أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن “تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي وضع خلالها روسيا في صف واحد مع تهديدات عالمية مثل فيروس الإيبولا وتنظيم /الدولة الإسلامية/ لا تعكس أبدا رأي المجتمع الدولي”.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “إيتارتاس” عن لافروف قوله في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ الروسي: “إن زملاءنا الأمريكيين لديهم عادة التحدث بالنيابة عن الجميع واستخلاص استنتاجات لا يشاطرهم الكثيرون فيها“.
وأضاف “من المؤسف في الواقع أنه وبدلا من التركيز على جوهر المشكلات وعلى الجهود الجماعية لحلها استنادا إلى القانون الدولي والتعاون في مجلس الأمن الدولي.. باتت قضايا في غاية الخطورة ذريعة لتوجيه الاتهامات سواء فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية أو الوضع الراهن في كل من سورية والعراق وليبيا”.
إلى ذلك قال لافروف في تصريحات لقناة “روسيا” التلفزيونية: “إن السرعة التي تحول فيها حلف شمال الأطلسي /الناتو/ إلى العبارات واللهجة القاسية والاتهامات الأحادية وغير المقبولة على الإطلاق والتي لا أساس لها ضدنا بشأن الأزمة الأوكرانية أثبتت أنه لم يتخلص بعد من عقلية الحرب الباردة”.
وأشار لافروف إلى أن “هذا أمر محزن جدا لأننا كنا قد بنينا علاقاتنا بعد الأزمة بالقوقاز” مؤكدا “أن الحرب الباردة اليوم ليست هي نفسها كما كانت قبل سنوات فالحرب الآن يجري تنفيذها في مجال فضاء المعلومات فيما الحرب الباردة الكلاسيكية حتى وإن كانت تتضمن وسائل الإعلام فقد كانت أضيق بكثير مما يحدث الآن إذا أخذنا بالاعتبار فضاء الانترنت وإمكانياته الواسعة “.
وعزا لافروف أسلوب الغرب الحالي في التعامل مع بلاده إلى عدم وجود خبراء في الغرب بما يكفي لإدراك وفهم الشأن الروسي.
وفي مقابلة مع “القناة الخامسة” الروسية قال وزير الخارجية الروسي: “إنه لم يرق لأحد استعادة روسيا قوتها الاقتصادية تدريجيا بعد حقبة الاتحاد السوفييتي وعودتها للحديث في الساحة الدولية بصوت مستقل وعدم تلقي وصفات من العواصم الغربية وأولها واشنطن”.
وأضاف لافروف “إن أفكارا راجت حول مآسي نهاية التاريخ وعدم وجود مستقبل للتنمية والمزاعم بأن العالم بالكامل سيعيش على استخدام المناهج الغربية” ولكن وبعد فشل هذه التنبؤات استشاط البعض غضبا وبدؤوا يوجهون اللوم لنا بسبب سوء مزاجهم وفشلهم وهو امر غير مقبول بالنسبة للسياسيين الحقيقيين.
ورغم ذلك أكد لافروف أن “روسيا منفتحة على أي شكل من أشكال الشراكة في حال تم ذلك على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة ” لافتا إلى أن “هذه هي الطريقة التي نقيم فيها علاقاتنا مع دول عدة منها الصين والهند والدول الأعضاء في مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون “.
وقال لافروف: “من الواضح أن هدفنا هو أن يعيش شعبنا في رخاء قدر الإمكان لذلك علينا تطوير الاقتصاد وأن نعيش ضمن ظروف سلمية ويكون لدينا شركاء أجانب لتنفيذ مشاريع تعود بالفائدة المتبادلة وتسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية “.
وفي هذا الإطار أعلن لافروف أن روسيا والمكسيك تتحركان الآن باتجاه توقيع اتفاقية إلغاء تأشيرات السفر وقال: “إن بعض دول أمريكا اللاتينية لم توقع على اتفاق نظام التأشيرة الحرة معنا والمكسيك واحدة منها ولكننا اتفقنا مع الخارجية المكسيكية على أن يتم التحرك باتجاه ذلك “لافتا إلى وجود دولة أخرى من دول أمريكا اللاتينية لم توقع على الاتفاقية وهي دولة بنما.
وأضاف “بالنسبة إلى الهندوراس فإنها بلد رائعة يتولى سلطتها اشخاص مسؤولون ولدينا علاقات جيدة جدا معهم ” مؤكدا أنه سيوصي كل الروس أن يقوموا باستخدام اتفاقية إلغاء التأشيرات معها وأن يقوموا بزيارتها فهي مقصد رائع للسياح.
9/5/140930
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)