استجابة لدعوة منظمة بدر تظاهر الآلاف من أهالي بغداد، السبت، في ساحة الخلاني وسط العاصمة، للمطالبة بنصرة الشعب البحريني.وقالت مصادر اعلامية غطت تلك التظاهرات إن "أكثر من 2500 مواطن تظاهروا، صباح اليوم، في ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بنصرة الشعب البحريني.
وأضافت ، أن المتظاهرين حملوا لافتات كتب فيها (درع الجزيرة أين الضمير العربي)، و( صبرا صبرا أهل البحرين النصر قادم)، و(نستنكر الصمت الإعلامي إزاء ما تفعله الحكومة البحرينية).
ولاقت الأحداث التي تشهدها البحرين ردود أفعال كبيرة في العراق حيث اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في 16 من آذار الماضي، أن دخول القوات الخارجية إلى البحرين سيعقد الأوضاع بالمنطقة ويؤجج للعنف الطائفي، كما دعا إلى اتباع سبل التفاهم السلمي والامتناع عن استخدام القوة، كما طالب منظمة المؤتمر الإسلامي بتحمل مسؤولياتها والحفاظ على وحدة المسلمين.
وكانت رئاسة مجلس النواب العراقي علقت الجلسة الـ44 تضامناً مع الاحتجاجات التي تشهدها البحرين.
وأعلن عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي وشخصيات سياسية، عن تشكيل لجنة شعبية عراقية لمساندة الشعب البحريني في تحقيق مطالبه "المشروعة"، وفيما أكدوا أن الجانب الأميركي لم يعط الضوء الأخضر لتدخل قوات درع الجزيرة في البحرين، حذروا من تدخل إيران في الشأن البحريني خصوصاً بعد تدخل القوات السعودية في البلاد للدفاع عن طائفة معينة.
وخرجت في محافظات بغداد والنجف وكربلاء والديوانية وديالى تظاهرات شارك فيها المئات من المواطنين ورجال الدين للمطالبة بإخراج القوات السعودية والإماراتية من البحرين، مرددين شعارات تدين استهداف المتظاهرين العزل.
وأثرت المواقف العراقية المدينة المناهضة للحكومة البحرينية على عقد القمة ببغداد والتي أجلت بطلب من دول مجلس التعاون الخليجي.
يذكر أن قوة من درع الجزيرة تتألف من نحو ألف جندي، دخلت البحرين في الـ14 من آذار الحالي، عبر جسر حدودي إضافة إلى مائة وخمسين ناقلة جند مدرعة وخمسين مركبة أخرى من بينها عربات إسعاف وصهاريج مياه وحافلات وسيارات جيب، ويشير مصدر رسمي سعودي إلى أن هذه القوة تعتبر جزءاً من قوة مجلس التعاون الخليجي التي ستحرس المنشآت الحكومية، فيما قال شهود عيان أن القوات السعودية توجهت إلى الرفاع وهي منطقة تعيش فيها الأسرة المالكة وتضم مستشفى عسكرياً.
وشكلت دول مجلس التعاون الخليجي عام 1982 قوات درع الجزيرة، ويقع مقرها في المملكة العربية السعودية في محافظة حفر الباطن قرب الحدود العراقية والكويتية، وتتألف القوة من فرقة مشاة آلية بكامل إسنادها، تضم أكثر من 30 ألف عسكري، من عناصر دول التعاون الست وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان، ودخلت قوات درع الجزيرة الكويت عام 2003، أثناء حرب العراق بطلب من الكويت لإجراءات احترازية.
وتشهد البحرين احتجاجات شعبية واسعة منذ نهاية شباط/فبراير الماضي تطالب بإجراء إصلاحات سياسية، في وقت يشكو فيه الاغلبية في البلاد من إتباع الأسرة الحاكمة سياسة تمييز ضدهم، فيما باتت مسألة دخول قوات من دول مجلس التعاون الخليجي البلاد حساسة للغاية.
وتؤكد العديد من المصادر المتابعة لشؤون المنطقة ان دخول قوات خليجية إلى أراضي البحرين، من شأنه تأجيج التوترات الطائفية في المنطقة التي تشهد تحولات واسعة.
فيما ربط محللون سياسيون قضية تأجيل القمة العربية في بغداد التي كانت مقرراً عقدها الشهر المقبل إلى موقف أغلب السياسيين الشيعة في العراق من قضية البحرين، وأكدت ذلك مطالبات زعماء الخليج للجامعة العربية بتغيير مكان انعقاد قمة بغداد أو تأجيلها إلى إشعار آخر.
https://telegram.me/buratha

