✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 وصلت الأمور في لبنان قِمَّة التعقيد والتَخَبُط بين جميع الأفرقاء وعلى كُل الصُعُد حتى بدا الأمر وكإن كل فريق أصبحَ له مشروعه الخاص وأصبحَ لبنان والهوية الوطنية خارج حساباتهِم الخاصة، والسبب إنعدام الثقة بين جميع الأفرقاء، والتحريض الخارجي الذي يستهدف المقاومة وحماية المصالح الشخصية، وحُب البقاء.
الإنقسام في لبنان أصبحَ أفقياََ وعامودياََ وحصلت تحولات في الرأي العام نَتَجَت عن الظروف الإقتصادية والمالية وأزمة الدواء والمحروقات.
أَضِف إلى كل تلك الأزمات قضيَّتَي المرفأ والتحقيق الجنائي اللتان تُشكلان رأس حربة الإنقسام بين الأفرقاء السياسيين اللذين يتفقون في مكان ويختلفون في مكانٍ آخر في مشهدٍ مُحَيِّر لطبيعة التعاطي السياسي مع القضايا الوطنية الحساسة والمهمة كلٌ حسب مصالحه السياسية والشخصية،
في التحقيق الجنائي إجتمعت كل الأطراف كتلة واحدة لتعطيله ما عدا حزب الله والتيار الوطني الحر وبعض الأفرقاء القلائل، والأسباب واضحة وضوح النهار وهي حماية أنفسهم من إنفضاح أمرهم بالوثائق والمستندات والذهاب نحو المحاسبة،
(2) قضية إنفجار المرفأ الواضحة أيضاََ وضوح الشمس والتي يحاول البعض من الموظفين سياسياََ تكرار إتهامات عام ٢٠٠٥ وتوظيف القضية سياسياََ لصالح المشروع الأميركي وإتهام فريق دون آخر والإدعاء إستنسابياََ على الأفراد اللذين ينتمون إلى فريق المقاومة دون الإقتراب من باقي الشخصيات والمرجعيات السياسية التي من المفتَرَض أنها كانت في موقع المسؤولية آنذاك،
يتناغم معها تصريح فرنسي رسمي صدرَ عن هيئة التحقيق التي تَوَلَّت الكشف على مكان الإنفجار بإن ما حصلَ في المرفأ ليسَ عملاََ إرهابياََ ولا بفعل قنبلة أو مقصود، في خطوة سياسية فرنسيه تهدف إلى إخراج اسرائيل من دائرَة الشَك وضمان عدم إتهامها تماماََ كما فعلوا بملف إستشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله.
** أمَّا في موضوع التشكيل الحكومي الذي أخذَ وقتاََ أكثَر مما ينبغي بعد تعهد الرئيس المكلف بوضع سقف زمني لتكليفه، بدأَت الأمور تأخذ منحىَ إلقاء المسؤوليات على حكومة حسان دياب لجهة رفع الدعم ودخول النفط الإيراني تهرباََ من حملهما الثقيل وتبعاتهم السلبية شعبياََ وأميركياََ،
بما معناه أن الرئيس المكلف محمد نجيب ميقاتي يريد أن يشكل حكومة على (نظيف( وأن لا يتحمَّل أيَّة مسؤولية من تبعات هذين الأمرين الكبيرين، في أسلوب مغاير لواقع حاجة لبنان إلى رجال أشداء يرفعون عنه الضيم يوم الملمات الصعبة، لكن على ما يبدو أن (العادة أسوء من الحُب) في وطن الأرز حيث اعتادَ كل رئيس حكومة أن يسهل الدرب أمامه للوصول إلى السراي من دون تعب وأن لا يصلح ما افسده الدهر ورائه ولا يتحدث به،
لأن عطارين السرايا الحكومية ما يهمهم هيَ مصالحهم الشخصية وليست مصلحة الشعب.
بكُل الأحوال لبنان دَخَل مرحلة الإنهيار والإنفجار، الذي إذا حَصَل سيحصد رؤوس لَم تَكُن تتوَقع في السابق أن أحداََ سيطالها، وسيغيِّر توازنات ويُغَيِّر معادلات ويرسم خريطة سياسية للبلاد غير تلك المجنزرة بصيغة ١٩٤٣ البالية،
بعد ذلك لا الدستور سيبقى؟
ولا القوانين ذاتها ستبقى؟
ولا الوجوه الصفراء الخبيثة ألتي نهبتنا ستبقى؟
وكل شيء سيتغيَّر.
**حزب الله لا يفرض نفسه بديل عن الدولة ولا يريد ذلك ومهمة السفن أخذت من حَيِّز إهتماماته السياسية بشكل عام الكثير لأن أي وقت يُهدَر يذهب من طريق المواجهة مع العدو في المكان الصحيح ويعتبر إلهاء له.
لذلك كان يفضل أن تقوم الدولة بواجباتها وأن تلتزم حاجات شعبها ويكون الحزب بذلك مرتاحاََ من عبئ الإهتمام بتأمين البدائل،
ولكن اللعبة السياسية إقتضَت أن يلعب دور المنقذ بديلاََ عن الدولة لأنه يحترم شعبه ويتألم لألمه، فكانت خطوته واجباََ إنسانياََ وشرعياََ على مقولة،
(مُجبراََ أخاك لا بَطَر).
مشاكل لبنان المعقدة سياسياََ والأسباب أميركية بالكامل أمامها استحقاقات كبيرة وكثيرة تحتاج الى هذه الخطوات وهي :
1_تشكيل الحكومة،
2_التحقيق الجنائي،
3_إنفجار المرفأ،
4_مكافحة الإحتكار،
5_تأمين الكهرباء،
6_تأمين الدواء،
7_تأمين المحروقات_
8_إنجاز إنتخابات نيابية_
9_إصلاح سياسي وإداري_
10_محاكمة الفاسدين_
**مشروع ضخم يحتاج الى إرادة وأكُف نظيفة وروح وطنية وعدم مُدارات،
مَتىَ يتحَقق؟
لبنان أصبحَ مُفلساََ مالياََ وبشرياََ.
✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha