الديوانية / بشار الشموسي
حضر حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية ورئيس الشورى المركزية لتيار شهيد المحراب في المحافظة الى مبنى اذاعة الديوانية ( f.m ) . وذلك للمشاركة في برنامجه الاسبوعي الاذاعي ( لقاء خاص ) . وفي بداية اللقاء استأنف سماحته حديثه في اللقاء الماضي والذي كان يتحدث به عن رسالة الحقوق للامام زين العابدين والتي عدت على اكثر من خمسين حقاً في وقت ضاعت فيه الحقوق وكان بامس الحاجة لمثل هذه الرسالة .
فأي مجتمع يغيب فيه العدل وينتشر فيه الباطل والفساد يأتي دور المصلحين والمنقذين والعالم يظهر علمه . فالامام السجاد مر بمرحلة غرق فيها المجتمع بوحل الرذيلة والفساد الذي ساعد عليه الحكام الامويين انذاك وانتشار الفساد والزندقة وتعرض الامة الاسلامية الى غزو وتحريف في العقيدة فالمجتمع انحرف عن دينه وعقيدته وكان الامام السجاد هو المصلح الاول ومن الواجب عليه ان يقف ويدافع وينتشل الامة من غرق الفساد . فاي مجتمع يتعرض لانحراف عقائدي او سلوكي او ديني فياتي حينها دور المصلح ليرجع المجتمع على مساره الصحيح فهو الطبيب وهو المداوي وهو المصلح وهو رافع الراية .
وحينها شخص الداء عندما عرف ان المجتمع فقد اخلاقه وقيمه وتصدى بمنهج العارف ومنهج المعصوم وكان يريد ان يصحح ويعيد المجتمع الى اخلاقه ومفاهيمه . فالهوية الاسلامية مسخت حينها لان الحاكم كان فاسداً وهو من يساعد على نشر الفساد والفحشاء والمنكر .
فقد شخص الامام الداء وعرف ان الامة يجب ان تعرف واجباتها وحقوقها وتامر بالعمل بها وجاء الامام وسطر هذه الواجبات بشكل متسلسل من واجبات المخلوق تجاه الخالق الى حقوق الفرد وحقوق المجتمع .
فاول حق بدأ يبينه الامام هو حق الله الاكبر على المسلم ان يعبد ولايشرك بالله . فيجب ان يكون الانسان خالصاً في العبادة ليجزه الله على عبادته وتوحيده له لان الله يجزي على كل شيء فالاخلاص بالعبادة واجب اساسي ورئيسي . هذا وقد تطرق سماحته الى العديد من الحقوق والواجبات التي جاء بها وسطرها الامام زين العابدين (ع) .
كما اكد سماحته ان مجتمعنا اليوم يتعرض الى غزو حقيقي واحيط بنا من كل الجوانب والشعب منشغل عن هذا الغزو الذي سوف يهتك به ونحن اليوم ما احوجنا للمصلحين لاننا نعيش ازمة مصلحين حقيقية .
فقد تحدث سماحته في هذا اللقاء ايضاً عن حق النفس واستيفائها بطاعة الله وتؤدي الى اللسان حقه والى البصر والاذن واليد حقوقها وكذا الفرج والاستعانة بالله . موضحاً سماحته ان الامام طبيب ويعرف ما هو الداء وكيفية علاجه بالدواء الذي وصفه الامام (ع) . فلكل الجوارح حقوق تترتب على الاستيفاء فللنفس حق علينا ولكن ما هي النفس ويجب ان نعرف ما هي النفس التي نقرأها ونسمع عنها في الكثير من الموارد والنصوص القرآنية . مفصلاً سماحته معنى النفس التي تعني ذات الانسان والتعبير عن الذات بمصطلح النفس فالنفس هي ذات الانسان الحي الذي يملك ارادة وشعور واحساس والذي يعبر عن ذاته بنفسه . فهذا الانسان عليه واجب وحقوق تجاه نفسه . مبيناً سماحته ان علماء الاخلاق اعتمدوا على تعابير قرآنية في تصنيفاتهم المتعددة .
هذا وقد تطرق سماحته الى العديد من الروايات واحاديث اهل بيت النبوة (ع) . والتي تشير الى اهمية النفس والسيطرة عليها كما انه اكد على قضية الجهاد والجهاد الاكبر الا وهو جهاد النفس مفسراً تسمية جهاد النفس بالنفس الاكبر ولما للنفس اهمية وما يترتب عليها لان جهادها يعبر عنه بانه الجهاد الاكبر ويجب علينا تطهير النفس وتزكيتها من خلال طاعة الله وترويضها ترويضاً صحيحاً وهو معالجة امراضها ولا تعالج امراض النفس الا بطاعة الله سبحانه وتعالى .هذا وقد طالب سماحته المؤمنين والمسلمين جميعاً بان يضعوا في منازلهم هذه الرسالة التي جمعت وشملت الحقوق بكل اشكالها وان يحفظوها جيداً لان فيها ما لهم وما عليهم .
اما في محور آخر وهو متعلق بالوضع السياسي والامني فقد اكد سماحته باننا نعيش اليوم في اسوء مرحلة مرت على العراق الحديث وعلى مختلف الاصعدة منها الامنية والسياسية وغيرها من الخدمية واخرى . كما علق عما يحدث من حماية للمفسدين ونقض لبعض قوانين مجلس النواب المنتخبين من الشعب فمجلس النواب غير قادر عن رفع الحصانة من المسؤولين الفاسدين وهذا هو الحماية للمفسدين .
اما عن الوضع الامني فقد ابدى سماحته استياءه مما يحصل من تفجيرات واغتيالات نوعية وكذا عمليات تهريب السجناء وتورط بعض المسؤولين من المقربين في الحكومة وايضاً الترهل الحاصل في الحكومة الذي يثقل من كاهل الميزانية العراقية ويهدر ثروات البلد والفساد المستشري في جميع المفاصل واخر انتكاسة ما حصل بانتخاب نواب رئيس الجمهورية وبعد ان كانوا يتسكعون على ابواب المرجعية واذا بهم اليوم لم يلتزموا بكلام المرجعية الواضح والصريح والتي طالبت من خلاله بالقضاء على ترهل الحكومة والغاء المناصب الزائدة والحفاظ على ثروت البلد والاهتمام بالخدمات وغيرها .
فقد بين سماحته ان ما يحصل بالعراق هو فقدان ثقة بين السياسيين والكتل السياسية والتراشق الحاصل سوف يذهب بالبلد الى مفترق طرق ولا يجدي نفع بل سيسبب دماراً للعراق وهم منشغلين بصراعاتهم وتاركين الشعب وخدماته وما يعاني منه فالعراق اليوم غارق في الفساد ونحن نجد ان الفساد موجود في امننا وفي خدماتنا وفي جميع مفاصل حياتنا .
وما حصل في سجن الرصافة والتصريحات المتناقضة بين القائد العام للقوات المسلحة وبين الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد وكل منهم روى لنا رواية تختلف عن الاخرى ولا نعرف من منهم نصدق . هل استشهد شهداء العراق من اجل ان تاتي زمرة عفنة لتكذب وتدجل على الناس ؟. هل استشهد الشهيدين الصدرين والحكيم وغيرهم من شهداء العراق من اجل هؤلاء الفاسدين ؟.
فاليوم تنصل السياسيين عن شعاراتهم الكاذبة التي خدعوا بها الشعب واوهموهم ومن يتحمل مسؤولية ذلك هم المتصدين الذين يكذبون على الشعب وبكل وقاحة اذا نسفت العملية السياسية وتغيرت المعادلة . فهذه المرحلة تكشف عن مخطط يريد ان يطيح بالعملية السياسية باكملها وبادوات تدعي انها اسلامية من اجل ان يسحق على جماجم الشهداء فالشعب اليوم يعيش امام مرحلة ومشهد خطير .
داعياً جميع الشرائح وفي جميع الاوساط الى الوقوف بشدة وخلاص العراق والشعب العراقي وعلى الشرفاء ان يقفوا اليوم مع شعبهم وينظروا الى وقوفهم بين يدي الله سبحانه وتعالى الذي سوف يطول بسبب سكوتهم ورضوخهم . اما المفسدين والحامين للفساد فهؤلاء هم من سينتقم منهم الله وسوف يأخذ بحق الشهداء والمضحين والمستضعفين .
https://telegram.me/buratha

