وكالة الصحافة العراقية
لم يكن الصراع على وزارة الكهرباء يأخذ بعداً مركباً مثلما بدا عليه الأمر الآن في الحكومة الحالية. فالوزارة الماضية كانت الكهرباء من حصة حزب المالكي ـ الدعوة وتولاها وزير من طبقة التكنوقراط. لكن ما أن تم تسييس ملف الكهرباء الصيف الماضي بين المالكي وخصومه بعد نتائج الأنتخابات إنطلقت تظاهرات جماهيرية في بعض المحافظات الجنوبية بسب النقص الحاد في الكهرباء وهو ما دفع المالكي الى إقالة وزير الكهرباء على الرغم من إعترافه ـ المالكي ـ بأن الوزير كريم وحيد هو واحد من أكفأ وزرائه. ولكنه اضطر لذلك لكي ينحني أمام العاصفة التي هبت عليه من قبل التيار الصدري.
وفي السياق نفسه وبالتزامن مع التظاهرات أعلن خصوم المالكي من التحالف الشيعي نفسه أن مجموع ما صرف على الكهرباء من أموال طوال السنوات السبع الماضية بلغ 27 مليار دولار. وفي الوقت الذي أعترف فيه وزير الكهرباء المستقيل وأوساط المالكي بإنفاق مثل هذا المبلغ الا أن الحجة كانت أن الجزء الأستثماري منه كان 7 مليار دولار والباقي ميزانية تشغيلية.. أي رواتب وأجور. لذلك أرتفعت حصة الكهرباء سياسياً لدى الكتل عندما تحولت الى نوع من الرهان السياسي فضلا ً عما تدره من أموال لمن يتسلمها.
لسبب ما أصرت القائمة العراقية على أن تكون وزارة الكهرباء من حصتها. وبالفعل إسندت اليها بعد أن إستبدلتها بوزارة أخرى لصالح الكتلة الصدرية التي كانت أصرت على الكهرباء. أما الوزارة التي البديلة التي أقنعت الصدريين هي وزارة التخطيط بعد أن تم إقناع الصدريين أن الكهرباء تحولت الى محرقة لأية كتلة سياسية خصوصاً وأن الصدريين ليس لديهم الكفاءات التي يمكن أن تتولى وزارة معقدة بحجم الكهرباء. بعد أن أصبحت الكهرباء من حصة القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي خضعت للمحاصصة هذه المرة داخل القائمة ذاتها.
مصدر أشار الى أن زعيم العراقية إياد علاوي وبسبب الحرب الخفية مرة والمعلنة مرة أخرى التي يشنها المالكي ضده لايدري بمثل هذه الأمور لاسيما إنه بات يدرك أن العديد من قياديي قائمته فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة القائمة ووحدتها. لم تقف الترشيحات الكهربائية عند هذا الحد ففيما فكر رئيس البرلمان بأسنادها الى مرشح شيعي من النجف هو عامر البهاش كجزء من عملية التقارب التي يقودها النجيفي خصوصاً مع مراجع النجف الكبار فإن صالح المطلك طرح هو الآخر مرشحاً لها إسمه صباح الساعاتي لكنه لم يتمكن من زحزحة مواقف جمال الكربولي ورافع العيساوي. ويبدو أن كلاً من علاوي والمالكي لايعلمان بحقيقة مايجري من صفقات في وقت يستعد الناس لصيف قادم لن يكون أقل سخونة من مواسم الصيف التي مضت منذ ثمانية أعوام على العراق
أسماء وصفقات
مصدر خاص من داخل القائمة العراقية كشف حقائق كثيرة بشأن الأسباب التي لاتزال تحول دون الإتفاق على وزير لها من قبل العراقية حتى الآن. المعلومات التي كشفها المصدر من داخل العراقية تقول أن رئيس الوزراء نوري المالكي إعترض على مرشح القائمة العراقية زياد الذرب وهو من كتلة الحل التي يتزعمها جمال الكربولي ضمن العراقية. والسبب في ذلك أن المالكي أدرك أن الإصرار على الذرب يعني وراءه صفقة مالية ما. كان المالكي يريد ترشيح شخص آخر إسمه قيس مد الله الراوي لكن العراقية رشحت ثلاثة أسماء له وهم كل من عبد الكريم عفتان ورعد شلال فضلاً عن زياد الذرب ثانية.
والعراقية تعرف أن المالكي سبق له أن رفض الذرب ولديه ملاحظات على رعد شلال فبالتالي فإنه سوف يوافق على عفتان. وعفتان هو مرشح الكربولي ورافع العيساوي الذي يحاول إقناع المالكي به. ومع أن زياد الذرب متخصص بالكهرباء وله تجربة ميدانية فأن عفتان الذي قد يوافق عليه المالكي يقف خلفه عدد من رجال الأعمال الكبار في الفلوجة والأنبار وعمان. وهو مايعني أن صفقات الكهرباء كلها ستذهب الى هؤلاء بطريقة معينة وتذهب عمولاتها الى كبار قادة العراقية
https://telegram.me/buratha

