الاستنفار الأمني الذي شهدته العاصمة بغداد أمس الأحد، جاء على خلفة معلومات استخبارية وصفت بـ "المؤكدة"، تتعلق بنية جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة وحزب "العودة"، وهو أحد تشكيلات حزب البعث المنحل، تنفيذ تفجيرات متعددة بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، فيما أكدت مصادر أمنية أن الأمر متعلق بمخطط لتنظيم القاعدة، يقضي بشن هجمات على مسؤولين وضباط كبار محددين، بأسلحة كاتمة للصوت أو عبوات لاصقة، في تكتيك جديد يلجأ إليه التنظيم، بعد أن وجده أقل كلفة وأكثر تأثيرا.
ويؤكد ضابط رفيع في وزارة الداخلية، أن "الجهات المختصة توافرت على معلومات مؤكدة بنسبة 80 في المئة، بعد ان تم مقاطعتها بما هو متاح من معلومات من مصادر متعددة، مفادها ان جماعات مسلحة مرتبطة بحزب العودة وبشراكة مع تنظيم القاعدة، تمكنت من تمرير 17 سيارة مفخخة داخل العاصمة".
ويضيف المصدر، في تصريحات خص بها صحيفة "العالم" أمس الأحد، أن المخطط يقضي بأن "يتم تفجير مجموعة من الاحزمة الناسفة ضمن تجمعات سكانية، بعد تفجير السيارات الـ 17، تزامنا مع ذكرى ميلاد رئيس النظام السابق"، في 28 نيسان.
ويوضح الضابط أن "الإجراء الوحيد امام الاجهزة الامنية لإفشال هذا المخطط هو قطع الشوارع الرئيسية وتغيير وجهة سير المركبات الى شوارع فرعية، تحت رقابة امنية من قبل قطعاتنا داخل المناطق السكنية، وبالتالي ينعدم عامل التوقيت وعامل ايذاء اكبر قدر ممكن من المدنيين، في حال نفذت المجموعات المسلحة خططها المعدة سلفا".
ويتابع "الذي حصل ان الجماعات المسلحة قررت تغيير توقياتات هجماتها المنسقة، بسبب انكشاف خططها امام الاجهزة الامنية".
ويؤكد أن "أبرز الاجراءات التي اتخذتها قيادة عمليات بغداد، هو نشر عشرات عناصر الاستخبارات بزيهم المدني، مزودين بعجلات يصعب تمييزها عن العجلات المدنية، ومهمتهم مراقبة الشوارع الرئيسية خلال ساعات الذروة حتى دخول حظر التجول حيز التنفيذ، وهم يحملون معهم اجهزة اتصالات بينية ورئيسية مع مراجعهم العليا، لضمان تبادل سريع للمعلومات ومعالجتها على الارض بشكل فوري، على ان لا تنتهي مهمتهم حتى اشعار اخر".
ويواصل المصدر القول "جهدنا الاستخباري توصل إلى أن حزب العودة وتنظيم القاعدة يهدفان من مخططهما هذا إلى ترويج فكرة أن القوات الأميركية هي من تقف وراء ما يحصل، حتى تقنع جميع الكتل السياسية بضرورة تمديد بقاء قواتها في العراق، قبل استكمال انسحابهم المزمع نهاية العام الحالي"، لافتا إلى أن "استهداف أكبر عدد من المدنيين، من شأنه أن يشكك في قدرة التحالف الوطني على قيادة الحكومة الحالية، وبالتالي ممارسة مزيد من الضغوط لإفقادها التوازن وإسقاطها مبكرا، من خلال عمليات نوعية".
https://telegram.me/buratha

