حددت اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي، 8 إجراءات تعزز موقع العراق، ليكون في مصاف دول العالم والمنطقة في الجانب التكنولوجي. يأتي ذلك بعد موافقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على إطلاق مبادرة تستهدف استقطاب الكفاءات من الخارج لتدريب 100 "قائد رقمي" كمرحلة أولى. فقد ذكر مقرر اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي عمار حسين إن "تصنيف العراق وصل إلى المرتبة 77 خلال هذا العام في مؤشر الذكاء الاصطناعي Global AI Index بين دول العالم، والتاسع بين الدول العربية"، عاداً "هذا المركز إنجازاً مقارنة بالتجربة العراقية الفتية بين دول المنطقة والعالم، فهي تحققت بعد تضافر جهود كثيرة، والنهوض بمجال التحول الرقمي الذي أسهم برفع مرتبة العراق إلى هذا المستوى".
وأوضح أن "هناك عوامل يمكن أن تحسن تصنيف العراق الدولي خلال السنوات المقبلة؛ منها التركيز على عملية الأتمتة، ودخول التحول الرقمي الذي يعد ضرورة شاملة وحاسمة في هذا الوقت، وجمع البيانات في مكان واحد، وهو مركز البيانات الوطني، وطلبنا من الوزارات التعاون من أجل أن يكون هناك مكان لتخزين جميع البيانات للإفادة منها، وإنشاء هيئات متخصصة بهذا المجال".
وأكد مقرر اللجنة "ضرورة أن تكون هناك تشريعات تسمح للشركات الدولية المتخصصة بدخول سوق العمل العراقية والعمل بكل أريحية، وأن توجد مبادرات بين القطاعين العام والخاص لدعم الابتكار والريادة في الأعمال الرقمية، والتأكيد على بعض الإجراءات التي تتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وضوابط تسهم في ضبط إيقاع استخدامه في العمل".
كما بيّن، "ضرورة وجود مشاريع حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، ما استدعى استضافة وزراء الموارد المائية والزراعة والتخطيط في الاجتماع الخاص الذي ترأسه رئيس الوزراء، لوجود مشاريع في الإدارة الذكية في هذه المجالات".
ولفت إلى أن "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يقع على عاتقها جزء كبير من هذا التحول، إذ يجب أن تكون هناك براءات اختراع تتعلق بالذكاء الاصطناعي واستخدامه ومحاكاته للواقع العراقي، فضلاً عن الاهتمام بموضوع النشر والاستفادة من تجارب العراقيين في الخارج، وبصورة أدق، من المتخصصين بالذكاء الاصطناعي وتطبيقها في العراق".
وأضاف مقرر اللجنة، إن "رئيس الوزراء وخلال اجتماعه الأخير باللجنة المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، أكد على الجميع ضرورة بذل المزيد من الجهود بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدوائر الحكومية، فضلاً عن إعطاء موافقات لفتح كليات وأقسام خاصة بذلك من قبل وزارة التخطيط من أجل الاستفادة منها في تخريج جيل يحمل الخبرة والكفاءة في هذا المجال".
وأشار إلى أن "وزير التربية وجه بإدخال مادة الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، وأن تكون هناك شاشة ذكية وإنترنت ومختبر للذكاء الاصطناعي في كل مدرسة ورصد التخصيصات لذلك".
بالمقابل، أشاد النائب الثاني لرئيس لجنة التعليم العالي في مجلس النواب ياسين حسن طاهر، بخطوات الحكومة تجاه تعزيز الذكاء الاصطناعي في المشاريع الحكومية وخلق جيل ناشئ في هذا الموضوع.
وذكر طاهر إن "هذه الخطوة جاءت لوضع العراق على المسار الصحيح في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواكبة دول العالم في هذا المجال".
وبين أن "رئيس الوزراء أكد في جميع الاجتماعات الخاصة بلجنة الذكاء الاصطناعي؛ أن العراق سائر بهذا الاتجاه وتطويره والنهوض به، ثم تعميمه ليشمل المشاريع الحكومية والمدارس والجامعات".
وتابع طاهر، أن "مجال الذكاء الاصطناعي هو مجال جديد في العالم، وأن العراق يستطيع اللحاق بهذا الركب، خصوصاً بعد انفتاحه على دول العالم ووصول التقنيات أولا بأول إليه، بعد أن كان منقطعاً عن ذلك قبل العام 2003".
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ترأس قبل أيام، الاجتماع الثاني للجنة العليا للذكاء الاصطناعي، واستمع إلى الخطط الحكومية المتعلقة بتطوير الجوانب الخاصة بالذكاء الاصطناعي للموظفين والقطاعات التعليمية والتربوية وقطاع الزراعة والموارد المائية، بجانب الاطلاع على السياسة التشريعية؛ من أجل إعداد مسوّدة قانون ينظم عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كما اطلع رئيس الوزراء على التفاصيل والمقترحات المتعلقة بإدخال مادة الحاسوب والذكاء الاصطناعي ضمن مناهج وزارة التربية في العام الدراسي المقبل، ووافق السوداني على إطلاق مبادرة تستهدف استقطاب الكفاءات من الخارج في القطاعين الحكومي والخاص، من قيادات وموظفين، من خلال تدريب 100 قائد رقمي كمرحلة أولى، واطلاعهم على أحدث التجارب في هذا المجال، بإشراف خبراء دوليين، وذلك من أجل صناعة السياسات وتنفيذها في سبيل رفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
https://telegram.me/buratha