الخلافات تدب بين الارهابيين الجبناء
قال قادة لجماعات مسلحة عراقية ومسؤولون عراقيون واميركيون، ان مجموعات عراقية سنيّة مسلحة قطعت ارتباطها بتنظيم القاعدة في العراق الذي يدعي الولاء لشبكة القاعدة بقيادة اسامة بن لادن. وتتهم جماعات مسلحة سنية في محافظة الأنبار، معقل التمرد، تنظيم القاعدة في العراق بقتل واختطاف وتعذيب عشرات المقاتلين التابعين لهذه الجماعات ورجال دين أيضا. وتقول مجموعة تطلق على نفسها «الجيش الاسلامي» ان اكثر من ثلاثين من عناصرها قتلهم مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة خلال الاسابيع الأخيرة.
لقد ظلت الخلافات مستمرة على مدى فترة طويلة بين الجماعات المسلحة السنيّة في العراق بسبب رفض القوميين العلمانيين وقادة العشائر لتكتيكات القاعدة، خصوصا قطع رؤوس الرهائن. إلا ان الخلاف الذي ظهر في الآونة الاخيرة يعتبر الخطوة الأكثر حسما من جانب الجماعات السنيّة المتمردة منذ الغزو عام 2003 بشأن النأي بنفسها عن تنظيم القاعدة في العراق.
ويقول علاء مكي، وهو عضو بالبرلمان العراقي وعضو بالحزب الاسلامي له علاقات وثيقة مع المسلحين، إن الجماعات المسلحة السنيّة توصلت الى ان «هؤلاء الناس لا يعملون لمصلحة العراق»؛ في إشارة الى تنظيم القاعدة في العراق، وأضاف ايضا ان هذه الجماعات أدركت ان عمليات تنظيم القاعدة في العراق ربما تؤدي الى تدمير العراق بكامله. ويقول كثير من هؤلاء ان علاقتهم بالجماعات المؤيدة لتنظيم القاعدة قد ألحقت ضررا بصورتهم كقوة مقاومة، فيما قال آخرون انه لم تعد لديهم الرغبة في ان يكونوا أداة في يد المقاتلين الأجانب الذين يقودون تنظيم القاعدة. كما يؤكدون ايضا ان حربهم ضد القوات الاميركية فقط بهدف الضغط عليها للخروج من العراق. وقال ابو مروان، وهو زعيم ديني لجماعة تطلق على نفسها جيش المجاهدين في بعقوبة، انهم لا يريدون قتل المدنيين العراقيين السنّة او حمل الشيعة الأبرياء على النزوح، كما قال ايضا ان ما يفعله تنظيم القاعدة في العراق يخالف الاسلام. وأضاف مؤكدا انهم سيضربون «كل من ينتهك حدود الله سواء حدث ذلك من تنظيم القاعدة في العراق او من جانب الاميركيين».
ويعتقد محللون ان احتمالات الاستقرار تظل محدودة في ظل استمرار الخلافات بين جماعات الارهاب السنيّة. وكان قادة عسكريون اميركيون قد سعوا خلال الشهور الاخيرة للاستفادة من هذه الخلافات؛ إذ يعمل قادة عشائر في الانبار حاليا مع القوات الاميركية على محاربة القاعدة. وقال زلماي خليلزاد، الذي كان سفيرا للولايات المتحدة لدى العراق حتى الشهر الماضي ومسؤولون عراقيون، انهم أجروا محادثات مع بعض جماعات التمرد في محاولة لعزل تنظيم القاعدة في العراق. وأبو حسناء الدليمي، المتحدث باسم تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق»، وهو تنظيم يضم عددا من جماعات التمرد يقال ان القاعدة هي التي انشأته، انهم سيقتلون أي سنّي يشتبه في انه عميل للولايات المتحدة او الحكومة العراقية. وأضاف الدليمي قائلا ان هذه الجماعات المسلحة لا خيار أمامها، فإما ان تنضم اليهم في تشكيل مشروع الدولة الاسلامية في المناطق السنيّة او ان تسلم أسلحتها لهم قبل ان تتخذ المنظمة إجراء بالقوة ضدها. وأضاف قائلا ان محاربتهم للاميركيين خلال السنوات القليلة الماضية لن تنقذهم. وقال ابو محمد السلماني، وهو من قادة الجيش الاسلامي، ان تنظيم القاعدة قتل من المسلمين السنّة في محافظة الأنبار خلال الشهر الماضي اكثر مما قتل من الجنود الاميركيين خلال ثلاثة أشهر.
«الشرق الأوسط»
https://telegram.me/buratha