أكد سماحة السيد الحكيم (مد ظله) على أن قوة العقيدة وعلوّ الثقافة ترفع الإنسان إلى مصاف الكمال والرفعة وتجعله محل الاحترام والتقدير. ونبه سماحته إلى نظرة الاحترام العالمي وإعجابه بتوجهات المؤمنين نتيجة الإطلاع على منهج أهل البيت عليهم السلام ورصانة مبادئهم وعلوّ مفاهيمهم، مبيناً سماحته في هذا الصدد بأن فداحة الظلامات التي لحقت بالمؤمنين لم تجرهم إلى القيام بالرد العشوائي مما أدى إلى إعجاب العالم بما يملكه أتباع أهل البيت عليهم السلام من قيم إنسانية رائعة تجعلهم قادرين على أقصى درجات ضبط النفس والحفاظ على القيم والمثل التي ورثوها عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام وهذا أنعكس على احترام النخب والمثقفين لمنهج أهل البيت عليهم السلام.
جاء ذلك خلال استقبال سماحته لوفد التجمع الإسلامي لطلبة جامعة واسط بمكتبه في النجف الأشرف يوم الخميس 22 ربيع الثاني 1428هـ. وأضاف سماحته مؤكداً على ما تنطوي عليه المصائب من فوئد للقضية الكبرى، مشيراً سماحته إلى ما أفرزته واقعة الطف الأليمة من إبادة لعترة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وكان تصور بني أمية أن المجزرة التي ارتكبوها كفيلة بالقضاء على مبادئ الإسلام الحنيف.
واستطرد سماحته بأن القضية بأن النتيجة كانت معكوسة وباءت تصورات الأمويين بالفشل، لتبقى قضية أهل البيت عليهم السلام راسخة في نفوس المؤمنين إضافة إلى أن الإرادة الإلهية أرادت لهذه القضية البقاء والاستمرارية والخلود. ودعا سماحته إلى عدم الاستهانة بالجهود الفردية في طرح قضية أهل البيت عليهم السلام، مشيراً سماحته إلى أتباع أهل البيت عليهم السلام وهم من القلة الذين أوصلوا الدعوة إلى ما نحن عليه، نتيجة جهودهم الفردية المخلصة المدعومة بالتسديد والرعاية الإلهية. وخفف سماحته من حالة الإحباط نتيجة استشراء الفساد العالمي، مبيناً سماحته بأن الفساد لا يختص بمكان دون آخر، ولكن تختلف نسبته منطقياً تبعاً للظروف وقوة المؤسسات الرقابية.
داعياً سماحته أبناءه المؤمنين إلى عدم النظرة إلى السلبيات فقط، وإنما ينبغي تلمس الإيجابيات الكبيرة المتحققة نتيجة ارتباطنا بتعاليم الله تعالى والتمسك بسيرة أهل البيت عليهم السلام ومفاهيمهم العالية. وفي جانب آخر، حث سماحته على إشاعة ثقافة المطالبة بالحقوق وفق الصور الحضارية، والابتعاد عن كل مظاهر العنف الذي يلقي بظلاله الوخيمة على جمهور المؤمنين. كما حث سماحته المؤمنين على التوادد والتراحم والتكاتف، والعمل على احتواء المغرر بهم بانتهاج جانب الحكمة والموعظة الحسنة.
وابتهل سماحته إلى الباري (عز وجل) أن يحفظ المؤمنين وأن يوفقهم لأداء وظيفتهم بحمل الراية وتسليمها إلى الأبناء حتى موعد الفرج الذي وعده الله تعالى، داعياً سماحته الحضور إلى إبلاغ تحياته وسلامه إلى زملائهم ممن لم تتسن لهم فرصة الحضور والتواصل.
مكتب سماحة اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
https://telegram.me/buratha