✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 فلنخرُج من التَقيَة السياسية ونتكلم بوضوح، لأن إشتداد الأزمة الإقتصاديَة في لبنان سينتهي بإنفجار لا مثيل له في السابق، [والأمر مُتعلِق بحياة المواطن اليوميَة فالأمر أصبَحَ لا يُطاق والتدهور الإجتماعي مستمر بسرعة والإنحدار نحو عُمق الهاوية أسرع مما يتصوَر البعض.
بينما لا زال السياسيون متمترسون خلف مواقفهم كُلٌ على تَلَّهُ الصغير والحكومة المستقيلة عاجزة عن تصريف مياه الشتاء من ساحة القصر الحكومي،
[الرئيس بِرِّي يسعى لتدوير الزوايا بين الرئيسين عون والحريري! هذا إن بقيَ زوايا في لبنان لتدويرها، ويتمسك بسعد الحريري رئيساََ مكلفاََ كَمَن يراهن على حصان مشلول تتجاهله أميركا وترفضه السعودية!
[ الرئيس نبيه بري يعلم تمام العلم أن تمسكه بسعد الحريري ليس لأنه المنقذ الوحيد او الفرصة الأخيرة أو لعدم توفر البديل عنه في لبنان وهو يعلم اي (الرئيس بري) انه إذا صَلُحَت النوايا في النفوس فإن لبنان غني بالشخصيات التي تستطيع تَحَمُل المسؤولية والعمل على إنقاذ البلَد في اللحظات الأخيرة المتبقية له على قيد الحياة ككيان محترم ومستقل، والمسألة تحتاج فقط إلى عدم شخصنة الخلافات والقليل من التواضع والتنازلات؟
[الرئيس نبيه بري عريق وعتيق يعرف جيداََ أن سعد الحريري أصبح خشبة محروقة سياسياََ في حال لم يتم تعويمه سعودياََ، وأن تمسكهُ به له هدفين مزدوجين أحدهما مواجهة العهد بشخص الرئيس ميشال عون، والهدف الثاني مجاراة الفرنسيين اللذين يتمسكون بسعد جكارة بالسعودية،
وبين هذا وذاك نحنُ كمواطنين لبنانيين أصبحنا محاصرين، وتُهنا بين المستعمر الفرنسي، والبعير السعودي، والثور الأميركي الذي يجفف التُربَة من مياهها تحت أقدامنا في لبنان، والشعب محاصر مغلوب على أمره ويئِن تحت وطأة الفقر والغلاء والجوع والرئيس بري يرفض كافة الوساطات او ألحلول الوسط للتفاهم مع رئيس الجمهورية من أجل إنهاء الأزمة التي تشخصَنَت بالكامل!
**الجميع في لبنان يتحدث عن الأزمة وحتى الآن لا نعلم ما إذا كانَ مفتعلوها مخلوقات أتوا إلينا من كوكبٍ آخر أم هم لبنانيون!
[ فإذا كانوا من كوكبٍ آخر فليشرحوا لنا ذلك وكيف؟
[وفي حال كانوا لبنانيون فليقولوا للشعب مَن هُم وليسَمُوا الأشياء بأسمائها لكي نعرف إذا كان المسؤول عن هذا الإنهيار هوَ أحد ملوك الجن السبعة ولا قدرة لأحد أن يطاله أو يحاسبه أو يراه.
[ الناس تصرَخ وتستغيث وكل يوم نشهد صدامات على محطات البنزين ويحترقون تحت أشعة الشمس اللاهبة بإنتظار دورهم لتعبئة ٢٠ ليتر في خزانات سياراتهم،
والجميع يعلم أن الأزمة مفتعلة وأن حجة التهريب إلى سوريا غير مقبولة لأن سوريا تعاني من نقصٍ حاد في مادة البنزين منذ سنوات وكان التهريب منذ ذلك الوقت في أَوَج مجده ولا زال ولم تكن هناك أزمة في لبنان.
[ إن شركات استيراد البنزين العاملة في وطننا جميعها شريك بالحصار وبإفتعال الأزمَة ويتلقون التعليمات من مصادر غربية معروفة بالإسم،
وكافة العروضات التي قدمها حزب الله للدولة اللبنانية لشراء البنزين والمازوت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية رُفِضَت لأسباب واهية أو وُضِعَت أمامها شروط تعجيزية وعقبات،
[ المواطن اللبناني لم يعد بمقدوره الإحتمال أو الصبر،
[ لذلك نناشد أرباب السياسة وخبراء تدوير الزوايا أن ينتبهوا الى أن الإنفجار الكبير والقريب الذي لا زوايا له لتدويرها إنما له شرارات ستتطاير وستحرق تحتها وأمامها وحولها كل صغيرة وكبيرة أصبحَ قآبَ قوسين او أدنىَ من بلوغ السماء.
**أيها السادة المتسيدون انتم لستم آلهة ونحن لسنا آلآت ميكانيكية تشغلونها وتطفئونها ساعة تشاؤون، ولسنا عبيداََ ولا ساسة خيل في إسطبلاتكم؟ نحن بشر حوصرنا بأفعالكم ودمرتنا سياساتكم فليصحى ضميركم قليلاََ لان الفقراء والمحتاجين لَم يعُد لديهم طاقة ليحتملوا ضغوطات أكثر مما هو البلد عليه الآن والجميع أصبح يعرف أن سبب المشكلة هي أنتم وبقائكم في السلطة سيزيد من تعقيدات الأزمة ورحيلكم هو الحل إرحمونا يرحمكم الله، وكفىَ تعذيباََ بنا، ثلاثون عام كانت كافيه لإعادتنا إلى العصر الحجري بسبب تفاهاتكم السياسية ولن يزيدوا عاماََ واحداََ بعد وهذا قرار كل الشعب.
وعندما ترفع الناس الصوت وتصرخ وتطالب الأقوىَ لكي يجد حلولاََ يُكون السيل قد بلغَ الزبى لديهم وهذا حقهم على مَن كانوا له سنداََ وعوناََ يوم الضيم الكبير وقدموا فلذات أكبادهم ولم يبخلوا أبداََ،
والأكيد أن مَن أنتخوه هوَ صاحب نخوَة لن يخيب آمالهم ولا يخون ثقتهم لأنه الأمين الصادق الوعد وسينقذهم بإذن الله.
✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
8/7/2021
https://telegram.me/buratha