بغداد/ لندن/ اور نيوز
أطلقت منظمة العفو الدولية حملة عالمية تدعو لاطلاق سراح العميد في الجيش العراقي السابق رمزي شهاب أحمد المعتقل في سجن تسفيرات ملعب الشعب "تسفيرات الرصافة" في ظروف غير انسانية، حسب منظمة العفو الدولية، منذ السابع من كانون الاول 2009 والذي شارك في الاعداد لانقلاب ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مع مجموعة من كبار الضباط جميعهم من الموصل في مطلع التسعينات من القرن الماضي، فيما حثت زوجته الحكومة البريطانية الى بذل جهودها لإطلاق سراحه.
وقالت منظمة العفو الدولية: ان السلطات العراقية لم توجه حتى الآن اي تهمة لأحمد، واكدت انه تعرض للتعذيب في سجونها وطالبت بإطلاق سراحه، فيما قالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية: ان سفارتها في بغداد تدخلت لدي الحكومة العراقية لاطلاق سراحه.
واضافت ناطقة الوزارة: ان الحكومة العراقية وعدت السفارة في بغداد التحقيق في هذا الموضوع. لكن زوجة المعتقل رابحة القصاب وهي ايضا تحمل الجنسية البريطانية قالت ان السلطات العراقية ظلت تنكر لممثلي السفارة البريطانية اعتقال زوجها لفترة طويلة قبل ان تقر باعتقاله لاحقاً.
وقالت ناطقة الخارجية البريطانية ان ممثلي سفارتنا في بغداد قد زاروا المعتقل مرات عدة وهم على اتصال مستمر مع السلطات العراقية حول هذا الموضوع. وروت رابحة القصاب: ان زوجها رمزي احمد البالغ الثامنة والستين من العمر عاد الى مدينة الموصل في مسعى وساطة لاطلاق سراح ابنه عمر الذي اعتقل.
وقالت زوجة الضابط العراقي الذي اعدم رفاقه وفـّر هو الى كردستان: ان زوجي وصل الموصل في 10/11/2009 ثم جري اعتقاله بعد اقل من شهر من وصوله الي المدينة، مشيرة الى انه جري ترحيله الي مطار المثني في بغداد قبل ان يتم اكتشافه كأحد المعتقلات السرية الخاصة بالتعذيب التابعة للمكتب العسكري لرئيس الوزراء نوري المالكي ويتسبب في فضيحة كبرى تناقلتها وسائل الاعلام المحلية والاجنبية اثر اكتشاف مئات المعتقلين فيه من اهالي الموصل الذين تعرضوا لتعذيب بشع في هذا المعتقل.
وقالت زوجة العميد رمزي شهاب احمد انها عرفت باعتقال زوجها من خلال احدي المنظمات الانسانية الغربية التي التقت معتقلي سجن المثنى اثر الكشف عن الفضيحة واعلمت اقاربهم في الخارج عن اماكن اعتقالهم.
ويرزح ما يزيد علي الف ومائتي رجل من اهالي الموصل بعضهم دون العشرين في سجون المالكي واغلبها سري منذ اكثر من سنتين وسط صمت عارم في جميع الاوساط السياسية المحلية والدولية.
واوضحت: تبين لي لاحقا ان عمر "نجل زوجي قد ظهر في اعترافات مصورة في قناة تلفزيونية رسمية قال فيها إنه يعمل لصالح دولة العراق الاسلامية الجناح السياسي لتنظيم القاعدة، وان والده يرسل له مالاً لتمويل الجماعات المناوئة للحكومة".
وكشفت عن ان المنظمة الانسانية قالت لها: ان عمر قدم اعترافاته بعد ان هددته عناصر الأمن الحكومي بانهم سيجعلونه يقوم باغتصاب والده بعد ان تم تجريدهما من ملابسهما، مكذباً ما اعترف به عن دور والده في التمويل المفترض.
وقالت القصاب ان زوجها اعتقل بناء علي وشاية كاذبة من احد اقاربه "ابن عمه وابن خالته" اتضحت للاجهزة الامنية عندما تمت مواجهتهما معاً. واشارت زوجة العميد ان زوجها اضطر للهرب الي خارج العراق بعد اعدام مجموعة من الضباط خططوا لاطاحة صدام عام 1992. واشارت ان زوجها كان احد المخططين لهذا العمل لكنه هرب الي شمال العراق ثم سافر الي الاردن بعد معرفته بالقبض على زملائه بينهم غانم البصو وبشير الطالب من الموصل وغيرهم حيث جري اعدامهم لاحقا. واضافت ان زوجها شغل مناصب عدة في الجيش العراقي السابق وقاد عدداً من ألويته قبل ان يصاب بجروح في معركة الفاو اضطرته للتقاعد عام 1986.
واشارت العفو الدولية الي أن ناشطيها وجهوا 6000 رسالة الي وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تطلب منه الضغط علي السلطات العراقية لضمان أن تتم معاملة رمزي شهاب أحمد تمشياً مع المعايير الدولية لحقوق الانسان والدستور العراقي.
وذكرت المنظمة أن آلاف العراقيين لا يزالون قيد الاحتجاز رغم صدور أوامر قضائية باطلاق سراحهم وصدور قانون العفو العام العراقي في العام 2008 والذي ينص علي اخلاء سبيل المحتجزين بدون تهمة بعد احتجازهم لفترة تتراوح بين ستة و 12 شهراً.
وقالت كيت ألن مديرة منظمة العفو الدولية فرع المملكة المتحدة ان قضية أحمد "مضت فترة طويلة جداً ونحن بحاجة الي أن نري السلطات العراقية تبادر الي حلها دونما مزيد من التأخير، لأن هذا الرجل عاني بما فيه الكفاية". وشددت آلن علي ضرورة "فتح تحقيق في مزاعم تعرضه للتعذيب، واخلاء سبيله أو اتهامه في أسرع وقت ممكن".
https://telegram.me/buratha

