المستقبل العراقي
هي في مقياس الجغرافيا اقل من الخضراء التي يسكنها كبار قادة الحكومة من مدنيين وعسكريين لكنها على مستوى التحشيد والسيطرة واستعدادات الامن تشبه خضراء كرادة مريم والفرق ان الخضراء الاولى تحتل مساحة 18 كيلومترا مربعا من بغداد وتقع في وسط العاصمة العراقية اما خضراء المحافظ فهي تغلق محلة 403 بالكامل والناس لا تخرج ولا تدخل الشالجية إلا بباجات خاصة ..ويا ويل من ياتي بعد الساعة العاشرة ليلا!.
والشالجية مدينة بغدادية عريقة تحاذي الكاظمية المشرفة والعطيفية الغارقة بالمساجد والمقتربات الملاصقة للامام الكاظم (عليه السلام) ومن يسكنها مهما تكن رتبته العسكرية او مهمته السياسية يشعر بالامان بسبب هذا التجاور المسكون بمحبة الناس وعطر الاماكن المقدسة ويكفي سيطرة او ثكنة عسكرية بسيطة شبيه مايفعل بعض النواب العراقيين لتكون حاجزا يمنع ارهابيا من القاء قنبلة وآخر يتمنطق بحزام ناسف،
أما ان تلغم المنطقة بالكامل واقصد المحلة 403 بقوات متنوعة ومختلفة ابتداء من قوات الجيش العراقي ونخبة من كتائب الشرطة الاتحادية وشرطة النجدة وسيارة خاصة من الدفاع المدني وأخرى مماثلة للاطفاء وسيارة لمكافحة الشغب (في حال فكر الأهالي الخروج بتظاهرة سلمية بسبب ما يتعرضون له من مضايقات على يد قوات المحافظ) وهمرات عسكرية فهو الذي لم نره او لم نرى شبيها له الا في الاجراءات العسكرية والامنية الشديدة التي اقامتها القوات الامريكية في محيط المنطقة الخضراء منذ 2003 الى انسحابهم في 31/12/2011 وفي الاجراءات التي اتخذتها الحكومة إبان انعقاد القمة العربية في بغداد!.
المحافظ صلاح عبد الرزاق كما يعلم الجميع وكما عرف هو نفسه داعية انخرط في حزب الدعوة الاسلامية وكان عمل في وقت سابق مسؤولا لاعلام الوقف الشيعي وانا شخصيا قرأت له وكنت أقرأ له باستمرار أبحاثا ودراسات ومقالات متنوعة في الفكر الإسلامي والتاريخ والتجربة الحضارية الإسلامية وهو يدرك جيدا مفردات أن يكون الداعية متواضعا في حزبه ومحيط المؤيدين والأنصار والاتباع وفي محيط الحكومة واكثر تواضعا في محيط المنطقة التي يسكنها فهل الاجراءات الأمنية والعسكرية التي اتخذها واخذ بها قرارات نهائية تليق بتاريخه الإسلامي السابق أم أن الرجل يفكر على مستوى كل الاجراءات التي اتخذها باعتباره محافظ بغداد وليس صلاح عبد الرزاق الداعية؟.في هذا الإطار تقول المعلومات أن المحافظ أغلق المنطقة بالهمرات واللاندكروزات ونقاط السيطرة والتفتيش ولم يترك لها إلا مدخلا واحدا ومخرجا وحيدا وسمح لأهالي المحيط الدخول والخروج من المنطقة وإليها إلى حدود الساعة العاشرة ليلا ومن يتأخر في العودة الى منزله في هذا الوقت فإن التعليمات الامنية الصادرة من قبل اللجنة الامنية المكلفة بحراسة المكان وتأمينه على المستويات كافة تقضي بعدم دخوله حتى وإن بقي مسمرا أمام بيته خارج (الصبات الكونكريتية) إلى الصباح.
في هذا الصدد تقول المعلومات ايضا ان السيد المحافظ سيصدر باجات خاصة لأهالي محلة 403 تمنحهم الحركة في المحيط والخارج وإذا قدر ونسي أحدهم باجه في بيته او تركه في الخارج وعاد الى المنطقة فإن التعليمات المشددة تقضي بعدم السماح له الدخول وربما معاقبته بسبب نسيانه لباجه ولن تنفع معه التوسلات التي يقدمها للضابط المسؤول وإن دعا له بالتوفيق ولباجيته بطول الصحة والسلامة على طريقة الشاعر العربي.. أبشر بطول سلامة يا مربع.
أقام مخرجين للأهالي الاول يؤدي الى جامع الجوادين (منطقة الشالجية) والثاني باتجاه خروج جامع براثا فيما تحيط اللاندكروزات والهمرات والسلفادورات وهي عبارة عن آليات لقوات مشتركة لحماية ما بين 8 إلى 9 نقاط سيطرة مشتركة تؤدي إلى بيت المحافظ.
المعلومات تقول ان عدد سيارات موكبه الشخصي هي كالتالي (7 سيارات لاندكروز حديثة من ضمنها سيارات مصفحة لا نعلم عددها، وسيارتين ميتسوبيشي بيك آب وسيارتين تابعة الى نجدة محافظة بغداد) وحين يأتي المحافظ من مركز مبنى المحافظة الى بيته في الشالجية فإن القوات التابعة له والساندة لقواته تقوم بقطع الطرق القريبة من منطقة الشالجية ابتداء من جسر 14 تموز نزولا الى منطقة الشالجية وشل حركة التقاطع الذي يربط بين منطقة الكاظمية والشالجية لمدة 10 دقائق في وقت الذروة.. والذروة على ضوء معطيات المناخ العراقي الجديد الذي يمتاز هذه الايام بالحرارة الشديدة اضافة الى ما يمر به البلد من اوضاع بات يدركها الجميع على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والنفسي هي ذروة قيامة وليست ذروة بشرية.
هنالك ملاحظة نود أن نهمس بها في آذان الاخوة المسؤولين في قيادة عمليات بغداد ومكتب القائد العام للقوات المسلحة باحترام شديد هي أن قيادة عمليات بغداد منعت قيام مواكب المسؤولين بقطع الطرق في كل المناطق العراقية خصوصا العاصمة بغداد ولم تستثني مسؤولا واحد بل شملت الجميع بقرارها الذي نشد وقد شددنا على يدها حين أقرته منذ فترة لكننا كما تقول المعلومات وكما يقول الاهالي الذين تحدثنا معهم نفاجأ كل يوم بالمحافظ وقواته وحماياته باختراق هذا القرار وعدم تطبيقه وتنفيذه في الواقع
وهنا تود (المستقبل العراقي) أن تسأل: هل أن محافظ بغداد مستثنى من هذا القرار حتى نعرف ويعرف أهالي بغداد وابناء الشالجية والعطيفية والكاظمية أن الرجل خارج السياقات والضوابط أو انه مشمول بهذا القرار وعليه ان يطبقه بحذافيره؟!.
عدد أفراد حماية السيد المحافظ في اطار هذا التنوع من القوات التي ذكرنا مرجعياتها العسكرية يزيد عن (100) عنصر في حين حدد القانون الحمايات الشخصية لكبار المسؤولين بـ (30) عنصرا وهذا يشمل الوزير في الحكومة فهل المحافظ وزير في الحكومة ام أعلى من درجة الوزير أم ان الرجل منسي في قوائم الحمايات واعداد السيارات المصفحة وغير المصفحة ام انه محافظ خارج كل هذه السياقات.. أم ماذا؟.
بعض الاهالي الذين التقهم المستقبل العراقي اكدوا بمرارة سوء تعامل حمايات السيد المحافظ وعدم احترامهم للعائلات التي تقنط في محيط منزله وقد اصطدمت بعض هذه الحمايات مع عائلات مرموقة ومحترمة وصاحبة تاريخ عريق في مدينة الكاظمية تتحفظ المستقبل العراقي على اسمائهم خوفا من بطش الحمايات ووشايات المخبر السري!.
في السابق كان الأهالي الذين يستأجرون التكسي العمومي يصلون إلى ابواب منازلهم بما في ذلك خطوط سيارات طلبة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية والجامعة وموظفي الدولة وبعد فرض المحافظ لاجراءاته الامنية الجديدة صارت هذه الفئات من الاهالي تتوقف عند نقاط السيطرة والتفتيش التي وضعتها الخطة الامنية لحماية المحافظ وتسير من نقاط التفتيش الى منازلها مشيا على الاقدام ولمسافات طويلة في الحر والبرد ولا احد يغيثهم رغم ورود مئات الرسائل ومثلها من الهواتف على مركز المحافظة وعلى طاولات عشرات النواب البغداديين ولسان حالهم يقول.. لقد اسمعت من ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!.
من المعروف.. وهذا ما اعتادت عليه العاصمة بغداد ما بعد 2003 أن المنطقة التي يسكنها مسؤول كبير (يكعد حظها) على كافة مستويات البنى التحتية من ماء وكهرباء فكيف اذا سكن المنطقة محافظ بغداد إذ (لا يكعد حظها) فقط إنما تتحول الى دبي ثانية من حيث المؤهلات والاستعدادات التحتية لكن المفاجأة التي لم يدرك سرها وكنهها أهالي محلة المحافظ أن لا ماء ولا كهرباء ولا بنى تحتية حتى الملعب المجاور الذي بناء الامريكان وحدثوه بكل مستلزمات الملاعب الرياضية الجيدة اهمل بسبب ان قسما من سيطرات المحافظ قد شغلته اضافة الى ان الاهالي لم يعد بوسعهم وضع مولداتهم في المنطقة فلجأوا الى وضعها في الملعب وبدل ان يلعب اولاد محلة 403 كرة القدم صاروا يلعبون بالمولدات والوايرات!.
هذا الأمر يجري والمحافظ ينعم بكل البنى التحتية ولا احد يسأل او يفتح فمه امام عنصر حمايته حتى يقول له على لسان غالبية اهالي محلة 403 لمحافظهم العتيد والداعية القديم.. من اين لك هذا!.المعلومات تقول أن المحافظ الذي يعيش بجنته الشالجية لم يكتفي بتأسيس منطقة خضراء له ولعائلته دون حمايته بل إنه يقوم حاليا ببناء بيت منيف في منطقة الحارثية.. أما اهالي الحارثية الذين وصلتهم اخبار سلوك المحافظ وحمايته واجراءاته الصارمة فإنهم وكما يقول المثل العراقي المعروف (بايكين هوا من هسه) ويفكر بعضهم بالانتقال الى منطقة اخرى قبل ان يحل المحافظ ضيفا دائما بينهم.
كما تقول المعلومات أن السيد المحافظ يقوم منذ فترة بتأثيث بيته في الحارثية باحدث التقنيات الكهربائية من مكيفات وكهربائيات اخرى أما المدهش في الامر فإن بعض حماياته بدأ يضيق صدرها وتعرب عن تذمرها واستياءها وغضبها من تصرفات السيد المحافظ وحين يسأل بعضهم (من اصحاب الضمائر الحية) حين يود بعض الاهالي الدخول الى المنطقة او الخروج منها بسياراتهم او راجلين وهنالك قرارات ملزمة بعدم الدخول والخروج فإنه يقول للمواطنين.. هذه ليست أوامري بل هي اوامر السيد المحافظ.
https://telegram.me/buratha

