارتكم خسارتنا ولن نسمح بتناسي هذه القضية ولن نتهاون بقطرة دم واحدة وسنلاحق الجناة والمقصرين والمتآمرين ولو هربوا إلى آخر الدنيا"
وخاطب رئيس المجلس الاعلى "أبناء العشائر التي تورط أبناؤها بهذه الجريمة أن تتبرأ منهم لان يد القصاص العادل ستنالهم عاجلا أم آجلا، "معربا عن إدانته" وبأشد العبارات جميع الأعمال الإرهابية التي تطال المكونات العراقية من المسلمين والمسيحيين والايزديين والصابئة من الشيعة والسنة ومن العرب والكرد والتركمان والشبك و لاسيما جريمتي مسجد مصعب بن عمير في ديالى وحسينية الإمام علي في بغداد".
وبين أن "غرور داعش وطغيانها أعطاها الجرأة والوقاحة لتعلن عن خلافتها المنحرفة، "مبينا ان" الجماعات الإرهابية المنحرفة فكريا وعقائديا شئ يحدث في كل زمان وسيحدث في المستقبل والتاريخ مليء بمثل هذه العصابات والمنظمات التي تحمل أفكارا منحرفة وإجرامية، "مستدركا بالقول"لكن ان تعلن خلافة ويكون لها خليفة وبما يحمل هذا الإعلان من تحدٍ واضح لكل الطوائف الإسلامية وان تكون في مواجهة مفتوحة مع الجميع".
وشدد الحكيم على "اهمية قياس هذا الوضع بحجمه وعمقه و بدون تهويل او تهوين، "مشيرا إلى أن" هناك مرحلة متطورة من الانحراف وليس الإرهاب لان انحرافها وصل إلى أقصى مدى يمكن ان يصل إليه ، "موضحا ان" إعلان الخلافة جاء بعدا إعلان دولة ومن ثم دمج دولتين وأخيرا إعلان الخلافة، "محذرا من أن" داعش لم تعد خطراً على العراق وأهله أو على الشام وأهله فحسب وإنما هي خطر حقيقي على كل مسلم بل كل إنسان في هذه الأرض سواء كان في اندونيسيا أو في بريطانيا أو في مكة المكرمة والمدينة المنورة أو في النجف وكربلاء".
وأكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان "الانحراف الإرهابي يضرب بالاتجاهين سواء في استهداف المسلمين الذين يختلفون معه ويكفرهم او المسلمين الذين يغرر بهم ويخدعهم وفي كلتا الحالتين وكلا الاتجاهين يكون الانحراف الإرهابي قاتلاً ودموياً لان الدماء التي تسيل هي دماء المسلمين".
وبين أن "الانحراف الإرهابي يقدم خدمة عظيمة في تشويه صورة الإسلام وتسويق الإرهاب على انه سمة وصفة إسلامية متأصلة عبر قراءة خاطئة ومنحرفة للنصوص الدينية من الكتاب والسنة، "مشيرا إلى أن "أعداء الإسلام لو اجتمعوا بأجمعهم من مغارب الأرض ومشارقها واتفقوا على أن يحيكوا مؤامرة تضر بالإسلام وأهله فأنهم لم ولن يجدوا أفضل من انحراف داعش وخلافتها وإرهابها".
ودعا الحكيم العراقيين إلى "التوحد وتقدير قيمة العراق الموحد الذي نعيش فيه ، "مبينا أن"الإرهاب ما كان له أن يتمدد إلا بفرقتنا وتنازعنا وانكفائنا خلف طوائفنا ومناطقنا ولهذا نراه اليوم يضرب الجميع فهو يضرب الشيعة باسم الدفاع عن السنة ويضرب السنة لأنهم لا يتفقون معه ولا يبايعونه ويضرب الكرد واغلبهم من السنة بحجة أنهم أعداء خلافته المزعومة ويضرب الايزديين بتهمة الكفر ويقتل المسيحيين باسم الإسلام".
وذكر "بان داعش لا تجيد إلا لغة القتل والدم ولا يفكرون الا بعقل مريض منحرف ، "معربا عن أمله" بإعادة اللحمة الوطنية وان نحمي وطننا من دنس هذه العصابة ولنرمي بخلافتهم المزعومة إلى مزابل التاريخ وخارج ارض العراق الطاهرة".
وحذر الحكيم "من التغيير الديمغرافي والاجتماعي جراء عملية النزوح الكبيرة ، "مبينا ان" النزوح يسبب مشاكل اجتماعية ونفسية وصحية عظيمة ،"مضيفا ان" مئات الآلاف من الأطفال في الوقت الراهن مشردون مع عوائلهم ونحن في ذروة حر الصيف وانتشار الإمراض والاوبئة، "واصفا إياها" بالمصيبة الكبيرة التي لا تحتاج الى بيانات بقدر ما تحتاج الى مؤتمر دولي تتنادى له كل الدول الحية بالعالم وكل المنظمات الإنسانية وان يكون هناك برنامج عمل واضح ودقيق وسريع للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية الكبرى، "مشيدا" بأصحاب المواكب الحسينية الذين كانت استجابتهم وتفاعلهم مع أزمة النازحين أفضل بكثير من استجابة وتفاعل المؤسسات الرسمية التي غرقت بالروتين والبيروقراطية وكانت جعجعتها أكثر من طحينها.حسب وصفه.
وبين ان "هذه المواكب استنفرت رجالها وإمكاناتها وفتحت أبوابها وحسينياتها بوجه عشرات الآلاف من النازحين بقطع النظر عن انتماءاتهم وقدمت الرعاية والطعام والخدمة المتيسرة لهم ،"مشيدا "بدور المرجعية الدينية ووكلائها ومعتمديها والعتبات المقدسة وكل الخيرين والمحسنين الذين ساهموا بدرجة كبيرة في تخفيف معاناة النازحين".
وعن اوضاع غزة وايقاف العدوان الاسرائيلي باتفاق اطلاق النار خاطب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم خاطب أهل غزة "لقد خُذلتم وبقيتم وحدكم أمام أقسى احتلال في العصر الحديث وان أدعياء الخلافة والدين قد انشغلوا عنكم بذبح الشيعة والايزيديين والكرد والتركمان والشبك والمخالفين لهم من السنة ولكنهم لم ينصروكم بطلقة واحدة او موقف وانه لشرف لكم أن تكون قضيتكم نقية لا يلوثها هؤلاء المجرمون".
وأشاد الحكيم "بنصر أهل غزة وصمودهم، "مبينا إن" هذا هو حال الشعوب الحية حيث أنها تبقى تقاتل وحيدة ولكنها في النهاية تنتصر، "مشيرا إلى أن" العراقيين وبالرغم من جراحاتهم النازفة يتحسسون معاناة إخوتهم في غزة ويتابعون بطولاتهم ويفرحون لانتصاراتهم ويعتبرون أنفسهم معهم في خندق واحد للدفاع عن النفس والأرض والعرض والهوية"
https://telegram.me/buratha