حميد الشاكر
في جمعة واحدة اكثر من خمسة تفجيرات في بغداد وديالى وحدها تستهدف فقط حسينيات يؤمها المؤمنون من المصلين في صلاة كل جمعة !.(( تفجيرات دموية قرب جامع الشروفي في منطقة الشعب شمال شرقي بغداد ، و حسينية الرسول الأعظم في منطقة جسر ديالى جنوب شرقي بغداد وحسينية الصدرين في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد و حسينية الحكيم بمنطقة الكمالية شرقي بغداد و حسينية الإمام الصادق في حي الإعلام جنوب غربي بغداد )) حسب ماجاء في النشرة الاخبارية لهذا اليوم !!.كأنما الارهاب الصدامي اراد في هذه الجمعة الشعبانية ان يجعلها جمعة الحسينيات الدامية والمتقطعة الاعضاء والمتناثرة الاشلاء الانسانية العراقية !.ماذا يعني (للأمنيين وللسياسيين ولعامة الشعب العراقي ) ضرب الصداميين وبوتيرة واحدة حسينيات الشعب العراقي وفي اقدس يوم للمسلمين وفي قعر دار المناطق التي تبسط الدولة السيطرة عليها ؟.اولا : للشعب العراقي يستهدف الصداميون ان يقولوا : :(( ان دولتكم العراقية الجديدة التي جاءت بعد حكم الصداميين القتلة فاشلة في حماية ارواحكم من جهة ، وانها هي من يقوم بهذه الافعال الارهابية الاجرامية لقتلكم بدليل ان التفجيرات تقع في امكنة تسيطر عليها الدولة تماما من جهة اخرى !.وبهذا يكون الصداميون قد ضربوا عصفورين بحجر واحد :الاول : هو القول للشعب العراقي :ان الحاكمين في العراق الجديد اليوم والذي انتخبتوهم بدمائكم هم اناس فاشلين وضعفاء وغير قادرين ولا احرار بتفيذ القانون حقيقةً في ادارة الحكم وتسيير الدولة وحفظ الامن فيها بشكل طبيعي !!. .وثانيا : خلخلت ايمان وثقة الشعب العراقي بامانة ونزاهة الحكومة العراقية من خلال الايحاء للشعب ان حاميها حراميها ، وان الذي من المفروض ان يبسط ويحافظ على الامن في العراق هو من يعبث به وبارواح الشعب العراقي من جانب آخر !.وبهذا تسقط ثقة الشعب بادوات حكومته التنفيذية ليصبح الرعب مرتبطا بقوى الامن بدلا من ان يرتبط الامن بهذه القوى لتنقلب المعادلة كلها ضد الدولة وليس بصالحها ؟!!.ثانيا :للقوى السياسية العراقية الحاكمة ، يحاول ان يقول الارهاب الصدامي من خلال تفجير الحسينيات في الجمعة الشعبانية الدامية : ان الحاكم على الارض الشعبية العراقية وعلى الحقيقة وبعيدا عن ترف القصور وصالات الاستقبال الحكومية هي القوى الاجرامية الصدامية التي تبسط سيطرتها على الشارع العراقي وتتحرك فيه بكل حرية ، مما يجعلها تخترق اي زقاق او شارع او حي في العراق من جنوبه الى شماله بلا عوائق تذكر للعمليات الارهابية ، لاسيما ان الايحاء الصدامي في مثل هذه الحالات الارهابية يوحي لسياسيي العراق القابعين خلف مكاتبهم المكيفة ان الصداميين مخترقين بامتيازلاجهزة الدولة الحكومية بالكامل مما يهيئ لهم سهولة الحركة والتنقل تحت غطاء الحكومة والدولة نفسها لزرع الارهاب في اي مكان شاءت !!.وعليه لامفر لهؤلاء السياسيين من الخضوع للمطالب الارهابية الصدامية ، والتعامل معهم على اي وجه اذا اراد السياسيون استقرارا سياسيا وامنيا في العراق الجديد ، وإلا استمرار هذا الارهاب الى مالانهاية !!.ثالثا : رسالة للقوى الامنية العراقية تقول لهم : ان هذا التنسيق في ضربات الارهاب الاجرامية الصدامية ، ودقة التوقيت ، وانتخاب الاماكن التي هي بالفعل تحت سيطرة وحماية القوى الامنية العراقية ....الخ ، كل هذا يبعث برسالة واضحة لاجهزة الامن العراقية وانها :اولا : اجهزة مخترقة من الرأس حتى اخمس القدم استخباريا من قوى الشرّ الارهابية الصدامية .ثانيا : انها اجهزة عاجزة تماما عن القيام بوظائفها لحماية مواطنيها من هجمات الارهابيين ، بحيث ان الارهابيين الصداميين اي مكان قصدوه بالامكان الوصول اليه .ثالثا : كتحد لذكاء قوى الامن العراقي ، وانها قوات لاتدرك حتى معنى الزمان الامني ، فإن قوى الارهاب الصدامية تنتخب الجمعة كيوم مقدس لدى المسلمين ، ومتوقع فيه خروج الالاف حشودا لذكر ربهم ، وانه يوم جزما تكون قوى الامن العراقية مستنفرة امنيا لحركة الشارع العامة فيه....الخ ، ومع ذالك كله يجعل الصداميون خروقاتهم الامنية في نفس اليوم الذي يكون امنيا بامتياز لتقول لقوى الامن العراقية : انظروا كيف انتم اتفه حتى من ادراك اومعرفة الزمن الامني الذي ينبغي ان يكون فيه الاستنفار مئة بالمئة ، في نفس هذا الزمن نحن الصداميون نضرب بكل قوة اجرامية لنقتل المئات بينما انتم تغطون في نوم ماقبل صلاة الجمعة !!!!.
الحقيقة ان مجمل الرسالة الارهابية الصدامية في يوم الجمعة الدامي هذا ، يوم نكبة الحسينيات العراقية ، وكيف ان مقصود الارهابيين الصداميين اثارة النعرات والنزعات الطائفية بين الشعب العراقي تريد القول لكل من في العراق الجديد اليوم : انكم مازلتم لاتحكمون انفسكم بانفسكم بدليل ان الارهابي يلقى عليه القبض صباحا ليتعشى مع خليته الارهابية ليلا في غرب العراق بعد اطلاق صراحه باسم حقوق الانسان ووساطة الحزب الاسلامي ، وان الصداميين الارهابيين بالفعل هم من يتحكم بمعدلات الرعب والطمأنينة في الشارع العراقي ، وإن البعثيين موجودون في داخل الدولة العراقية وفي كل جزء من اعضائها في البرلمان وفي العسكر وفي الامن وفي الرئاسة ... وفي كل مفاصل الدولة ولهذا لايمكن للدولة ان تضبط الامن او تسيطر على المعلومة الاستخباراتية بدون ان تتسرب للمجاميع الارهابية الصدامية ، وانهم سوف لن يسكنوا حتى اسقاط العراق وامنه وارجاع عقارب الساعة الى الوراء والعودة لحكم الشعب العراقي كعبيد لعائلة في العوجة او الموصل او الفلوجة او تكريت لاغير !!!.هذا هو مجمل الرسالة وعلى القارئ ان يدرك التدابير التي ينبغي ان تؤخذ على غرار مضامينها ليستمر العراق الجديد بالحياة والاستمرار .
https://telegram.me/buratha