أعلنت قيادة القوات البرية في محافظة البصرة، الاثنين، عن تنفيذ مناورة عسكرية تعد الأكبر من نوعها منذ العام 2003، فيما أكد معاون رئيس أركان الجيش أنها تعكس مدى تقدم الجيش العراقي وتنامي قدرته الدفاعية.
وقال قائد القوات البرية في وزارة الدفاع الفريق الركن علي غيدان في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "فرقة المشاة الرابعة عشر من الجيش العراقي في محافظة البصرة نفذت، صباح اليوم، مناورة تدريبية تعد الأكبر من نوعها على مستوى البلد منذ العام 2003، أطلقت عليها اسم (السيل الجارف)"، مبينا أنها "نفذت بسبب التحديات التي يشهدها الوضع الأمني في البصرة".
وأوضح غيدان أن "المناورة تحاكي تجربة مشابهة سبق وأن مرت بها قطاعات عسكرية في المحافظة"، مشيرا إلى أن "قوات الجيش العراقي ستقوم، خلال النصف الأول من العام المقبل، بتنفيذ أربع مناورات تدريبية، لن تقل أهميتها عن المناورة الأخيرة".
وتضمنت المناورة التي استغرق تنفيذها ساعة واحدة، قصف الجنود لموقع تحصن المسلحين المفترضين على أرض جزيرة المسحب بقذائف هاون، ثم قامت مجموعة من الزوارق القتالية بمحاصرة الجزيرة وتمشيط سواحلها بالأسلحة الخفيفة ومن ثم مداهمتها بالتزامن مع قيام طائرات مروحية بإنزال عدد من الجنود على أرض الجزيرة وجرى بعدها إطلاق نار كثيف قبل أن يتم الإعلان عن قتل واعتقال المتسللين المفترضين.
من جانبه، قال معاون رئيس أركان الجيش العراقي لشؤون التدريب الفريق الركن حسين حبيب في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المناورة التدريبية تعكس مدى تقدم الجيش العراقي وتنامي قدرته الدفاعية، خصوصاً على صعيد مكافحة الإرهاب"، مبينا أن "عملية التخطيط للمناورة استغرقت أسابيع عدة نظراً لأهميتها العسكرية".
وأشار حبيب إلى أن "المناورة نفذها فوج واحد يتكون من أربعة سرايا لكن في العام المقبل سوف نشهد تنفيذ مناورات تدريبية على مستوى لواء يتكون من أفواج عدة".
ونفذ المناورة 600 مقاتل ينتمون إلى الفوج الثالث من اللواء 52 وهو أحد ألوية فرقة المشاة الرابعة عشر، التي تنتشر قطاعاتها في كل مناطق محافظة البصرة.
من جانبه، دعا مدير التدريب العسكري في وزارة الدفاع اللواء الركن عباس محمد إلى أن "المناورة تستحق أن تكون نموذجاً يحتذى به في المستقبل كونها تنطوي على دورس عسكرية قيمة".
وأضاف محمد أن "من بين تلك الدروس استخدام الزوارق البدائية الخاصة بسكان الأهوار في محاصرة الجزيرة من إحدى الجهات، كونها لا تحوي على محركات، بالتالي لا تلفت انتباه العدو".
يذكر أن جزيرة المسحب التي نفذت فيها المناورة هي جزيرة صغيرة غير مأهولة بالسكان، وتقع ضمن نطاق هور المسحب، نحو 60 كم شمال مدينة البصرة، وهي بعيدة عن الحدود العراقية الإيرانية، وقد تضمنت التحضيرات المتعلقة بإجراء المناورة التدريبية إنشاء ساتر ترابي على أرض الجزيرة، فضلاً عن بناء عدد من الغرف المتصلة ببعضها لاعتبارها موقع تحصن المسلحين المفترضين، وكذلك إنشاء أماكن لتسهيل عملية رسو الزوارق القالية وترجل الجنود منها، كما تضمنت المناورة نشر مئات الجنود والآليات العسكرية في المناطق والقرى القريبة نسبياً من موقع تنفيذ المناورة.
https://telegram.me/buratha

