حذرت القائمة العراقية، الاثنين، الحكومة والبرلمان العراقيين من انتفاضة شعبية في حال عدم الالتفات لمطالب المتظاهرين في عدد من المدن في الآونة الأخيرة، واصفة إياها بـ"جرس إنذار"، كما اعتبرت أن ما حصل في تونس ومصر من أحداث يمكن أن ينتقل إلى أرض العراق.
وقالت النائبة عن القائمة عالية نصيف في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مقومات الانتفاضة في العراق موجودة بسبب تفاقم البطالة وسوء الخدمات ووجود شريحة كبيرة تحت خط الفقر"، مبينة أن "الشعب العراقي توقع من الحكومة والبرلمان الكثير بعد التغيير الذي حصل في السنوات الأخيرة".
وأضافت نصيف أنه "بدلاً من ذلك، شهدت السنوات الماضية تكريس فوارق واسعة بين طبقات المجتمع العراقي فبرزت طبقة تتمتع برفاهية عالية، وأخرى دون خط الفقر"، مشيرة إلى أن "الفوارق الاجتماعية تولد عند تفاقمها مبررات الانتفاض على نحو ما حصل في تونس ومصر، وهو ما يمكن أن يحصل في العراق بسبب تلك الممارسات".
وأوضحت النائبة عن العراقية أن "التظاهرات التي تشهدها المدن العراقية منذ فترة، تدق جرس إنذار للحكومة والبرلمان لتحمل المسؤولية، وخصوصا الممثلين عن الشعب"، داعية الحكومة إلى "الأخذ بعين الاعتبار طلبات المتظاهرين التي من شأنها أن تتخذ منحى آخر في حال إهمالها".
وتلت انتفاضة الياسمين في تونس التي أطاحت برئيسها زين العابدين بن علي، انتفاضة جماهيرية واسعة في جميع المدن المصرية التي لا تزال مستمرة منذ 14 يوماً، حيث يطالب المتظاهرون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك وتحقيق إصلاحات سياسية واجتماعية واسعة، فضلا عن تسيير مظاهرات في اليمن والأردن تحمل المطالب نفسها، علماً أن عدداً من المحافظات العراقية شهدت في الآونة الأخيرة مظاهرات احتجاج شعبية على سوء الخدمات، وانقطاع الماء، والكهرباء، وغيرها من المطالب الحياتية والمعيشية.
وكان العشرات من المواطنين تظاهروا وسط محافظة الأنبار، يوم أمس، مطالبين بتحسين واقع الخدمات، وإقالة المسؤولين عن تردي الملف الخدمي، كما دعوا إلى وقف الاعتقالات العشوائية في المحافظة، فيما تظاهر العشرات من أهالي محافظة البصرة، أمس أيضا، مطالبين بإقالة المحافظ، وتوفير الخدمات، ومفردات البطاقة التموينية، ورفعوا بطاقات صفراء ضد حكومة المحافظة، مطالبين باحترام حرية التعبير.
وخرج، يوم الجمعة الماضي، مئات المثقفين والناشطين والشباب بتظاهرة في شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد، مطالبين الحكومة العراقية بإيجاد سبل لتحسين الخدمات، كما دعوا أعضاء مجلس النواب إلى الإيفاء بوعودهم التي قطعوها أمام الشعب بحسب ما وردت في برامجهم الانتخابية.
وشهدت بغداد أيضا، في اليوم نفسه، تظاهرة في ساحة الفردوس شارك فيها العشرات من الأسر المتجاوزة على أملاك الدولة، أعربوا فيها عن رفضهم لما سموه بـ"الإرهاب الحكومي"، كما رفعوا شعارات كتب عليها "لا لانتهاك الحرمات"، كما خرج في اليوم نفسه، نحو 1500 شخص من أبناء منطقة الحسينية، شمال بغداد، في تظاهرة حاشدة مطالبين بتحسين واقع الخدمات الرديئة التي تعاني منها المنطقة.
يذكر أن عشرات المواطنين تظاهروا، الخميس الماضي، في محافظة الديوانية مطالبين بتحسين الخدمات والقضاء على البطالة، وتمت مواجهتهم من قبل القوات الأمنية بإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح خطرة.
https://telegram.me/buratha

