· د. إسماعيل النجار *||
🔰 واحدة من المحاولات السوداء الألف فشلَت اليوم وتخطىَ لبنان من خلالها مفترَق طُرُق خطير وصعب للغاية كادَ يُطيح بالوطن ويُعيدنا إلى ماضٍ أليم وأسوَد وسنينٍ غابرة لا زالت أحداثها محفورة في ذاكرة مَن عاشوها وخاضوا غِمارها.
[كما كل مَرَّة كانَ للمواقف والصِعاب رجالها المُضَحين فيها والمُحَذرين والمتسامحين كرمَىَ لعيون الوطن وسِلمَهُ الأهلي،
رجالٌ من أصحاب المواقف التي يُشهَد لها عندما ترتجفُ الرُكَب.
[ السيد حسن عبدالكريم نصرالله، أمين عام حزب اللَّه، كانَ أهم رجالات هذه المرحلة الصعبة والمنعطف الخطير الذي مَرَّ بهِ لبنان يوم الخميس ٢٠٢١/١٠/١٤ فتلقَّى بصدرهِ الموقف الصعب عندما تَلطَّى الآخرون وأخذ على عاتقهِ المواجهة مع القَتَلَة وحَمل دماء الشهداء،
[هو الموثوق القادر على تهدئة النفوس وإطفاء الغضب الشعبي المشتعل جَرَّاء جريمة نكراء أرتكبها قتلَة مأجورون ومجرمون من حزب القوات (الصهيولبنانية) بأوامرٍ صريحة وواضحة لا لُبسَ فيها من قائدهم المجرم الجبان سمير فريد جعجع.
[هذا المنعطف الذي كادَ أن يُفجِرَ لبنان إختلطت فيه الأمور كثيراََ بسبب تكرار الإستخفاف بالدم الشيعي من قِبَل بعض عناصر وضباط الجيش اللبناني الذين لم تُظهِر التحقيقات حولها حتى الآن عن حقيقة الدافع الذي جعل جندياََ يطلق النار بشكل مباشر على مدنيين عُزَّل! وبدأَ التساؤول الكبير هل أن تصرفه نابعٌ من شخصهِ أم أن أوامرَ عُليا أعطيَت له لكي يقوم بذلك؟
بكِلا الحالتين تترتب على الجندي ومَن وجََههُ إذا وُجِد أمر عسكري مسؤوليات قانونية، لأن هناك مُطلق نار قاتل بلباسٍ رسمي عسكري وسلاح أميري والضحِيَة مواطن مدني أعزَل مسالم غير مقاوم،
[جائت إقالة مدير العمليات العسكرية في الجيش وتعيين بديلاََ عنه لتؤكد المسؤولية المُتَرَتِبَة على هؤلاء الضباط وإلَّا لَما كانت الإقالة، ولا نعلم إذا كانت ستعتبَر تقصير أم خطأ أو فعل مقصود.
[ أما الموقوفون الباقون من عناصر القوات الجعجعية تزداد أعدادهم في كل يوم نتيجة الإعترافات التي يدلي بها بعض الموقوفين من مُطلقي النار، حيث تخطى عددهم الثلاثة وعشرون موقوفاََ يجري التحقيق معهم لمعرفة مَن الذي أعطى الأوامر لهم،
ومَن الذي مَدَهم بالسلاح والذخائر؟
ومَن الذي سَهَّلَ وصولهم الى المنطقة وأسطُح المباني؟
ومَن الذي سَهَّل خروجهم من المنطقة بعد إنتهاء مهمتهم.
[ بكل الأحوال المخطط التفجيري فشِل وتم تفكيك هذا اللغم الخطير والبلاد إنتقلت الى مرحلة تحديد المسؤوليات وإجراء المحاكمات لتصبح على طاولة القضاة قضيتين أساسيتين مهمتين هُما جَريمَتَي خلدة والطيونة، المطلوب هوَ سلوك الدرب القضائي القانوني الصحيح فيهما من دون أي ترتيبات ومخرجات وتسويات وواسطات أو تهاون.
[بعد التأكد جلياََ من أن جعجع هوَ مَن إتخذَ القرار واعطى الأوامر وبعد شرح سيد القَوم تفاصيل الأهداف القواتية المَرجُوَة مِمَّا حصل،
كانت شاشات الفتنة الصهيولبنانية المأجورة مهيئة وجاهزة بكافة كوادرها وطواقمها التحريضية لتتولَّى عملية الرد الناري على خطاب سماحة السيد الذي أحرقهم وأحرجهم وأدخلهم في آتون المسائلة وقلب رأي ألشارع المسيحي ضدهم بالدليل والحُجَة.
وثم تمَ الإنتقال الى إكمال ما بدأوه بإيعاز مُحَركي هذه المشاريع الفتنويَة الى نَوَر خلدة لقطع الطريق أمام الناس وإقفاله بالحجارة حتى يُقال أن مشكلة السيد نصرالله ليست مع القوات فقط إنما هيَ مع المسيحيين والمسلمين وكل اللبنانيين بهدف قلب الحقائق وشيطنة الحزب والقول أن حزب الله غير مقبول لبنانياََ!.
[ لكن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام، لأن للمقاومة أعيُنٌ ترصُد وآذانٌ تسمع وتتلقَىَ الخبر اليقين؟ وهيَ غير مستعدة للمسامحة أو التفاوض او النقاش في مسألة الدم البريء الذي نزفَ برصاصات الغدر الصهيولبنانية بأوامرٍ من سمير جعجع.
[خُطاب السيد نصرالله قطَع آمال الجميع من صهاينة وأميركيين وجعجعيين وكتائب محاولتَهم اعادة عقارب الساعه الى تاريخ ١٣ نيسان ١٩٧٥.
ونبَّهَهُم سماحته أن حماية السلم الأهلي بالنسبة إليه تعادل حماية لبنان من اسرائيل ولا مساومة او تهاون فيه.
[ هنا علينا كمقاومة وحلفاء أن لا نمُد أرجُلَنا ونترَحرَح بمُجَرَّد إن أنتهى الخُطاب، ونعتقد أن الأمر إنتهى بمجرد أن هددنا او ارسلنا رسائل قاسية للأعداء.
فالعدو الصهيوني ومن خلفه أميركا وزبانيتهم في لبنان لديهم مخططات كثيرة جاهزة لتفجير الوضع الداخلي كبديل عما حصل، كما لديهم مأجورين وعملاء كثُر داخل مؤسسات الدولة وخارجها، لن يتوانوا عن إعادة الكَرَّة في مكانٍ آخر وبأسلوبٍ آخر لذلك علينا أن تبقى أعيننا مفتوحة وآذاننا صاغية لأن ما عجزوا عن تحقيقه بالقناصات ربما يسعون اليه بالتفجيرات وتنفيذ عمليات إغتيال لشخصيات استخدموها حتى استنفذوها وأصبحت بالنسبة اليهم خشبة محروقة يتم اغتيالهم ويستثمرون بدمائهم، وبعد تنفيذ عملهم الشياطين سوفَ يكيلون الإتهامات للمقاومة على طريقة عام (٢٠٠٥) وربما تكون بعض هذه الشخصيات دينية أو إعلامية أو قضائية أو غيرها ذات صلة بمجريات الأمور التي حصلت من أجلها المجزرة،
لأن العدو إذا اراد الإستثمار سيحاول البحث عن أهداف ذات قيمة طائفية ومذهبية تكون دمائها مادة حارقة تشعل الشارع في حربٍ قد لا تُبقي ولا تُذِر.
[ لبنان لم يَعُد يحتمل مغامرات ولا مؤمرات جعجع وآل الجميِّل ومَن لَفَّ لفيفهم، ولا يحتمل اللعب على الحبال من السعادين؟ ولا الحرباء مرغوبٌ بشراكتها بعد اليوم، لذلك أصبح لزاماََ على المسؤولين فيهذا الوطن المُمَزَق أن يقفوا أمام مسؤولياتهم التاريخية من أجل عدم اعادة عقارب الساعة الى الوراء أو السماح للفتنويين بتحقيق طموحاتهم التقسيمية على حساب وحدة اللبنانيين وسبيل عيشهم، وعدم القبول بأي محاصصة أو أمن بالتراضي،
أيضاََ يجب عدم ربط ملف لبنان بأزمات المنطقة لأنَّها لا تنتهي وتحتاج الى عشرات السنين لحلها، فقدرة اللبنانيين غير متوفرة وإمكانياتهم أصبحَت بسيطة في ظل وضع مالي واقتصادي منهار،
لذلك يجب علينا أن نُوَحِد صفوفنا ونُكَثف جهودنا من أجل التصدي للميديا الإعلامية المعادية لنُشَكِلُ بوجهها سداََ فكرياََ منيعاََ لكي لا تُفسِد أفكار وعقول أفراد مجتمعنا ولكي لا نُختَرَق في البيئة المُقاوِمَة لكي لا نُهزَم، ونأمَن شر كل شيطانٍ رجيم.
✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
21/10/2021
https://telegram.me/buratha