محمود شاكر شبلي
"بديل الشيطان" فيلم سينمائي بدأ عرضه في بريطانيا يتناول حياة الليل والعربدة والملذات المحرمة التي كان عدي صدام غارق فيها بكل حواسه الشيطانية ومشاعره الحيوانية في وقت كان مئات الالاف من العراقيين ينزفون دما على جبهات القتال ضد أخوان لهم في الدين والأنسانية في حرب ضروس لاناقة ولاجمل لهم فيها .
حرب لم تندلع الّا بسبب طيش صدام وتامره على أمة الأسلام وتنفيذه لمخطط ماسوني صهيوني يقضي بجعل الصراع بين المسلمين أنفسهم ليشتت شملهم ويشغلهم عن عدوهم الذي أحتل أرضهم بعد أن كان صراعا مباشرا مع ذلك العدو.
قصة الفيلم مأخوذة من كتاب " كنت أبنا للرئيس" الذي صدر في بريطانيا في نهاية التسعينات للشاب الكردي الأصل " لطيف يحيى لطيف الصالحي" المولود ببغداد عام 1964 والذي أجبره عدي على العمل في الثمانينات كبديل له خوفا من ألأغتيال بعد أن كان ضابطا في القوات الخاصة تحت أمرة اللواء الركن بارق الحاج حنطة , وقد أجرى له الأطباء في مستشفى ابن سينا الخاص بالعائلة الحاكمة أنذاك عملية لفكه العلوي وتغير أسنانه الأمامية ليتشابه نطقه مع نطق عدي الذي لا يستطيع تلفظ حرف الراء , وبعد خضوعه لعدة تجارب وافق مدربوه أن يقوم بمهامه كشبيه بعد أن باركه الطاغية الأب شخصيا.
الفيلم من أخراج المخرج العالمي" لي تاموهيري" مخرج سلسلة أفلام جيمس بوند, وبطولة الممثل البريطاني الشاب دومينيك كوبر والممثلة لودفين ساكنير.
تمت مراعاة الجانب التجاري في الفيلم لغرض أ نجاحه لذا فقد تمت صياغة الأحداث بشكل مثير مع بعض الخيال على شاكلة أفلام جيمس بوند , علما أن القصة الأصلية التي وردت على لسان شبيه عدي تبدو أحيانا مبالغ فيها للذين هم أصلا لايعرفون عدي ومدى استهتاره ولكن بالنسبة لنا كعراقيين ونعلم المكشوف والمستور في حياة عائلة الطاغية فأن اللامعقول والمبالغ فيه بالنسبة للأخرين هو معقول جدا عندنا وعادي وغير مفاجيء بالمرّة.
الفيلم يشكل صفعة للبعثيين الذين يريدون أظهار عدي وأخيه وأبيه بمظهر الأبطال الذين قاتلوا وجاهدوا ومن ثم قتلوا .. بينما الحقيقة الناصعة هي انهم كانواعبارة عن زعماء لعصابة خطيرة حكمت العراق بالحديد المحمّى والنار المستعرة, وهم كانوا قد هربوا كالجرذان قبل دخول أول جندي أمريكي الى بغداد ثم حوصروا وأسقط في يدهم فقاتلوا دفاعا عن ارواحهم الخبيثة وقتلوا شر قتلة قرّت بها عيون ملايين اليتامى والأرامل الذين ثكلوا بسببهم .
أما بالنسبة للبديل" لطيف " فأنه وفي شهر تشرين الثاني من عام 1991 قرر الهروب من بغداد بعد أن كان عدي يسيء معاملته وأستطاع الوصول إلى مدينة دهوك في شمال العراق التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية ومن هناك استطاع بمساعدة القوات الدولية بعد أن عرفوا موضوعه اللجوء إلى النمسا وظل يعيش هناك متنكرا. وقد تعرض لعدة محاولات اغتيال من قبل أتباع عدي ولكنه نجا باعجوبة منها واكمل دراسته للقانون وحصل على الدكتوراه في القانون الدولي في ايرلندا وهو الان يعيش مع زوجته الايرلندية واطفاله ويعمل محاميا في المحاكم الأوربية.
للمزيد من التفاصيل انقر هنا
https://telegram.me/buratha

