لم تكن تعلم رفاه توما المواطنة المسيحية التي كانت تسكن بحي الكرادة ببغداد والتي كانت قد نجت من موت محقق في كنيسة سيدة النجاة العام المنصرم بعد ان وقعت رهينة، انها وبعد نحو شهرين على الحادثة ستلاقي مصير أصدقائها وأقربائها الذين قتلوا هناك.
رفاه التي كانت تعمل أمينة مكتبة حكومية بجامعة بغداد، كانت تصر على العيش ببغداد وترفض مغادرتها، كانت تسكن وحيدة بمنزلها، فاستغل أحد المسلحين الفرصة فهاجمها مساء الأحد الماضي وقتلها طعناً بالسكين في منزلها الواقع بمنطقة الكرادة وسط. والثلاثاء بعد يومين من قتلها عاد اقرباؤها بجثتها، الى بلدة قرقوش بمحافظة نينوى لتدفن حيث ولدت..
وتقول نادين شقيقة رفاه لـ"السومرية نيوز"، "قبل سنة كانت رفاه بالكنيسة وتأذت، وهذه المرة ايضا كانت في الكنيسة وكانت من ضمن الرهائن لكنها خرجت بسلام ، لكن هذه المرة لم يكتب لها العيش اراد الله ان ياخذها على يد احد المجرمين، لم يكفيه انه قتلها، لكن خنقها، ترى ما هو حجم الرعب الذي عاشته في تلك اللحظات"، تساءلت شقيقة الضحية.
شوارع قرقوش بدت حزينة وهي تودع رفاه الى مثواها الاخير بعد ان ارغمها الجناة على مغادرة بغداد مسلوبة الحياة، ولم يتردد أقراباء واصدقاء رفاه في توجيه الاتهامات للحكومة المركزية في بغداد بـ عدم حمايتهم و"الكذب" تعقيبا على البيان الذي اصدرته قيادة عمليات بغداد على حادث مقتل المسيحية رفاه توما، والتي قالت فيه ان الامر مجرد حادث جنائي والقتيلة ليست مسيحية مستبعدة أي دافع سياسي من وراء قتلها.
ويقول المواطن بسام حنا في حديث لـ"السومرية نيوز" "من يقول ان رفاه غير مسيحية، انا كنت معها في الجامعة لاربع سنوات، هي مسيحية وهي احدى ضحايا كنيسة النجاة، بس الى متى تبقى الحكومة العراقية تكذب، عندما يمسكون بالمجرمين عليهم باعدامهم".
ويطالب أحد المواطنين من اهالي المنطقة في حديث لـ"السومرية نيوز" "نطالب من المالكي واياد علاوي وطالباني التدخل لوقف معاناتنا، من يقوم بهذه العمليات اناس مجرمون".
ووفقا لتقرير اعدته منظمة حمورابي التي تعنى بحقوق الانسان، فقد سجل العام المنصرم تصاعداً في عمليات استهداف المسيحيين مقارنة بالعام الفين وتسعة، حيث خلف 2010 حوالي المائة شهيد فضلا عن عشرات المصابين ومئات العوائل النازحة الى كردستان وخارج العراق.
ورغم استمرار عمليات استهدافهم، يرفض المسيحيون اي تدخل خارجي في العراق بسبب موضوع استهدافهم. بهذا الصدد يقول عضو مجلس النواب العراقي خالص ايشوع في حديث لـ"السومرية نيوز" "نحن لا نريد تدخلاً خارجياً، فالعراق قادر على حل تحدياته بنفسه، بكل مكوناته، لكن ما نطالب به من الاتحاد الاوربي والامم المتحدة هو الضغط على منابع الارهاب، ومن المحتمل ان تكون دول الجوار تمتلك هذه المنابع".
https://telegram.me/buratha

