تحظى العلاقات بين إسرائيل وإيران بتوتر على مستوى المنطقة مما أثّر على مستوى المنطقة والعالم .
من خلال التحالفات التي ترتبط بها إيران وموقعها الجغرافي مستوياتها المتقدمة من خلال التطور العلمي والثقافي والتكنولوجي ، فضلاً على أن إسرائيل أيضا تحظى بدعم دولي من خلال الدول الصناعية الكبرى وبعض الدول المنطقة ، وأيضا لا يمكن نكران تطورها وتقدمها بالقضايا التكنولوجية والأمنية ولها أساليب قد لا يستخدمها الإنسان المؤمن الشريف . لأنها تستخدم أساليب العصابات من قتل واغتيالات وما شابه ذلك .
اتناول في هذا المقال بعض ما يمكن عرضه في هذه الكلمات القصيرة لكي لا اطيل على القارئ الكريم .
تعد العلاقات بين إيران وإسرائيل أكثر تشنجاً وتوتراً في منطقة الشرق الأوسط بل في العالم ، نعم قد هناك بعض المشاكل التي لا يمكن نكرانها كالعلاقات المتوترة بين ، الصين وفيتنام ، روسيا وأوكرانيا ، بشكل او بآخر .
ولكن منطقة الشرق الاوسط تحظى باهتمام كبير لما تحتوي من خيرات ومنابع للنفط والغاز وله دور كبير فضلاً عن البعد الديني التي تعتقد به إيران والبعد الديني التي تعتقد به إسرائيل كدولة يهودية تعتبر نفسها هي الدولة الفاضلة والدولة التي لها قيمة على الآخرين .
وأنا أعتقد أن هذا التوتر بشكل خاص ، بسبب العديد من العوامل :
* الديني :
يعتبر الصراع بين إيران وإسرائيل صراع ديني بحت ، لانه يحاكي قضية صراع وجودية وصراع كوني بين الحق والباطل ، بينما تعتقد به إيران أنها دولة إسلامية تلتزم بمعايير الرسالة المحمدية التي تتقابل مع كيان غاصب محتل قد قطع جزء مهم من الأراضي العربية و الإسلامية فيكون من الواجب الديني والأخلاقي للجمهورية الإسلامية أن تدافع عن هذه المنطقة وعن هذه البقعة التي اغتصبتها إسرائيل ، فضلاً على أن هذه المنطقة تحتوي على أول القبلتين وتعتبر مقر ومنزل ومهبط الملائكة وكثير من الأنبياء ، لذلك يعتبر الصراع ديني بحت .
* السياسي :
فهناك غايات وأغراض للعدو الصهيوني يحاول من خلال العمل السياسي الدؤوب لكسب بعض الدول الجارة و تحجيم دور إيران ، وبث الثقافة الصهيونية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول ، فكان الصراع السياسي بين إيران وإسرائيل من خلال كثير من المواقف السلبية التي قام بها الكيان الإسرائيلي الغاصب .
* النفوذ الإقليمي :
تتنافس إيران وإسرائيل على النفوذ في المنطقة العربية مما يزيد في التوتر بينهما ، لأن إيران تريد أن تجعل من منطقة الشرق الأوسط منطقة حرة كريمة غير تابعة لأي كيان ، لكي تدير شؤونها بنفسها لما تمتلكه من خيرات ولا تسمح لأي دولة غاصبة أن تتحكم بمقدرات هذه المنطقة ، اما إسرائيل تريد أن تجعل الشرق الأوسط منطقة ذات نفوذ يهودي إسرائيلي صهيوني تابع لها ، وإلى الدول العظمى خصوصاً أمريكا وبريطانيا ، لذلك تحاول إسرائيل من خلال نفوذها السياسي أن تتغلغل بالمنطقة وكذلك التحكم بقرارات أغلب دول المنطقة للسيطرة عليها .
وما تقوم به إسرائيل من أعمال قتل واقصاء وتهجير واغتيالات وإبادة جماعية لكل ما له من وجود في منطقة الشرق الأوسط ، وخير دليل ما جرى في غزة ولبنان وما يحدث في المنطقتين ، ولذلك نرى تصاعد تأثيرات وتوتر بين إسرائيل وإيران وهذه التأثيرات السلبية تأخذ المنطقة إلى كارثة لا يحمد عقباها .
لأن طرفي الصراع و طرفي التوتر يمتلكان من مؤهلات ما يؤهله إلى مواجهة الطرف الثاني ، وخصوصاً إيران بعد الثورة الإسلامية التي انتفضت على نفسها واستفادت من تجارب الحرب و الحصار الذي دخلت فيه من خلال ما فرضته الدول الكبرى وخصوصاً أمريكا وبريطانيا ، بالذات في قضية البرنامج النووي .
وهذا الصراع سيأخذنا إلى كارثة ، منها :
احتمال وقوع حرب : قد يؤدي تصاعد وتوتر إلى اندلاع حرب مفتوحة بين البلدين ، ولا ننسى أن إيران لها تحالفات أمنية واستراتيجية ، ولها أيضا أيادي ما يسمى (المقاومة الإسلامية) التي امتدت جذورها بين لبنان والعراق وسوريا وفلسطين واليمن وهناك مناطق أخرى لا يمكن الفصح عنها قد دخلت ضمن هذا الصراع وهي أيادي إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
اما إسرائيل فلا يمكن النكران ، أن لها كذلك بعض الدول الحليفة في المنطقة وخصوصاً بعض الدول الإسلامية والعربية ولذلك لا يمكن التنبؤ في نهايات سعيدة إذا شبت حرب في المنطقة .
تفاقم الأزمات الإنسانية : قد يتسبب تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران أكثر مما نراه .
هل هناك نهاية لهذا الصراع ؟
بالرغم ما موجود من توتر واضطراب على مستوى الطرفين بين إيران الدولة وإسرائيل الكيان الغاصب إلا أنه هناك بعض العوامل التي يمكن أن تساعد في التهدئة ولو بشكل نسبي ، وإلا فالمشروع الصهيوني الذي يخطط إليه هو الاستحواذ على المنطقة برمتها بشكل او بآخر .
لذلك هناك عوامل قد تساعد على إيجاد حلول وتهدئة الصراع :
* دخول طرف ثالث (المفاوضات) : ممكن أن يساعد على تهدئة الصراع ويضمن عدم تدخل إسرائيل للشؤون الداخلية للدول وعدم اعتداءها على الجيران وعدم تدخلها و قتلها لأي مواطن و رجوعها إلى مكانها الحقيقي .
* التسوية السياسية : من الممكن أن تؤدي التسوية السياسية بين إيران وأمريكا من خلال التفاوض على قضية الملف النووي وغيرها من الملفات العالقة قد يكون سبباً لإيجاد تسوية سياسية ، لأن إسرائيل تابعة وخاضعة إلى النظام الأمريكي وهذا من ما يؤثر على انخفاض نسبة التوتر بين إيران الدولة واسرائيل اللادولة .
* التعاون الإقليمي : من خلال بعض المجالس العربية والاجتماعات العربية والمؤسسات العربية ممكن أن يلعب التعاون الاقليمي دوراً هاما في تهدئة التوتر بين إسرائيل اللادولة وإيران الدولة من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة من دون إسرائيل ، لذلك سوف تشعر إسرائيل بالضعف والهوان والضيق وسوف تعتمد على المساعدات الخارجية والبعيدة من (أوروبا وأمريكا) وهذا لا يسد رمق ويكلف النقل والشحن إلى أموال طائلة ، لذلك سوف تضطر إلى العمل على التهدئة وتغير سياستها القذرة و المتكبرة .
*اختتم هذا المقال بالقول إن العلاقات بين اسرائيل وايران تعتبر من أكثر العلاقات توتراً في منطقة الشرق الاوسط ، وأن تصاعد التوتر بين البلدين يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها وتحاول مختلف الأطراف إيجاد حلول لهذا الصراع المستمر ، وربما تكون المفاوضات والتسوية السياسية هي السبيل للخروج من هذه الدوامة الخطيرة .
اعيد وأكرر أن المفاوضات لا تكون مع مغتصب وقاتل بل تكون مع الدول الكبرى من خلال (مجلس الأمن والهيئات العالمية) لكبح جماح إسرائيل لكي لا تتطاول على غيرها .
https://telegram.me/buratha