الأخبار

البغداديون يشكون «مضايقات» السيطرات.. والداخلية والدفاع تعترفان بالقصور


 

اعترف ضابط رفيع في وزارة الدفاع، بان عناصر نقاط التفتيش المنتشرين في مختلف مناطق بغداد "لم يتلقوا دورات تثقيفية بشأن كيفية التعامل مع المواطن"، ما يبرر الاستياء الكبير بين المواطنين، الذين يجبرون يوميا على المرور من امام عشرات السيطرات .

لكنه اشار الى ان "ظروف الخدمة السيئة"، فضلا عن "ساعات الواجب الطويلة"، قد تخرج بعض العناصر الأمنية عن السلوك الواجب اتباعه.

وبينما ذهب خبير نفسي الى ان "وضع عبارة (احترم تحترم) عند مداخل نقاط السيطرة خطأ فادح تمارسه السلطة، لانها تدعو المواطن الى احترام قوة السلطة لا احترام القانون"، حذر نائب برلماني من ان "الاساءة الى المواطن من قبل الاجهزة الامنية، تدفعه الى عدم التعامل معها وحجب اي معلومات قد تفضي الى نجاحات امنية".

وتتعرض نقاط التفتيش الى انتقادات يومية من مواطنين يضطرون الى قضاء وقت طويل في انتظار اجتيازها، ليشاهدوا بعض عناصرها وهم "يلهون" بهواتفهم النقالة، او غير متنبهين لحشد السيارات الذي تخلقه اجراءاتهم عند كل سيطرة أمنية.

وكانت وسائل اعلام اشارت الى ان مكتب القائد العاد للقوات المسلحة، أمر بسحب الهواتف النقالة من جميع عناصر الأجهزة الأمنية خلال ساعات الواجب، لكن مواطنين في العاصمة بغداد أكدوا انهم ما زالوا يشاهدون عناصر الأمن يستخدمون هواتفهم خلال الواجب.

وكشف ضابط رفيع في وزارة الدفاع لـ "العالم" امس السبت، ان "عناصر نقاط التفتيش المنتشرة في عموم شوارع العاصمة بغداد لم يشاركوا في اي دورات تثقيفية قبيل زجهم في هذه النقاط، عدا الدورات التي كانوا قد شاركوا فيها ايام تدربوا في معسكرات وزارتي الدفاع والداخلية". واضاف الضابط، طالبا عدم الكشف عن هويته لحساسية موقعه العسكري، ان "هذا الامر ادى الى انعدام ثقافة التعامل مع المجتمع داخل السيطرة".

ويقول الضابط الكبير في وزارة الدفاع، انه لا يتذكر "طرح موضوع كيفية التعامل مع المواطنين في اي اجتماع في الوزارة، سوى مناقشة حوادث معينة يجري التعليق عليها، تتعلق بقيام من يعتدى عليهم داخل السيطرات بالاتصال هاتفيا بمسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية، وتقديم شكوى على نقطة التفتيش الفلانية"، لكنه يقول "لا يملك كل المواطنين هذا النوع من العلاقات".

ويرى المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع، ان "السبب وراء تجاهل قادة الامن لموضوع كيفية التعامل مع المواطن من قبل منتسبيهم، يعود الى تقصير كبار هؤلاء القادة في المتابعة الميدانية لنقاط التفتيش، ضمن قاطع المسؤولية، في الوقت الذي يجب ان يكونوا على تماس مباشر مع المواطنين، ونقاط التفتيش على حد السواء".

ويضيف أن "عناصر هذه النقاط يتصرفون وفق تربيتهم البيتية، ووفق فهمهم لواقع الحال الذي يمر على البلد".

وزاد "أشرنا قيام بعض نقاط التفتيش بابتزاز المواطنين، او حتى اختلاس النظر إلى العوائل التي تمر عبر نقاطهم، وهذا امر مرفوض وعاقبنا العشرات من هذه النماذج بالفصل ، وفي الوقت نفسه كرمنا عناصر اخرين ولكن ليس على نطاق واسع، فلدينا خلل في تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على نقاط التفتيش".

ويسترسل الضابط الرفيع بالقول "نعاني من تطبيق النظام على بعض المسؤولين، الذين يتعامل حماياتهم برعونة مع المواطنين ومع عناصر نقاط التفتيش، وبهذا يضربون كل التعليمات العليا التي تقضي بأن يعامل اي مسؤول في الدولة، ذات المعاملة التي يتلقاها المواطن".

ومضى يقول "سجلنا حوادث اعتداء على عناصر نقاط التفتيش، لا بل تصل الامور الى ان يشي بعض المسؤولين برجال الامن عند السيطرات، ما يتسبب بفصلهم"، موضحا ان "عناصر القوات الامنية يقفون حائرين امام عجلات كبار المسؤولين، خوفا من الحاق الاذى بهم لو لم يفسحوا لهم المجال بشكل استثنائي".

ويؤكد ان "استخدام اجهزة الهاتف المحمول من قبل عناصر نقاط التفتيش، يعود الى انعدام الرقابة على تصرفاتهم اثناء الواجب، وغياب الوعي والحس الامني من قبل اغلبهم، على الرغم من علمهم المسبق بتأثير هذه الهواتف على عمل اجهزة الكشف عن المتفجرات".

لكن المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع يعود ليؤكد أن "عناصر القوات الامنية يؤدون واجبهم في ظل ظروف لوجستية سيئة، فمنهم من يقضي نحو 12 ساعة في الواجب، بينما يجب ان لا تتعدى ساعات الواجب 4 ساعات متتالية، وهذا يشكل عامل ضغط نفسي اضافي على المقاتلين، وتكون ردود افعالهم عدوانية تجاه المواطنين".

واشار الى ان "جميع نقاط التفتيش مبلغة بعدم سؤال المواطن عن الوجهة القادم منها والى اين يتجه، ودور نقاط التفتيش هو كشف الشحنات الناسفة وتطبيق القانون على المتجاوزين، ولكن انعدام الوعي لدى بعض عناصر نقاط التفتيش، يدفعهم الى طرح اسئلة لا علاقة لها بصميم العمل الامني المكلفين بتنفيذه".

من جهته، يقول النائب اسكندر وتوت، نائب رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية "تلقينا شكاوى كثيرة حول عمل السيطرات واساءة بعضها الى المواطنين، وتمت استضافة عدد من كبار ضباط قيادة عمليات بغداد مع جهاز الانضباط العسكري ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، وافهمناهم حقيقة ما يجري، وطلبنا منهم الاجتماع مع المعنيين بعمل نقاط التفتيش ليوجهوا عناصر هذه النقاط بضرورة احترام المواطن".

ويؤكد وتوت، في حديث مع "العالم" امس، ان "تجاوز عناصر نقاط التفتيش على المواطنين يعود بمردود سلبي على المجتمع العراقي"، مشيرا الى ان "لجنة الامن والدفاع وجهت الاجهزة الامنية بان يتعامل افرادها باحترام كبير مع المواطنين، كما نرفض بشكل قاطع اي تجاوز يطول المواطنين في السيطرات".

ويرى النائب الحالي والضابط السابق، ان "الاساءة الى المواطن من قبل الاجهزة الامنية تدفعه الى عدم التعامل معها، وحجب اي معلومات قد تفضي الى نجاحات امنية، بسبب كرهه للقوات الامنية كنتيجة لتعاملها السيء معه".

وتعليقا على ذلك، يقول الدكتور قاسم حسين صالح، استاذ علم النفس في جامعة بغداد، ان "نقاط التفتيش تشكل صدمة نفسية للمواطن، بين فرح عاشه في الاسابيع الاولى لسقوط الديكتاتور، وبين خيبة كبيرة بنظام يجمع بين المتناقضات، وهي الديمقراطية والفوضى والاساليب البوليسية والفساد".

واضاف صالح، في مقابلة مع "العالم" امس، ان "النظام الديمقراطي الذي ينبغي ان يعيش المواطن في ظله محتميا، اصبح يضعه موضع الشبهة والشك، ولا يستثني احدا في اسلوب تعامله المتخلف جدا".

وزاد "حتى البسطاء من الناس باتوا يشعرون بنوع من الاحتقار لذواتهم وبالاغتراب عن وطنهم"، لافتا الى ان "هاتين الحالتين السايكولوجيتين تفضيان اما الى الاكتئاب او كره الوطن والناس والسياسة".

ويرى الخبير النفسي ان هذه السلبيات "خلقت طبقية من نوع جديد بين سياسيين انتخبهم الناس، او متنفذين لا يخضعون للتفتيش، وبين الناس"، مشيرا الى ان "المفارقة ان بعض السياسيين كانوا مناضلين يتحدثون باسم الشعب، ولما وصلوا الى السلطة تخلوا عن الشعب، وخذلوا من انتخبوهم وصاروا فوق التفتيش والقانون".

ويقترح صالح حلا لهذه المشكلة، بانتداب "خبراء بأزقة بغداد، يعمدون الى تقديم توصيات بتقليص نقاط التفتيش الى حد كبير، لان اغلب هذه النقاط انشئ بدون حسابات عسكرية علمية، ولم يحسب تأثيرها على المواطن البسيط".

ويقول صالح ان "عبارة احترم تحترم التي نراها عند مداخل نقاط التفتيش، لها دلالات نفسية سلبية على المواطنين"، مؤكدا ان "وضعها خطأ فادح تمارسه السلطة".

وخلص إلى أن هذه العبارة تمثل "خطأ سايكولوجيا كبيرا لانها تدعو المواطن الى احترام قوة السلطة لا احترام القانون"، مشيرا الى ان هذه العبارة "تمثل تهديدا ضمنيا للمواطن من خلال صوت الوعيد الذي تحويه".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-08-15
لحد الان لم يجر تثقيف المواطن العراقي وتوعيته ولا الشرطة والجيش او حتى الموظفين في كيفية التعامل مع الناس والمواطنين هذه مشكلة العراق لذلك يكثر الفساد والرشوة ان العراق يحتاج الى تربية وتوعية واخلاق وليس قوة وسلاح لحد الان المواطن العراقي لم ولن يستوعب وجود قوات اجنبية في بلد وهذا حقه وتريدون يا حكومة ويا برلمان ان يسكت المواطن العراقي انه على نار لذلك يحتاج من الحكومة والبرلمان ان توفر الظروف المناسبة للمواطن العراقي وعدم ارهاقه واتعابه وتوفير جميع وسائل الراحة والمستلزمات بدون اذلاله او مطالب
طبيب عراقي
2011-08-15
في البداية احب ان اقول ان الموضوع جدا جميل ويحمل تحليلات لمشلكة كبيرة في واقع المجتمع العراقي والشارع العراقي حيث اصبحت هذه السيطرات فقط قوة يستخدمها اصحابها على افراد الشعب وليس لحماية ابنائه حيث يقومون هافراد السيطرة بتفتيش من: 1-لم يقم بتشغيل الانوار الداخلية للسيارة سهوا 2- من لم يقم بطفاء المصابيح الامامية للسيارة سهوا 3-من يحمل معه عائلته اذا انهم لا ينظرون لرب الاسرة بل يقوم فقط بالتحديق الى من في السيارة من نساء وهذا ما لايرضاه ابناء المجتمع العراقي على انفسهم
مواطن كرهه الجيش والشرطه بسبب عدم جدوى وقوفهم بالش
2011-08-14
طيب شيلوا السيطرات من نص الشارع و خلوها على اهبه الاستعداد عند انفلات الوضع الامني كان تكون واقفه على الارصفه ، في التقاطعات ، في مداخل الشوراع الرئيسيه وان تكون دوريات ثابته هناك اضافه الى دوريات راجله بشكل يومي تنتشر حتى في داخل الافرع وتفتر تسال بيوت بصوره عشوائيه او محلات بصوره عشائيه او ناس في الشارع او الافرع بان تسالهم عن الوضع هل شاهدوا مشاكل هل سمعوا عن مشاكل وا تكون هناك دوريات سيارات في الشوارع الرشيسيه والافرع وبهذا يكون انتشار اكبر من الموجود حاليا امان اكثر راحه اكثر ..
د.ليث العامري
2011-08-14
والحل شنو ,,موضوع السيطرة اسلوب تتبعه الحكومة لاذلال الشعب حتى من يطيحون حظه بالكهرباء وبالخدمات والبطالة وسوء الحكم يظل ساكت,,اذا وياك نسوان يظل يتحجج بالاسئلةو اذا حجيت اعتقلوك مادة 4 ارهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك