الأخبار

السيد المُدرّسي : العالم سيبقى في (هاجس الأمن) مابقي الظلم يمارس (دوليا) و من الحكام بحق الشعوب


قال سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي أن الهاجس الأمني الذي تعيشه البشرية اصبح اليوم هاجسا عاما في جميع البلدان وعند كل الشعوب، وان الأمن المنشود لن يتحقق بالشكل الذي تتوخاه الانسانية وتمطح اليه بمجرد الخلاص من عناصر منحرفة كزعيم القاعدة أسامة بن لادن وامثاله، لأن فقدان الأمن والاستقرار في الشعوب والبلدان له اسباب عديدة على رأسها انتشار الظلم والتعديات في المجتمع البشري من قبل الانظمة الحاكمة على الشعوب ومن قبل دول ضد دول اخرى ومن الشعوب والناس ضد بعضهم البعض، واعتماد الحكومات والدول والمجتمع الدولي لمعايير مزودجة والكيل بمكيالين تجاه الشعوب وقضاياها،

واشار عبر تفسيره للأيات المباركة من سورة الانعام (80 ـ 83) ، وفيها قول النبي ابراهيم عليه السلام لقومه حين حاجّوه في ايمانه بالله تعالى " وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ "، اشار الى رؤية وقيم الدين الحنيف والبصائر القرآنية فيما يتصل بموضوعة الأمن، ملخصا ذلك بأن كل هذا الظلم والتعدي في العالم ينبع من مخالفة البشر لأنظمة وتعاليم الرب سبحانه والسنن الالهية في الحياة والكون، وعلى رأسها أن انتشار ووجود الظلم يؤدي الى ازمات ومشاكل خطيرة منها فقدان نعمة الأمن والسلام والاستقرار وأن ذلك يعم الجميع بلا استثاء . 

 وأشار في حديث له أمام عدد من الوفود وجمع من طلبة الحوزات العلمية والزائرين بمكتبه في كربلاء المقدسة ، الى عدد من القاضايا ذات الصلة التي يعيشها العالم والمنطقة اليوم، واشار الى المصير الذي يلاقيه المجرمون والمنحرفون في نهاية امرهم بعد كل ما يشيعوه من قتل و اثار تدميرية في المجتمع والعالم..

لافتا في هذا السياق الى مصير المقبور صدام و شاه ايران و حاكمي تونس ومصر، واخيرا مقتل زعيم تنظيم القاعدة الارهابي، ومن قبله المجرم ابو مصعب الزرقاوي الذي وصفه بأنه كان "اصبع صغير من اصابع بن لادن" وما اقترفته هذه الجماعة في العراق من آثام وجرائم فظيعة، وفي افغانستان وباكستان وغيرهما.

وقال أن "العالم ربما في جانب ما يكون اكثر امناً بعد مقتل بن لادن الذي كان يقود هذه المجاميع، ولكنه هذا العالم لن يصبح آمناً بالشكل المرجو لأنه وحسب الرؤية القرانية ، مادام هناك وجود وانتشار للظلم فأنه يفقد الأمن والاستقرار، و هذه قاعدة و سنة الهية.. فالعالم لايعيش الأمن مع الظلم والتعدي، ولا يستطيع احد ان يعيش مرتاحا آمنا في بيته ومجتمعه وهناك اناس مظلومون و محرومون ومستضعفون ..".

واوضح أيضا أن قيادات الانحراف و الارهاب ، ومنها القاعدة " انما نتجوا في بلدان كمصر وغيرها من البلدان المعروفة للجميع ، وفي ظل انظمة حاكمة ظالمة كانت تُنتج بالمحصلة اناس يقاومونها في البدء ثم يدخلون سجونها فيعذبوهم .. فهذه السجون المصرية مثلا خلال فترة النظام السابق خرجت ايمن الظواهري وامثاله، هذه الانظمة وهذا الظلم وهذه السجون خرجت الارهابيين والظلمة ، وادت الى حالات من اراقة الدماء والتوجه لعمليات التدمير..

وهكذا فأن بعض ماجرى ويجري في العراق ايضا ناتج في جانب مهم منه من وجود طاغية ونظام متجبر ظالم ذو طبيعة دموية كان يحكم البلد وانتج حالة العنف واراقة الدماء.. فأنتج مثل هولاء، وهكذا الامر في افغانستان وباكستان وغيرها..". وتابع بالقول " نحن اذا لم ننتبه ونفكر في طريقة التعامل، تعامل الحكام مع الشعوب، والشعوب والناس مع بعضهم البعض، تنتج هذه الحالات ولا نلومن الاّ انفسنا ؛ لان وجود الظلم يُنتج ويفرز ما لايحمد عقباه.."

وتطرق سماحته في هذا الجانب الى ماجرى ويجري في البحرين ، واشار بهذا الخصوص الى ارهاب الدولة وانتهاكاتها الفظيعة للحرمات والحقوق ، وجرائم "القتل والاعتقال والتعذيب في السجون هناك والتي طالت حتى النساء والفتيات وصغار السن، فضلا عن مطاردة و اعتقال طالت علماء دين كبار على رأسهم سماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ، واولاده، وهو ايضا أمين جمعية مدنية سياسية رسمية معترف بها من الدولة هي جمعية العمل الاسلامي..".

 واوضح أن " هذا الظلم يجب أن يتوقع ويتنبه اولئك الذين يرتكبونه الى ما قد يؤدي اليه في النهاية .. واقول وعلى ضوء الاستفادة من البصائر القرآنية ان هذا النوع من الظلم المضاعف والوحشية والهمجية وسفك الدماء قد تنتج وتجر الى مايقابلها من عنف و دماء، فالدم يجر الى الدم الدم و(بشر القاتل بالقتل).. فالناس يقومون بتظاهرات واحتجاجات سلمية الى الان وما توجهوا الى الرد بالمثل، وما حملوا السلاح للدفاع عم انفسهم وحرماتهم ، وهو ما لم يدّعيه حتى نظام الحكم، فالناس طالبوا بتغيير النظام ذاك ، لايريدون نظاما وحاكما ظالما و فاسدا و فاشلا يحكمهم منذ نحو قرنين حتى اليوم، أفليس من حقهم أن يطالبون بذهابه ويقرروا شكل نظامهم الحاكم ومصيرهم ؟!"

وحذر سماحته " اولئك الذين يضعون يدهم في يد هذا النظام، انتم تشتركون مع هذا النظام في جرائمه اذا بقيتم معه.. انفصلوا عنه واتركوه، فمهما كابر وحاول فانه بالتالي في مآله الى الانتهاء .. كما شاه سقط ايران كما صدام ،بالامس القريب، وكما ذهب حاكم تونس وحاكم مصر اليوم، وكما سيذهب حاكم اليمن.. ولذا لن تنفعهم الدبابات والعكسر التي جاءت الى البحرين من هنا وهناك لقمع الشعب وخنقه..".

كما اشار سماحته بهذا الخصوص الى النفاق والازدواجية المفضوحة التي تتعامل بها دول الغرب، وسائل الاعلام العربية وغيرها تجاه قضية شعب البحرين بالمقارنه مع غيره. وقال أن ذلك "يثير العجب ، حين ترى مجموعة من الفضائيات تضج وتعج و تتحدث عن الدبابات في احد البلدان ، ويقولون أنها دخلت فلان مدينة .. لكنهم بالامس لم يحركوا ساكنا وما قالوا أن قوات ودبابات دولة اخرى تدخل البحرين وتصطدم مع الناس وتقتل وتقمع !؟ .. وهكذا ايضا المجتمع الدولي وختصة دول الغرب، ترى كنموذج وعلى سبيل المثال فقط أن وزير الخارجية الفرنسي الاسبوع الماضي اخذ يكيل الامر بمكيالين فيقول تجاه الاحداث في دولة مجاورة أن الحاكم والنظام الذي يطلق الرصاص على شعبه يفقد شعبيته.

 فنقول له لا اشكال في ذلك ودعنا نعترف بهذا الواقع ، ولكن لماذا لم ولا تقولوا هذا عن البحرين ؟!، لماذا لازلتم تدعمون هذا النظام وتتعاملون مع هذا الحاكم وهو الذي اطلق الرصاص على الشعب امام الكامرات ؟! لماذا تكيلون بمكيالين؟!.. وهكذا ايضا لماذا الى الان الصهاينة يحتلون الاراضي العربية وانتم ساكتين بل داعمين؟! فهل من المعقول هذا من دول تعتبر نفسها حضارية و قلعة الديمقراطية انها بالامس و حين يتحد ويتفق الشعب الفلسطيني مع بعضه، نرى أن الأغوات منكم يتحدون بالمقابل في موقفهم ولايقبلون بذلك !؟.."

وخلص سماحته في ختام حديثه الى القول أن " الأمن يبقى هاجس البشرية اليوم، ولأن اسلحة الدمار قد تنوعت ولأن العالم اصبح مندكاً ببعضه حتى لكأنه قرية صغيرة، فان الانسان لا يستطيع ان يحضى بالأمن الشخصي او الاجتماعي بعيداً عما يجري في العالم كله، حيث يد الجريمة تمتد الى كل بيت واساليب المكر والكيد والتأمر قد تطورت الى درجة لا يستطيع الانسان ان يحس بالطمئنينة والسكينة اينما كان، وحوادث العالم يؤثر بعضها في بعض الى درجة عظيمة ولذلك اصبح الأمن العالمي هاجساً لدى الجميع..".

 واضاف أن العالم ونتيجة التعديات و الظلم المتفشي فيه ، وبما كسبت ايدي الناس ، اصبح اليوم يبحث عن الأمن مرة من حوادث الطبيعة، وهو ما يسمى في لغة القران بالضراء، كالزلازل والفيضانات والاعاصير، ومرة اخرى عن الأمن ليس فقط في مقابل الجريمة في المجتمع و عصابات المخدرات وعصابات الارهاب وما اشبه، بل الأشد من كل ذلك ومايزيد الطين بلة انتهاج بعض الانظمة الحاكمة لخط الجريمة والارهاب ضد الناس من شعوبها او الشعوب الاخرى ايضا، فاذا بهم يعكرون صفو الأمن في هذا البلد او ذلك..".

 مؤكدا " نحن نريد عالم بلا ظلم وتعدي ، بلا قلاقل ومشاكل واحكام ومواقف ازدواجية تجاه حقوق الشعوب وقاضاياها ، عالم بلا اراقة دماء .. ومن دون التخلص من ذلك فأن العالم لن يحقق ذلك ولن ينعم بالأمن والاستقرار..".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك