سوريا - لبنان - فلسطين

بعد التوسُط الأميركي للقاء حزب الله، هل أدركَ الغلمان في لبنان مصيرهم؟


 

د. إسماعيل النجار ||

 

خُطابٌ لِمَن يفهم، والعاقل فقط مَن يُدرِك العواقب ويستبق الأمور.

حزب الله، هو الوحيد في لبنان الذي يعرف العقل الأميركي تمام المعرفة، كيف يُفَكِّر،وكيف يتصرف،ومتىَ يشتري ومَتَىَ يبيع.

أيضاً، حزب الله هو الوحيد الذي يعرف نوع البضاعه المُربِحَة، التي يجب أن يشتريها الأميركي، وتكون سَهلَة البيع كما كانت سهلَة الشِراء.

دورثي شَيَّا سفيرة الشيطان في لبنان، من مكان إقامتها في عوكر، تُرسِلُ إلى عبيدها قُصاصاتِ أوراقٍ صغيرة، توزعُ من خلالها المهام بين العبيد والغلمان، من دون أن تتَعَنَّى لمحادثتهم أو تتكَبَّد عناء استقبالهم والقيام عن كرسيها لهم لمصافحتهم.

وعندما يزور وطنَ الأرز مسؤولٌ أميركيٍ رفيع، يتسابق سنديان الدولة العميقة لتقبيل اليد التي تنعشهم بالعملة الخضراء،وإنحناءة النائب بطرس حرب أمام جيفري فيلتمان وتقبيل يده، المُوَثَّقَة بالصوت والصورة، هيَ خيرُ دليلٍ وشاهدٍ على ما نقول.

بينما عندما يرتبط الأمر بحزب الله، هنا تلعب الهيبة دورها الكبير.

طبعاً هنا الحديث ليسَ مع سمير جعجع أو فارس سعَيد أو سامي الجمَيِّل، أحفادَ يوضاس خائن دم المسيح.

لكن الحديث هنا مع القوَّة والهيبَة، مع نبرَةالوقار والسطوَة، مع الأسيادوالنِدِّية.

أمريكاوقادتها يَتَهيَّبآن المقاومة، فيرسل قادتها الكبار الرسائل عبر الوسطاء لحزب الله: أنِ اجلِسوا معنا ولكم ما تريدون،خذوا لبنان وما فيه من عبيد وغلمان.

لكنّ مافي لبنان رخيصٌ،

بنظرالمقاومة،رخيص لا يَفِي بالغرض.

ولأنَّ هذه المقاومة بحجم انتِصاراتها وصمودها وهيبتها، لا تقبلُ من الأمريكيين أثماناً بخسَة، لا تكفي لشراء أشعاث نِعال المقاومين،يكونُ الرفض سيد الردود، كقاعدة مركزية يعتمدها الحزب في خطابه مع أسياد البيت الأبيض.

إنَّ ثَمَن ابتسامة سماحة الأمين على الدماء، بوجه أمريكا، لن يكون ثمنها أقلَّ من فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر.

الطلبُ الأميركي، ورفضه من قِبَلِ قيادة المقاومة جاءا بنفس الوقت الذي زار فيه سفير مملكة بني سعود تلفزيون الجديد، لتوزيع المهام والشوكولاته؟!

الأمر الذي أكَّدَ المؤكَّد، وهو أنّ تحسين الخياط حَوٍَلَ قناةالجديد إلى دُكان للبيع والشراء، حيثُ بضاعته القديمة، التي نعرفها،بالية ومردودة له وعليه،وليست ذات فائدة أو منفعه، وآثارها على المقاومة، كانت أقرب إلى "الطوز" الصحراوي السعودي، الذي تنفخه الريح الحارّة في صيف المملكة اللاهب، فيمُرُّ من حولنا ناعماً هادئاً، فلا نتأثّر به.

بعد كل ما جرى اليوم، أصبحَت لدينا أشياءُ كثيرةٌ لِنُفْرِدَ هاعلى مرأى أولَئِكَ المنبطحين: بائعي الكرامة والوطن ونقول لهم:

أولاً : أنتم لستم سوىَ سلعة أميركية قابلة للمساومة، بالبيع كما بالشراء، ونأمُلُ أن تفهموا ذلك.

ثانياً : حبذا لو تتعظون من سايغون وكابول، قبل أن يُدرِككم السقوط من الجو وأنتم متمسكون بمهابط الطائرات، وتصبحون بلامغيث أومنقذ.

ثالثاً : إذا كنتم لا تريدون أن تتعظوا من سايغون وكابول، فافهموا معنى الطلب الأميركيّ المُلِحِّ للقاء حزب الله، أيُّها الأغبياء، دققوا في الأمر: أميركا تطلب اللقاء.

حزب الله يرفض.

أخيراً،نقولُ لكم:والله مانحن ظلمناكم، ولكنَّكم أنتم لأنفسكم ظالمون.

اللّٰهُمَ فاشهَد أنّنا قد بَلَّغنا ما بلغنا، وأطنبنا.

 

بيروت في....

               19/1/2022

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك