الأخبار

بعد القاعدة.. المخدرات تفتك بشباب الانبار


موقع اور ـ الانبار/ خاص

لم يجل يوما في خاطر عمر ابراهيم أنه سيدمن على المخدرات، وهو الذي اعتقد في بادئ الأمر، أن أقراص المهدئات التي بدأ يتناولها يمكن أن تخفف من مصابه بفقد أخيه.

الأيام الأولى لتلك القصة يتذكرها ابراهيم بألم وحسرة، حين قتل شقيقه محمد على مرأى من ناظريه في شباط (فبراير) 2008. تلك الحادثة حولت الشاب العشريني إلى مدمن لا يرجى فائدة منه، وقد يحتاج علاجه إلى جهود وأوقات طويلة.

يومها عاد الشابان إلى منزلهما عند مغيب الشمس، فتأخر أخوه عدة أمتار عنه للحديث مع صديق عابر، وسرعان ما أحاط به رجال ملثمون من تنظيم القاعدة الإسلامية أطلقوا النار على رأسه، ثم لاذوا بالفرار سريعا. كان ذنب الأخ انه تطوع في صفوف الشرطة العراقية قبل أيام قليلة.

وما لبثت العائلة أن فقدت ابنها الثاني على يد المخدرات، فقد بدأ ابراهيم بتعاطي الأقراص المهدئة للتكيف مع وضع جديد كان مجبرا على مواجهته: "كنت غير قادر على النوم ليلا وصورة الدماء التي نزفت من رأس أخي وهو يتمرغ على الأرض تلاحقني في كوابيسي".

كانت بداية محفوفة بالمخاطر، إذ سرعان ما اعتاد على تلك الأقراص، ثم تفاقم الموضوع بتناوله أنواعا أخرى من المخدرات، وبشكل دائم.

ويشير ابراهيم، الذي أصبح هزيل البنية ويبدوا عليه النحول مع احمرار العينين، إن حالته ليست الوحيدة، وإنما هناك الكثير من أمثاله الذين تعرف على بعضهم أثناء بحثه عن الحبوب المخدرة.

وفي مناخ عشائري تقليدي كالسائد في الأنبار، يجد ابراهيم ورفاقه صعوبة في تلقي العلاج اللازم، "فالخجل والخوف من ألسنة الناس يمنعنا من التماس النصح من الطبيب المختص" حسب قوله، لكن لديه أمل بزيارة مدينة بغداد أو أربيل عسى ان يجد حلا لحالته المتردية.

الدكتور خضير خلف مدير صحة الانبار قال إن "اغلب المراجعين المدمنين ليس لديهم الدافع الحقيقي للعلاج من الادمان وانما الهدف من مراجعة المستشفى الحصول على الادوية مجانا ودون العودة مجددا، لاعتقادهم انه شيء مخجل ومن العيب مراجعة الطبيب لمثل هذه الحالات".

وكان للأوضاع التي مرت بها المحافظة منذ سقوط النظام السابق عام 2003 ولغاية الآن دور كبير في تفشي ظاهرة تعاطي الحبوب المهدئة والمخدرات والادمان عليها والمتاجرة بها.

وهذا ما تؤكده المصادر الأمنية في المحافظة، إذ قال قائد شرطة الانبار اللواء بهاء الكرخي في حديث لـ "نقاش"، إن "سوء الوضع الأمني وغياب الرادع القانوني في السنوات الماضية وفتح الحدود لكل من هب ودب، سيما وان المحافظة محاذيه حدوديا لثلاث دول عربية، كان لها دور كبير في تفشي المخدرات".

ووفقا لتقديرات مديرية صحة الانبار لعام 2010 فان نسبة المدمنين هي 1,1 % من الأهالي، وهي نسبه ضئيلة جدا حسب الدراسة، واغلبهم من المدمنين على الحبوب المهدئة وليس المخدرات.

لكن الطبيب خضير خلف مدير صحة الأنبار قال إن هذه التقديرات أولية حيث لا توجد إحصائية ميدانية عن تعاطي المخدرات "بسبب الحاجه لمسح شامل واخذ عينات ونماذج مختلفه من المجتمع الانباري والذي من المؤمل القيام به في الفترة القادمة".

ويلجأ العديد من المدمنين عن العقاقير المخدرة إلى الصيدليات للحصول على مبتغاهم، بذريعة التخلص من الأرق أو الاكتئاب. وهو ما أشار إليه الصيدلاني أبو حذيفة صاحب أقدم صيدلية موجودة في سوق الرمادي، مضيفا أن "هناك الكثير ممن يراجعنا طالبا حبوبا كالفاليوم والالرمين ومضادات الاكتئاب وعقاقير أخرى، لكننا لا نصرف أي علاج من دون وصفة طبية".

ولفت إلى أن "العديد من الصيدليات في الرمادي أعرف أصحابها تبيع عقاقير من دون وصفة، كما أن هناك بعض الموظفين في المستشفيات الحكومية يسرقون الدواء ويبيعونه للمدمنين".

وتشير الاحصائيات الامنية في المحافظة إلى ان خمسين صيدلية تم اغلاقها في عام 2010 بسبب بيعها الادوية والعلاجات التي تساعد على الإدمان بدون وصفات طبية، بعض هذه الصيدليات غير مجازة ولم تحصل على موافقات رسمية.

وبحسب أبو حذيفة، فإن أغلب الذين يطلبون الحبوب المخدرة او المهدئة من صيدليته هم من منتسبي الاجهزة الامنية، الذين يتواجدون في السيطرات ونقاط التفتيش.  ويعزو ذلك إلى "الخوف الذي يسيطر عليهم ومعاناتهم من اضطرابات نفسية لكونهم مهددين من قبل الجماعات المسلحة".

اللواء الكرخي الذي استلم قيادة شرطة الأنبار في العام الماضي، يؤكد انتشار ظاهرة الإدمان بين صفوف الشرطة، ولهذا السبب، بادر فور استلامه مهامه إلى استحداث وحدة جديدة لمكافحة المخدرات، كاشفا أن "أكثر من 30 منتسبا من الأجهزة الأمنية تم فصلهم من وظائفهم على خلفية التعاطي".

من حهته، لا يتسامح القانون العراقي مع متعاطي المخدرات إن لم يذهب الشخص بنفسه لتلقي العلاج. وفي هذا الصدد يقول اللواء الكرخي: "تم خلال العام الماضي إلقاء القبض على أكثر من خمسين شخصا متهمين بالإدمان معظمهم من الشباب، وتتراوح عقوبة هؤلاء ما بين الحبس ستة اشهر إلى سنة واحدة بعد إجراء الفحص الطبي عليهم".

ويضيف إن "القانون ينفذ على جميع المدمنين ويستثنى من لديه تقارير صحية تثبت انه يتناول الحبوب المخدرة من اجل العلاج ولفترة محدودة، وهذا يتم من خلال لجنة طبية رسمية تقوم بالكشف عليه وتزويدنا بتقرير تؤكد حالته المرضية".

أما تجار المخدرات، فيقول الكرخي أنهم يجلبون بضاعتهم عبر المنافذ الحدودية لاسيما من منفذ الوليد على الحدود السورية .  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-03-30
يجب تشديد العقوبة على تجار المخدرات حد الاعدام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك