✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 يجب أن يُمَيِّز اللبنانيون بين العدو والشقيق، لأن البعض فيه يحاول عبر وسائل الإعلام المساواة بين سوريا العربية قلب العروبة النابض، وبين إسرائيل الكيان الصهيوني المجرم الغاصب من ناحية ترسيم الحدود بين البلدين،
[ منذ مدة وقناة أل MTV الناطقة باللغة العربية التي تَبُث من بيروت دأَبَت على إستخدام عبارات خلال نشراتها الإخبارية وتقاريرها الصحفية تُقارب فيها بين البلدين من دون الأخذ بعين الإعتبار أن إسرائيل عدو وسوريا شقيق
ومن دون التمييز أن سوريا بلد عربي مقاوم وجار وتربطنا معه علاقات ود ومحبة وروابط صلة إجتماعية، وأن الكيان الصهيوني الغاصب المتربع على صدر فلسطين العربية هوَ عدو لا نعترف بهِ أبداََ.
[ إنَّ مسألَة ترسيم الحدود بيننا وبين سوريا لا تخضع لأي رهانات أو مطامع أو سياسات عدائية من قِبَل الشقيق إتجاه لبنان،
بينما تأتي المطالبة فيها من الجانب اللبناني وتحديداََ من بعض ألأطراف الحليفة لواشنطن بنيَة الكراهية والإبتعاد عن سورية، ولَو إنهم استطاعوا لَبَنوا جداراََ عنصرياََ كالجدار الذي بَنَتهُ إسرائيل بين لبنان وفلسطين وفي الداخل بين الضفة الغربية وأراضي ال ٤٨ بطننا وبينها بإرتفاع شاهق!
[ نعم وصلَ الحقد بِمَن هم محسوبين بالهوية على لبنان إلى هذا الحد من الإنحطاط والعنصرية والحقد والكراهية لسوريا،
[ ومَن يمنعهم بكل تأكيد في الوصول إلى تحقيق أحلامهم هي فئَة أخرىَ من اللبنانيين تُمَثِل قُوَّة مُقاوِمَة مُحِبة لها وتربطهم بها أواصر صلة قرابة وصِلَة رحم واجهوا الارهاب معها وقدموا فلذات أكبادهم كرمىَ لعينيها ولن يسمحوا لأولئك الضلاليين أن يفردوا أجنحتهم على لبنان أو أن يحققوا حلم إسرائيل بالإنفصال عنها.
**أما قضية ترسيم الحدود مع إسرائيل هي مسألة أخرى، هيَ مسألة وَطن، ومسألَة كرامة، ومسألَة عقيدة وثقافة معادية للصهيونية ومعادية للإحتلال، ومعادية للخنوع والإنبطاح التي يمارسها الآخرين وهيَ حق لن نسمح بالتفريط بهِ،
[ أيضاََ إعادة ترسيم الحدود البحرية مع قبرص فرض واجب من أجل استعادة ما يقارب ال( 2600 كلم مربع) غنية بالغاز والنفط تخلى عنهما فؤاد السنيورة عام 2007 عندما ارسَلَ وفداََ من شخصين فقط ووقَّع معها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية من دون أن يقدم لبنان أي خريطة للمنطقة الإقتصادية الخالصة له والذي واجهته قبرص بوفد تقني خبير ورفيع المستوى من تسعة خبراء وَمهندسين بحريين.
[ إنَّ المساواة بين سوريا والكيان الغاصب نعتبره خيانة عُظمَىَ يرتكبها المتملقون للكيان الصهيوني وأمريكا والغرب،
وسبب ذلك أنهم خُلِقوا ليكونوا بالفطرة غلمان تابعين ومنبطحين حقراء أمام العدو واللائحة تطول.
[ ترسيم الحدود مع حكومة الكيان الصهيوني يأخذ منحىََ آخر بخلاف الوضع الحدودي بين لبنان وسوريا،
[ فمع الكيان الغاصب يجب أن نكون حازمين بعكس ما دَرَجَ عليه السياسيون اللبنانيون اللذين يتحدثون بالإعلام شيء ويتصرفون بالخفاء شيء آخر،
وللتأكيد على هذا الأمر فإن الحكومة اللبنانية تعرف جيداََ حقوقها وحدودها المائية مع فلسطين المحتلة، لكنها في العام ٢٠١١ عندما كانت برئاسة نجيب ميقاتي أرسلت رسالة الى الأمم المتحدة تعلمها فيها أن حدود لبنان البحرية تقع على الخط ٢٣ بينما أن حدود لبنان البحرية الحقيقية تقع على الخط ٢٩ وما يؤكد ذلك هوَ تقرير الشركة البريطانية UKHO التي اعلنت بوضوح أن حدود لبنان البحرية تقع على الخط ٢٩ وليسَ ٢٣ كما ارسل الجيش اللبناني رسالة الى وزارة الدفاع والخارجية ومجلس الوزراء تؤكد أن حقوق لبنان البحرية تقع على الخط ٢٩ لكن نجيب ميقاتي لم يوزعه على مجلس الوزراء لأسباب غير معروفة! ؟؟؟.
[ الرئيس نبيه بري تَبَلَّغَ أن الخط ٢٩ هوَ الخط الصحيح الذي تصل اليه حقوق لبنان المائية، ولم يُحَرِك أي أحد ساكناََ بالموضع عملياََ سوى بالتصريحات من دون أن يقوموا بأي خطوة عملانية لإرسال المرسوم ٦٤٣٣ الذي اصدرته الحكومة اللبنانية عام ٢٠١٠ وابلاغ الأمم المتحدة بذلك.
[ هنا لنا الحق أن نسأل] : لماذا أرسل ميقاتي خريطة الخط ٢٣ للأمم المتحدة ولم يرسل المرسوم ٦٤٣٣ ليحافظ على حدود الخط ٢٩ الذي يمثل حق لبنان في باقي المياه الإقليمية! ؟
مَن أوعَزَ له؟
مَن مَنَعهُ؟
لماذا صَمَت الباقون؟ لماذا لَم يتحرك الحقوقيون وباقي اللبنانيين للمطالبة بإبلاغ أمين عام الأمم المتحدة بالمرسوم رقم ٦٤٣٣ وارساله اليه؟
أليسَ من الأجدَر بنا أن ننتخلص من خوفنا على مصالحنا الخاصة، ونتبع أنفسنا ونُلَبنن قراراتنا بدلاََ من تنفيذ املاءآت الغرب علينا!
ألآ يجب أن ننتهي من لعبة اللفلفة والمداهنة والصمت؟
ألَم يؤن الأوان لكي يقوم فريق وازن من اللبنانيين ويرفع الصوت ويقول لعملاء أمريكا كفىَ؟
هذه مياهنا وحقوقنا علينا أن لا نتنازل عنها مهما كلف الأمر؟
كفى مسايرة وجُبن؟
✍️ * د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
23/9/2021
https://telegram.me/buratha