دعا سجناء سياسيون سابقون، خلال مؤتمر لهم في كربلاء، السبت، إلى إنهاء المحاصصة الحزبية في مؤسستهم، وفيما اتهموا حزب الدعوة بالاستحواذ على المؤسسة والتمييز بين أعضائها، شككوا بالدوافع الحقيقية وراء انعقاد المؤتمر واتهموا الجهات القائمة عليه بالسعي لاستغلال السجناء لأهداف حزبية.
وقال السجين السياسي، صباح العكيلي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش مؤتمر للسجناء السياسيين عقد في كربلاء، اليوم، لاختيار رابطة لهم، إن "المحاصصة الحزبية داخل مؤسسة السجناء السياسيين واضحة وضوح الشمس"، متهما المسؤولين في المؤسسة بـ"التمييز بين السجناء وفقا لانتماءاتهم السياسية".
وأضاف العكيلي أن "معظم المسؤولين والمدراء بمؤسسة السجين السياسي ينتمون لحزب الدعوة مما تسبب في تأخير تمشية معاملات عدد كبير من السجناء ممن لا ينتمون لهذا الحزب"، مضيفا أن "قطع الأراضي والمنح المالية والوظائف وسائر الامتيازات المخصصة للسجناء يحصل عليها المنتمون لحزب بعينه ويهمل الآخرون".
وأكد العكيلي أن "صرف هذه المنح توقف منذ أواخر العام الماضي بحجة العمل على تحويلها إلى مرتبات تقاعدية ثابتة ولم يعد صرفها حتى الآن".
بدوره اعتبر السجين السياسي ليث البديري، من محافظة البصرة، والذي غادر مؤتمر السجناء احتجاجا على بعض الكلمات والشعارات فيه، أن "مؤسسة السجناء عديمة الجدوى، وأصبحت واجهة حزبية وتشكيلا يشبه تشكيلات سياسية تابعة لحزب الدعوة
وأضاف البديري أن "المستقلين في المؤسسة ممن رفعوا السلاح بوجه صدام حسين، باتوا مهمشين ولا يحصلون على حقوقهم والأفضلية للسجناء من الحزب الذي بات يستحوذ على المؤسسة"، مبينا أن "الشعارات التي رددها البعض في مؤتمر اليوم، تؤكد ما أقول، لأنها تمجد حزبا واحدا".
إلى ذلك قال المدير السابق لمؤسسة السجناء السياسيين، عبد الهادي الشمري، إن "هناك تهميشا للسجناء فضلا عن تلكؤ في حصولهم على حقوقهم"، مقللا في ذات الوقت من "الانتقادات التي وجهها بعض السجناء للمؤسسة".
وتابع الشمري في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "معظم الفقرات الخاصة بقانون المؤسسة لم تطبق حتى الآن ولم يحصل السجناء السياسيون على حقوقهم"، مضيفا أن "من يحصلون منهم على حقوقهم يقدر بـ 30% فقط من العدد الكلي للسجناء".
ولفت الشمري إلى "وجود تقصير في أداء مسؤولين كبار في المؤسسة"، موضحا أن "من يتولون المسؤولية ليست لديهم الخبرة الكافية، ولا يريدون تقديم خدمة للسجناء، ومعظم المسؤولين في المؤسسة ليسوا من السجناء ولا يشعرون بمعاناتهم".
من جهته، اعتبر عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر السجناء السياسيين، أمين العلي، الانتقادات التي وجهت للمؤتمر بأنها "ردة فعل من بعض السجناء القادمين من المحافظات على ضيق المكان الذي عقد فيه المؤتمر".
وأضاف العلي لـ"السومرية نيوز"، أن "المؤتمر الخاص بالسجناء والذي أعد له منذ نحو شهرين لا تقف وراءه أهداف سياسية ولا يرمي تحقيق مكاسب لأية جهة حزبية"، مضيفا أن "هدف المؤتمر تنظيم طاقات السجناء وتشكيل رابطة لهم تطالب بحقوقهم وتتواصل مع الجهات الدولية لتحقيق الدعم لقضيتهم".
يذكر أن عدد السجناء السياسيين المسجلين لدى مؤسسة السجناء يبلغ نحو 25 ألف سجين وهناك عشرات الآلاف من الملفات الخاصة بسجناء آخرين تنتظر المصادقة عليها من قبل الجهات القضائية.
يذكر ان رئيس مؤسسة السجناء السياسيين يتراسها وكالة جاسم محمد جعفر وزير الرياضة والشباب وهو من حزب الدعوة الاسلامية .
https://telegram.me/buratha

