✍️ *د.إسماعيل النجار ||
🔰 صفيح السقف السياسي في لبنان تزداد حرارته ويرتفع رويداً رويداً بعد التحولات الدراماتيكية بالمواقف التصعيدية المستجدة لبعض الأفرقاء السياسيين على الساحة اللبنانية، بدءً من البطريَرك الراعي الذي كان قد طالب بالحياد وصولاً إلى التدويل والإستجداء الخارجي عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وصولاً إلى حزب القوات اللبنانية التي عزفت على أورغ بكركي ووليد جنبلاط الذي وضعَ نفسه مكان الإلَه {حورِس} منتقداً السيد نصرالله ويتحدث عن الأخلاقيات لديه في سابقة غير معهودة من التجروء الجنبلاطي إتجاه سيد المقاومة فاجئت الجميع حتى بِتنا أن نقول نيابةً عنه أنها لحظة تخلي وقع بها جنبلاط على شاشة أل LBCI بالأمس ولم تكُن مقصودَة بتاتاً.
🔰 لا زلنا نراوح مكاننا في موضوع التشكيل الحكومي وندور في الفراغ بينما رئيس الحكومة الأسبق والمُكلَّف سعد الحريري يتنقل بين باريس وأبو ظبي وبيروت يغادر ويعود بخُفَي حُنين من دون أن يحصل على موافقة سعودية بالتأليف أو ضوء أخضر للإعتذار،
فيبقى التكليف معلقاً بذمته حتى يرضىَ ولي الأمر السعودي بينما الشعب اللبناني يئِن تحت وطئَة الجوع وتحرقه نيران الأسعار الملتهبَة والبطالة،
🔰 على المقلَب الآخر الضوء الأخضر الأميركي أُعطيَ للزبانية في لبنان لبدء حملة المطالبة بالتدويل، وضَجَّت شاشات الإعلام اللبنانية بالمُنَظِرين وأصحاب الفتاوَىَ ولعبة تقاسم الأدوار مُتٍَقَنَة بدقَّة وعناية بين جميع أعضاء فرقَة الأوركسترا اللذين يتناوبون بين الظهور على وسائل الإعلام، وإرسال الرسائل الخطية إلى المحافل الدولية المختلفة، والمطالبة عبر العظات عن المنابر، ناهيك عن المنسقين سراً وعلانية، وبعض من ولدوا {أبناء سبعة} وبدأوا تجربة العمالة بفبركة الفيديوهات لتشوية صورة المقاومة وغيرهم مِمَن حصدوا على ظهر المقاومة المَن والسلوَىَ والعز والجاه والسُلطَة.
🔰 في كل الأحوال كل هذه الهرطقات السياسية لَن تأتي أُكُلُها مع تصميم حزب الله على الصمود والتصدي لكل الفتكات والمؤامرات التي تُحاك بين أَروِقَة الداخل اللبناني والداخل الصهيوني وعند أجهزة المخابرات الأميركية.
**فإنَ أولَئِكَ الخائفون والمرتعبون من قوة المقاومَة واللذين إنهزموا أمام مقاتليها في كل المواجهات لَن يتجرأوا على خوض حرب معها خوفاً من ملاقاة المصير الأسوَد الموعود.
**ولا حتى أولَئكَ المُرجفون وأصحاب الوجوه المُقَنَّعه يستطيعون تغيير مسار القافلة التي انطلقت وستصل الى فلسطين، {عمق فلسطين}
🔰 هيَ آخر الأوراق الأميركية تلعبها إدارة ترامب قبل الولوج الى منطقة التهدئة والمساومَة لن يطول وقتها طويلاً لأن اللذين يختنقون داخل الكيس المضغوط ليسوا أبناء بيئة حزب الله فقط، وأن الجميع بداخله بينما يشدد الأميركي الخناق عليه من دون جدوى.
**إلى مَتىَ؟
🔰 الجواب بسيط لطالما أنكَ تضرم النار في منزل يجمعنا وعائلتكَ فإننا مطمئنون بأنك ستطفئها بيديك قبل أن يفلَت جحيمها من عقالها، وفي حال الإصرار
حينها يجب على الشركاء في الوطن أن يعرفوا مقدار قيمتهم وحجمهم وكم يساوون عند الأميركي والسعودي والإسرائيلي،
وفي حال لَم يفهموا فإننا مستمرين بمواجهة كافة المشاريع الأميركية الصهيونية في منطقتنا حتى لو اتهمنا الكون بأكمله بأننا سبب ما يحصل.
🔰 في نهاية المطاف مشروعنا لبنان القوي الحر السيد المستقل حسب قرائتنا للواقع. وليس لبنان السيد المستقل كما يرونه وهو تابع؟
** أخيراً وليسَ آخراً أسابيع قليلة َليست أشهر ستكشف خفايا سياسية عظيمة كانت مخبئة لسنوات يتتبدل فيها خرائط التحالفات ويصبح فيها الحزب أحزاب والتيار تيارات والحركة حركات وستختلط الدماء من كل الفئات.
♦️ حمى الله لبنان ونصره.
✍️ *د.إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
23/2/2021