ابدى نواب استغرابهم من رمي رئيس الوزراء نوري المالكي الكرة في ملعب الكتل السياسية في مسالة الانسحاب الامريكي من العراق نهاية العام الحالي مشيرين الى ان المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء وبإمكانه ان يحدد حاجة البلد لتلك القوات من عدمه من خلال مجلس الوزراء. ودعا نواب من مختلف الكتل رئيس الوزراء نوري المالكي الى التحدث بشجاعة وتقديم تقرير لمجلس النواب حول مسالة الانسحاب الأمريكي مبينين ان المالكي عندما اراد توقيع اتفاقية الانسحاب عام 2008 قام بالتفاوض مع الامريكان وتقديم مشروع قانون لمجلس النواب للتصويت عليه وهذا ما يجب ان يفعله في مسالة الانسحاب اذ انه مطالب بتقديم مشروع قانون حول الانسحاب الأمريكي الى البرلمان. النائب عن القائمة العراقية احمد العلواني دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الى التحدث بشجاعة عن حاجة العراق للقوات الأمريكية من عدمه باعتباره مسؤولا عن الملف الامني بشكل مباشر. وقال :"ان رئيس الوزراء نوري المالكي هو المسؤول عن الملف الامني باعتباره القائد العام للقوات المسلحة بالإضافة الى انه يتسلم الوزارات الأمنية الثلاث بالوكالة وعليه ان يحدد جاهزية القوات الامنية بعد الانسحاب الامريكي من عدمه". واضاف ان"على المالكي التحدث بشجاعة هل ان العراق بحاجة الى بقاء قوات امريكية فيه بعد موعد الانسحاب الامريكي ام انه لايحتاج". واشار الى ان" قائمته ترفض الوجود الأمريكي في العراق ولو لجندي واحد الا ان الكتل يجب ان تعرف مدى جاهزية القوات الامنية لتسلم الملف الامني في العراق. وكان العراق وامريكا وقعا اتفاقية نهاية عام 2008 لانسحاب القوات الامريكية من العراق والتي بدأ تطبيقها في الاول من كانون الثاني 2009 والتي تقضي بانسحاب امريكي نهاية عام 2011.
يذكر ان العراق مقبل على انسحاب امريكي نهاية العام الحالي وسط زيارات لوفود امريكية عديدة تضغط باتجاه تمديد الانسحاب بحسب ماذكره نواب في وقت سابق.
ويواجه رئيس الوزراء نوري المالكي ضغوطا كبيرة لبيان موقفه من الانسحاب الامريكي من عدمه اذ ان رميه للكرة في ملعب الكتل السياسية لايعفيه من المسؤولية كما انه يواجه في الوقت ذاته ضغوطا سياسية تتمثل بحليفه التيار الصدري الذي يرفض الوجود الامريكي جملة وتفصيلا.
ودعا التيار الصدري رئيس الوزراء الى ان يحدد موقفه من الانسحاب الامريكي وان لايبق متفرجا ويرمي الكرة بملعب الاخرين .مشيرا الى ان" التظاهرات التي دعا لها ستهز ما وصفها بالعروش الكارتونية ".
اذ دعا النائب عن كتلة الاحرار علي محسن التميمي الحكومة الى ان يكون لها موقف واضح تجاه خروج القوات الامريكية .واوضح " اذا بقيت القواعد الامريكية او مدد للاحتلال فسيكون للجماهير كلمتها ".
واضاف " نحن ضد بقاء أي قاعدة امريكية او أي جندي امريكي " ، داعيا الحكومة العراقية الى " ان يكون لها رأي واضح اتجاه خروج المحتل ".
وتابع " ان المحتل الأمريكي يخطط من اجل بقائه لمدة اطول في العراق ، ولكن الشعب العراقي يرفض بقاءه ولو ليوم واحد ، وهذه حقيقة يعرفها المحتل ". وحث التميمي " الشعب العراقي وجميع الشرفاء على الخروج بتظاهرات مليونية للمطالبة بخروج المحتل وهز عروشهم الكارتونية".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي الذي امهله الامريكان لغاية اب المقبل بين ان قرار تمديد بقاء القوات من عدمه يتطلب اجتماع لقادة الكتل السياسية التي عليها ان تبين رأيها بصراحة.
ويرى محللون ان موقف المالكي هذا ينم عن مخاوفه الكبيرة من اتخاذ قرار جريء بالانسحاب الامريكي بعد الضغوط الكبيرة التي مارستها الوفود الامريكية للبقاء في العراق كما انه يتخوف من ان يتخذ قرارا بتمديد بقاء هذه القوات وبهذا سيخسر حلفائه من الصدريين بالاضافة الى اهتزاز موقفه في الشارع العراقي اذ انه عد الاتفاقية الامنية مع واشنطن والانسحاب الامريكي عام 2011 احد انجازاته.
ويتابع هؤلاء ان بامكان المالكي ان يتخذ قرارا بمثل هذا الحجم من خلال مجلس الوزراء الذي يمثل جميع الكتل السياسية ويمتلك فيه الصدريون 8 وزراء بمعدل 20 بالمائة منه الا ان المالكي يريد ان يسوق للمواطنين بان قرار الانسحاب ليس بيده.
بدورها اعلنت القائمة العراقية البيضاء رفضها لاي تمديد لبقاء القوات الامريكية من العراق. وقالت النائبة عالية نصيف ان"الاستراتيجية الامريكية وبقاء القوات في العراق لم يقدم شيء للعراق ونحن ضد أي تمديد لبقاء هذه القوات".
واضافت ان على رئيس الوزراء نوري المالكي والقادة والوزراء الامنيين تقديم تقريرا مفصلا للبرلمان فيه تقييم واضح للأوضاع الأمنية في العراق".
واشارت الى ان" الجميع لاحظ عدم جدية من قبل امريكا بتطبيق الاتفاقية الامنية عن طريق عدم تجهيز القوات الامنية بالأسلحة بالإضافة الى ضعف التدريب وضعف المعلومة الاستخبارية المقدمة وغيرها.
يذكر ان عددا من المسؤولين الامريكان زاروا بغداد خلال الايام الماضية وكشف عدد من النواب ان ضغوطا امريكية مورست على القادة السياسيين لتمديد بقاء هذه القوات ومن المؤمل ان يزور بغداد خلال الفترة القريبة المقبلة وفودا جديدة تمثل الإدارة الامريكية للتباحث بشأن الانسحاب وما تم التوصل اليه في الوقت الذي اكدت فيه مصادر مطلعة عن توقيع رئيس الوزراء مع الجانب الأمريكي على بقاء تسع قواعد عسكرية في مناطق متفرقة من البلاد .
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا الكتل السياسية الى الاجتماع وتحديد موقفها من بقاء القوات الأمريكية من عدمه فيما القى رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الكرة بملعب الحكومة لاتخاذ قرار بشان تمديد بقاء القوات من عدمه.
بدورها قررت لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب في اجتماعها تشكيل لجنة من اعضائها برئاسة النائب حسن السنيد لمتابعة تطبيق الاتفاقية الأمنية والتعاون مع الجهات الحكومية لانجاز عملية الانسحاب الامريكي من العراق.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي وافق بشكل مبدئي على تأخير الانسحاب الامريكي لمدة شهرين بحسب ماذكره النائب في ائتلاف دولة القانون شاكر الدراجي الذي اكد ان تأخير الانسحاب لغاية شباط من العام المقبل يأتي لنقل المعدات العسكرية بناءً على طلب امريكي بحسب قوله.
https://telegram.me/buratha

