محمد مهدي الخفاجي
الحُوف هو السرقة بكل اشكالها وكان قديماً ابناء القبائل القدماء يفتخرون بهذا الفعل المشين المحرم ويمجدون القائم بهذا العمل وكأنه قد انجز انجازاً عظيماً ولا تزال هذه النظرة القبلية الجاهلية ممتدة الى يومنا هذا في مجتمعنا وكثيراً ما تُتلى على مسامعنا امثلة تُشجع هذا الفعل القبيح فمثلاً من منا لم يسمع بالمثل القائل (( نايم يا شليف الصوف .... نايم والرجال تحُوف )) أي بما معناه ان من ينام الليل ولا يخرج(( للحُوف )) أي السرقة ليس برجل والكل يعرف معنى الرجل حينما تنعته القبيلة وكم هي مشينة في نظام القبيلة حينما يُنعت شخص انه ليس برجل .
هذه الثقافة القبلية العشائرية الاعرابية التي ارسل الله سبحانه وتعالى انبياء كُثر حتى يقضي عليها ويهدي اهلها الى الدين الحق والطريق القويم تستمر وتتعاقبها الاجيال رغم انكارهم لها شفاهياً لكنهم يمجدوها ويقومون بها ان سنحت لهم الفرصة .
أما اليوم فقد انتقل (( الحُوف )) من منطوقه الضيق القديم حيث كان يسرق الشخص شخصاً اخر في ظلمة الليل سراً وخوفاً الى اكبر من ذلك فقد اصبح المسؤول أو من يأخذ بيده زمام الامور ويتصدى لمنصبٍ ما يسرق في وضح النهار ولا يسرق شخصاً بعينه وحسب بل يسرق شعباً بأكمله ولا يرف له جفن فالحُوف بشكله الجديد اصبح على انواع عدة وطرأته الحداثة والاتكيت والالوان والاشكال .
قمثلاُ لنأخذ على سبيل المثال الاسم الثلاثي لأي مدير دائرة ولقبه ونطابقه مع الاسماء للأشخاص المُعينين حديثاً في دائرته ونحصي النتائج فسنجد ما شاء الله منهم.
ومثلاُ اخر لنحصي موجودات بيت المسؤول او مدير الدائرة المبجل ونطابقها مع كشوفات موجودات دائرته سنجدها كلها أُدخلت مخزنياً بأسم دائرته لكنها تعمل في بيته .
ومثلاً اخير لنحصي البيوت الشاسعة الواسعة والعمارات العالية المبنية حديثاً والسيارات الفارهة الانيقة المسجلة بأسم المسؤول او مدير الدائرة الفلانية او احد اقاربه من الدرجة الاولى والتي هي تعود له بالتاكيد فسنجد ما يشيب له الرضيع ولا اريد الاطالة او التطرق الى املاك خارج العراق لهؤلاء ((الحُوافة الجدد)) فيكفينا ما موجود داخل العراق وفي كل محافظة منه احياء مبنية حديثاً تجلب أعين الناظر خرافتها المعمارية والهندسية واصبح الناس يسمون هذه الاحياء باكملها باسم (( حي الحرامية )) وتوجد في كل محافظة نسخة منها وكلها لمسؤولين ومدراء دوائر (( حُوافة جدد)) والا من اين لهم هذا . محمد مهدي الخفاجي
https://telegram.me/buratha