تعهد رئيس البرلمان العراقي، الأحد، بمعاقبة المتورطين بقمع التظاهرات وتعذيب المعتقلين منهم ومنع الصحافيين من ممارسة دورهم، فيما طالب برفع الحظر عن التغطية المباشرة للقنوات الفضائية وعدم انتهاك حقوق الصحافيين اواستخدام العنف ضد المتظاهرين وتعويض المتضررين منهم.
وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان وحضرته "السومرية نيوز"، إن "البرلمان يعتقد بمشروعية تظاهرات يوم الـ25 من شباط الحالي، التي عمت جميع المحافظات العراقية ومطابقتها مع الدستور ليعبر المواطن عن رأيه بكل قوة وصراحة"، مشيرا إلى أن "هناك قمع لقسم من التظاهرات تراوحت بين إطلاق النار على المتظاهرين وبين استخدام القوة المفرطة واعتقال الصحفيين أو المواطنين بشكل ندينه ولا نقبله أبدا في مجلس النواب".
وأضاف النجيفي أن "البرلمان سيعمل على معاقبة كل من ساهم بقمع الرأي أو تعذيب المعتقلين أو منع الصحافة من القيام بدورها"، مشددا على ضرورة "محاسبة من أطلق الرصاص على المتظاهرين".
وأشار النجيفي إلى أن "مضايقات حصلت للمتظاهرين حيث تم إغلاق المناطق ومنع الناس من الوصول كما أن وسائل الإعلام قمعت أيضا وهذا الأمر مستغرب جدا"، مطالبا "الحكومة العراقية الاستجابة باسرع وقت لدعوات رفع القيود عن تحركات المتظاهرين وتامين وصولهم السلس إلى موقع التظاهرة وعدم استخدام العنف ضدهم".
ودعا الحكومة أيضا إلى "رفع الحظر عن بث القنوات الفضائية والتغطية المباشرة وعدم انتهاك حقوق الصحافيين والإعلاميين في أداء عملهم في نقل المعلومة"، مطالبا "بتعويض المواطنين الذين تضرروا جسديا من جراء الأعمال التعسفية التي قامت بها القوات الأمنية وتوفير سيارات الإسعاف لنقل من يصاب في التظاهرات".
واستنكر النجيفي "المداهمات غير المبررة للقنوات الفضائية والوسائل الإعلامية وملاحقة المتظاهرين من الاعتقال من منازلهم أو إصدار مذكرات القبض وهو أمر منافي تماما لحق التظاهر السلمي"، مشيرا إلى أن "المتظاهرين قاموا بدورهم الحضاري السلمي لكننا ندين من قام بأعمال الشغب أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة".
وشهد العراق، أول أمس الجمعة، تظاهرات جابت أنحاء البلاد، تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمت من قبل شباب من طلبة الجامعات، ومثقفين مستقلين وناشطين مدنيين، وأسهمت مواقع التواصل الاجتماعي، على شبكة الإنترنت، في تحشيدها.
وصعدت القوات الأمنية من حدة المواجهة مع المتظاهرين، فبعد تأكيدها على احترام حق المتظاهرين بالتعبير عن أرائهم عادت لتعلن منع للتجوال يمتد من الساعة الثانية عشرة من مساء الخميس إلى اجل غير مسمى بصورة فاجئت الكثيرين، بينما كانت متوقعة بالنسبة لآخرين، فيما يرى المراقبون أن قرار منع التجول ساهم بتقليص كبير لأعداد المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد والذين وصل عددهم إلى نحو ستة آلاف فقط.
وشهدت بغداد خلال التظاهرات وبعد انتهاءها، الجمعة، احتجاز 11 صحافي ومصور بينهم مصور "السومرية نيوز"، من قبل قوات الجيش العرقي يمثلون وسائل إعلام عراقية وغربية على نهاية جسر الجمهورية عند مدخل وزارة الدفاع ومنعت حركتهم.
كما داهمت قوة من الجيش العراقي، عصر أمس، مطعم الطرف في منطقة الكرادة، وسط بغداد، واعتقلت أربعة من الصحافيين كان داخله بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
كما اعتقلت القوات الأمنية مراسلي الفضائية السومرية سنان عدنان وإدريس جواد و المصور صفاء حاتم بعد تغطيتهما أحداث التظاهرة التي شهدتها ساحة التحرير، واحتجزتهم في قاطع عمليات الرصافة، بتهمة المشاركة في التظاهرة، كما اعتدت تلك القوات بالضرب على منتسبين آخرين تمكنا من الفرار هما على حامد ومهند عبد الستار.
https://telegram.me/buratha
