تعاقدت وزارة الدفاع على شراء سمتيات روسية مستعملة صنعت قبل 25 سنة، وشاحنات باكستانية ذوات المقود الأيمن، وعجلات بولندية مدرعة ناقصة المواصفات، فضلاً عن أعتدة قديمة غير صالحة ((أكسباير)) ورشاشات ودروع مضادة للرصاص غير صالحة.
ويؤكد مصدر مطلع على الملفات أن شركة عراقية لعبت دور المورد في هذهِ الصفقات، وان هذه الشركة التي تأسست مطلع شهر أيلول 2004 برأسمال قدره 2000 دولار أميركي، تسلمت في غضون ثمانية أشهر من تأريخ تأسيسها، دفوعات نقدية من وزارة الدفاع مجموعها مليار و 126 مليون دولار، وضعت عداً ونقداً في الحساب الشخصي لصاحب الشركة، وأحد وشركائه ولم تتسلم الدفاع حتى اليوم أي طائرات.
ويغطي المبلغ تكاليف استيراد سنة كاملة من الحنطة أو بناء (110) ألف وحدة سكنية أو «11» ألف مدرسة أو بناء وتجهيز 500 مستشفى.
وكل القصة تبدأ مع شركة «العين الجارية» التي تأسست برأسمال قدره ألفا دولار في 5 أيلول 2004، وقدمت في حساباتها الختامية للعام نفسه عدم وجود أي دخل لديها، ومع ذلك استحوذت على اغلب عقود وزارة الدفاع، إذ ذهبت هذه العقود إلى العين الجارية، أو شركات واجهة تابعة لها (سيفان،ينبوع،الخليج،كلوبال سبلايز)، في حين وقع العقود، نائب أمين عام وزارة الدفاع المخول من الأمين العام للوزارة على صرف مائة مليون دينار عراقي في كل عقد مع صلاحية التوقيع على العقود .
وتكشف الوثائق ان وزارة الدفاع دفعت مبلغ1,26 مليار دولار أميركي من خلال 35 صكا مسحوبة على مصرف الرافدين/ فرع الزوية حساب رقم 13.
وتشير الوثائق نفسها إلى ان الصكوك صدرت بأسماء أشخاص مختلفين لكنها جيرت كلها إلى مستفيد واحد هو ( ن.م. احمد ) صاحب ومدير مفوض لشركة العين الجارية . ويؤكد تقرير لديوان الرقابة المالية في 16/5/2005 أن عقود العين الجارية منحت من دون منافسة، وان صياغة العقود تمت بأسلوب يخدم المجهز ،كما يتم الحصول على كفالات حسن تنفيذ، أو كفالات ضمانات مقدمة . ويلاحظ التقرير الرقابي عدم وجود جرودات بالمواد المتسلمة، كما يتم ترك نسخ أصلية من العقود في وزارة الدفاع، في حين تم تغيير نوعية التجهيزات حسب إرادة المجهز فضلا عن وجود اختلافات بين الكميات المجهزة والكميات المتعاقد عليها، ولم يكلف احد نفسه عناء استشارة الدائرة القانونية في وزارة الدفاع او تطبيق عملية جرد حقيقية وفي رحلة استقصاء مضنية لمصير المال، وضعت المستقبل العراقي يدها على تفاصيل تكشف أن المدير المفوض للعين الجارية وضع كل الصكوك الصادرة من وزارة الدفاع في حساب أولي ، ثم حول 480 مليون دولار عن طريق مصرف (......) الأهلي إلى حسابه الشخصي في بنك الإسكان في عمان الأردن . ونقل مصرف (......) الأهلي مبلغ 100 مليون دولار نقدا بالطائرة إلى عمان وأودعها في حساب المدير المفوض للعين الجارية في بنك الاسكان بينما دفع المدير المفوض مبلغ 481 مليون دولار في حسابه إلى حساب السيد (م. ط ).مجيرا بتحويل مبالغ كبيرة إلى بنك الإسكان في عمان، وتؤكد معلومات مرجحة أنها أودعت في حساب المدير المفوض لشركة العين الجارية . تجدر الإشارة إلى أن المصرف (.......) الأهلي قد وردت الإشارة إليه في أوساط المال كمصرف لتبييض الأموال، وان بعض مصادر المستقبل العراقي القضائية قد أكدت تورط المصرف المذكور في تبييض أموال صفقة المليار التي كان بطلها حازم الشعلان وزير الدفاع الأسبق .
https://telegram.me/buratha
