دائما تتبجح دوائر الاستخبارات بمهنيتها ودقة معلوماتها والمفروض تكون لخدمة البلد بشعبه قبل حكومته وان اصبحت اليوم سوط بيد الحاكم الظالم لاسكات كل من يتجاوز على عرشه .
اليوم مع التقنيات الحديثة اصبحت دقة المعلومة اكثر بكثير عن ما كانت عليه سابقا ، وهنا تبادر في ذهني هذا السؤال على ماذا تعتمد منظمة حقوق الانسان في استقاء المعلومة التي تثبت انتهاك حقوق الانسان من قبل اي جهة كانت شخص ، حكومة ، او منظمة ، ام انها مجرد اعتماد قوانين واصدار استنكارات ؟ على اساس انها اصدرت عدة اتفاقيات منها اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية (1948) ـ سنة 1948 وفي هذه السنة بدات الصهيونية بابادة الفلسطينيين ، والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (1965) ـ وهذا ما يقوم به الكيان الصهيوني بافضل وجه وباعتراف شرفاء العالم ، واتفاقية حقوق الطفل (1989) ـ هذه الاتفاقية التي جعلها الكيان ورق تنظيف في المغاسل ـ ، وحتى تتاكد من الالتزام بهذه الاتفاقيات هل لها استخبارات ؟ كلا ليس لها استخبارات بل تعتمد على ما يرفع لها من انتهكت حقوقه لها او لمجلس الامن وهنا يعتمد القرار المتخذ من قبلها على هوية المنتهك حقوقه هل يستحق ان تسترد حقوقه ام كلا اي ينظر الى ديانته وقوميته ، وكم من مظلوم قالوا له فليذهب الى جهنم وبئس المصير .
ما يجري في شمال غزة تحديدا وبعيدا عن تاريخ الصهاينة الاجرامي ليس قبل (75) سنة بل منذ ثلاثينيات القرن العشرين ، لنطوي دونها كشحا واعود الى ما يجري في شمال غزة ، هل بحاجة منظمة حقوق الانسان الى وثائق لاثبات اوحش واقذر انتهاك في تاريخ الحروب لان المنتهك حقوقه مدنيين وخصوصا اطفال ونساء .
الولايات المتحدة تتابع ما يجري لكنها تهتم الى قوة قنابلها وطائراتها في سفك الدماء وانتهاك حقوق الابرياء لتفتخر ما تصنع وتتباها امام روسيا بان لها اسلحة قمة في الاجرام ، الـ سي اي ايه لا تتجسس على الانتهاكات بل على من لايقوم بانتهاك حتى يتم تصفيته
نعم ما يجري في غزة وتحديدا شمالها هو المعيار الحقيقي لاثبات شرف وضمير وغيرة الانسان عندما يطلع على هذه الانتهاكات وبيده قرار او مساحة من التحرك لغرض ايقاف هذا الانتهاك ولم يفعل فليعلم انه لا يعتبر من الانسانية بشيء .
ولا ابالغ او اكابر ان قلت ان منظمة حقوق الانسان هي عبء على الانسان ان لم يكن لها يد في انتهاك حقوق الانسان ويقول العرب رب حكمة تخرج من افواه المجانين وها هي حكمة خرجت من فم ترامب المجنون عندما انسحب من المنظمة في فترة رئاسته قائلا لا توجد حقوق للانسان في هذه المنظمة بمعنى انه لا يعترف بها بانها تصون حقوق الانسان انها حكمة بليغة من صلب واقع العالم المتحضر العلماني .
اما حكاية ابناء الدين حكاية سيكون لها الاثر البالغ عبر الاجيال وحكاية ابناء القومية سيكون لها سواد قبيح في وجوه حكامهم لما اقترفا في سكوتهم او تواطئهم او تطبيعهم على ما يجري بحق الانسان في فلسطين وعدم اتخاذ ما يمليه عليهم الدين او العرق .
على الجانب الاخر سيذكر التاريخ ما اقدمت عليه ايران ومقاومة لبنان ، بل انهما اتاحا فرصة للعرب لمسح عارهم خلال كل المواجهات مع الكيان سواء كانت حروب او دبلوماسية او اقتصادية الا انهم وصل بهم الحال اخفاء رؤوسهم في التراب كالنعامة .
هذا الكيان الذي يتمادى في انتهاك حقوق الانسان سببه خسة البيت الابيض وانبطاح حكام العرب العملاء ، كيف ستنتهي هذه الماساة ؟
https://telegram.me/buratha