بغداد / كاظم تكليف السلطاني
اقامت دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة اصبوحتها الثقافية السنوية تخليدآ لهذه الذكرى العظيمة واحتفاءآ بهذا الحضور الخالد وبرعاية مديرها العام الشاعر المبدع نوفل ابو رغيف في هذه الاحتفالية ونحن نعيش واقعة الطف كربلاء لا بد من لقاء الضوء على كربلاء حيث طلت في ارضها سحابة الدم الحر الشهيد فأنبتت اجيال الشهداء الثوار وها هي اصداء الصوت لابي الذي اطلقه الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليهما السلام ) تتردد في وادي الطفوف وتقرع مسامع الاجيال وتطوف في ربوع التاريخ اعصارآ يعصف بالطفاة وبركات دم يهز عروش الظالمين ويوقظ الضمائر الحرة هاهو صوته يروي ويملأ مسامع الزمن ( لا اعطيكم بيدي المطاء الذليل ولا اقر اقرارالعيد ) ان رجل التاريخ اللامع هذا واسطوره الملاحم والكفاح وكل الاباء والشرف هو الحسين فمن هو هذا الحسين (ع ) وما هي معالم هذه الشخصية الفذة العملاقة هو الحسين السبط بن امير المؤمنين عل بن ابي طالب ( ع ) ولد الحسين ( ع )
فاستقبلته الاسرة النبوية بروح الحب والحنان فسماه رسول الله في طفولته بمشاعر الحب والحنان وكان يحمله واخاه الاكبر ويعلن عن هذا الحب الابوي الكريم ويقول ( اللهم اني احبهما واحب من اجبهما ) هذا هو الحسين في قلب رسول الله ومن عرفة وشريعته وقد نشأ في بيت من اكرم بيوتات الاسلام واعزها وهو بيت رسول الله (ص ) وتربي على خلقه ومبادئه فكان مثال الورع والتقوى وقدوة الاخلاص والزهد والعبادة قوي الشخصية شجاعآ غيورآ على الاسلام والامة ذو شخصية قيادية عظيمة شديد التمسك بالحق قوي الارادة لا تأخذه في الله لومة لائم فبهذه الصفات العظيمة وبهذه الشخصية العبقرية وبهذه المكانة الاجتماعية الفريده صار الحسين (ع) قوة فعالة في ضمير التاريخ الاسلام وارادة حية تؤثر عبر الاجيال لقد نحت له هذا المجد العظيم تمثالآ في قلوب كل حر ابى يعرف للانسانية حقها وللمبادىء والقيم قيمتها فهو مثال الحر الابي ومثال الثائر المنتصر للمستضعف المظلوم ومنار الأحرار يقودها الحسين سالكاً الدرب الذي اعتاد الناس سلوكه متحدياً السلطة والقوة والمطاردة
وفي مقدمة الافتتاح قراءة سورة من القرآن الكريم ثم عزف السلام الجمهوري وعرض صور ليوم عاشوراء ثم قراءات شعرية وبحضور عدد كبير من اعضاء مجلس النواب والسادة الوزراء المدراء العامون في وزارة الثقافة وعدد كبير من الادباء والصحفيين والاعلاميين وكانت الكلمة الاولى للسيد المجاهد نوفل ابورغيف المدير العام لدار الشؤون الثقافية بعنوان ( ثقافة الاحتفاء بالحسين (ع) ليس عابرآ ان يقف الزمن كل عام عند مثابة اوقفته قبل ما يزيد على الف واربعمئة عام لينطلق من جديد في كرنفال مهيب تؤكده الاجيال حقيقة ترسخ في الضمائر والعقول وليست هوية الحسين بسائلة عمن يذود عنه انما نجتمع كما مئات الملايين في الدنيا لنعبر عن شيء من العشق والالتفاف والوفاء او نعلن شيئآ من التشبث بهذا الالق الكبير نحتفل بالموت عندما يكون من طراز الموت على رمضاء كربلاء ونحتفل بالسبايا عندما يكون السبي درسآ من دروس الحقيقة الشجاعة وعنوانآ للصبر والامتداد نحتفل بالدمع الذي يلحق فوق ذرى الاجساد التي تقطعت بالحراب
وتناثرت تحت حوافر الخيل لتجمع شمل الفضائل وتصون ماء الوجوه وهكذا نحفظ الوصايا نستذكر القلة التي غلبت والكثرة التي سحقها اقدام التاريخ نعيد التأمل في فضاء الخلود لنقرأ الانسانية على طريقة كربلاء ونقرأ الوفاء على طريقة انجمها السبعين نكتشف الشمس التي حفظت للزمن الحسيني كل هذا الضياء ونقف في جانب النهار الذي يحتضن الحياة ولكننا وفي غمرة الدرس الحسيني المتوهج وفي لحظة التوحد مع الذات بعيدا عن اثر الاخر واسقاطاته تتجلى اسئلة عديدة وتستيقض علامات استفهام بحجم الوعي الذي تضمه منظومة الحسين لتطوق سهامآ ما زالت توجه الى هذا العنوان الخالد اننا نلوذ بظلال عاشوراء ونتفيأ ذاكرة الضحايا ونستذكر وعدآ قطعته الاجيال ان لاتنسى حسينها حسين الوعد الصادق والالق والوثوق هكذا ايها الاحبة نلتقي في موسم الحسين والحسين موسم مفتوح نجتمع بأسم الثقافة وتحت خيمتها فننشر عبق الشعائر ونتوقف طويلآ عند ضوئها الشاسع نتأمل ما قيل عنها وما نال منها وما يروج من اجل خلخلتها فلا نجد الا العودة باتجاهها مدحجين بعاطفة الانتماء محملين بقناعاتنا الشفيفة بعيدآ عن شكوك الاخرين وهواجس الخوف من الحسين رمزآ وفكرة وامتدادآ وبينما تتعالى اصوات يتقاذفها موج القلق المستريب من هنا او هناك وبينما يعيد التاريخ نفسه تحت مقولة عنوانها ( كل يوم عاشوراء ) ونحن نستحضر لحظة فارس بني رياح وانعطافة وهب نصرانيآ وشسع نعل القاسم وهو يعدل ضجة القوم ويعلو عليها انها قصيدة الحياة الكبرى ونصها المفتوح ولوحتها المرسومة بأنامل الرفعة والخلود مرحبآ بكم في رحاب الحسين مرحبآ بكم في رحاب الشؤون الثقافية وانتم تؤثثون معنا لحظة اخرى في مشهد المحرم من كل عام تأكيدآ على قناعة ستظل عصية على رياح الحسد والخيبة مضيآ في مشوار النور والاعتدال وقبول الاخر على وفق الرؤية التي انتجتها مسيرة كربلاء وحفظتها جذوة الحسين (ع)
وقد تحدث الدكتور عبد الرضا الدليمي قائلآ : واقعة كربلاء ظاهرة كونية متفردة ومقترنه يحمل معاني انسانية وقيم اخلاقية للخير والحق لذلك فأن واقعة الامام الحسين (ع) ساهمت في اجتذاب ملايين المسلمين في بقاع مختلفة من العالم لزيارته واشتداد الى ظريحة الطاهر.واخيرآ كانت قصيدة الشاعر عامر حمزة قائلآ : وتأتي برغم السنين وتمضي قريبا وتأتي سلامآ بكل الدهور وتبقى اميرآ وتدري بأن العراق يئن عليك وان الصغار تتوق اليك
https://telegram.me/buratha

