د.أمل الأسدي ||
في بيوتنا البسيطة الأنيقة، هناك حيث الطيبة والنقاء ونساء الفطرة، أمهاتنا المعدلات، في الكاظمية المقدسة، كانت الجدة سكنی الشيخ علي الأسدي، تحرص علی بيتها كثيرا، ويهمها المطبخ كثيرا، وموقدها لايعرف النوم تقريبا، وبجانب الموقد توجد " المكينة أم الفتل" بآنيتها الذهبية وقدرها الأسود، تلك" المكينة" كانت رفيقتها، تشهد معها حزنها ودموعها في عاشوراء، وفرحها وابتسامتها في المولد النبوي والغدير ورأس السنة في الربيع، فتارة" تهدر جدر الدولمة عليها" وتارةً "تدرخ" الزردة عليها، وتارةً تطبخ " الحامض شلغم" بكبته الخاصة عليها... الخ من الأطعمة...وهذا غير "قوري الچاي الفرفوري الحاضر دوما مع الكتلي"
وإذا ما تعرضت المكينة لعطل ما، أو كُسر القوري
فإنها تنتظر( خياط الفرفوري) اليـهـودي ليخيطه ويصلح قدر المكينة بقطع التنك، فقد كان اليـهـود يعملون في النسج والنجارةوالصياغة والتصليح، تقريبا يعملون في كل الحرف المنتشرة آنذاك، وكانوا يحبون المال كثيرا، ويتصفون بالبخل، ومنهم من يتجول لشراء الأثاث القديمة أيضا، لذا من من الطرائف التي يرويها الأجداد، أنه إذا التهبت عيون الاطفال، وظهرت(الدگدكة) أي الجدجد أو شعيرة العين، ينتظر الأطفال مرور اليهـودي في الدربونة، لينادوه: يـهـودي يـهـودي تشتري؟ فيقول لهم: ماذا؟
فيقول الطفل المصاب: دُگ دُگ من عيني العينك يزبُگ!
يعتقدون أن ذلك يشفي العين من الالتهاب!
ومن الطرائف الأخری التي يروونها عن اليـهـود،أنه إذا ولد لليهـود طفل، ويكبر حتی أربع أو خمس سنوات، يأتون بشوكة مدببة كثيرا وحادة، ثم يغرسونها في كفه حتی يصرخ من الألم وتسيل الدماء!!
ثم يسألون الطفل؟ من فعل بك هذا؟؟
فيقول: الشوك!!
فيقولون له: لا تنس الشوك الذي جرحك!!
ف الشوك يعني: الشين= شراكة
الواو= وكالة
الكاف= كفالة
ثلاثة أمور إياك أن تفعلها؛ فإنها مثل الشوك!!
هكذا كانوا يفكرون ومازالوا، بينما يفكر الماضون من الأهل والحاضرون، بيومهم الذي يعيشونه، ومأكلهم ومشربهم، يفكرون كيف تمر الأيام بسلام وحسب!
لا خطط ولا طمع ولا بخل!
فلكل أمة خصالها!
https://telegram.me/buratha