المقالات

فضائيات نائمة ...وفضائيات مُهدمة

1181 17:07:00 2009-07-29

علي حسن الشيخ حبيب

امكانات القوى الفاعلة في العراق كبيرة ،حتى ان بعض الافراد لديهم فضائيات مستقلة وتعمل على مدار الساعة وتنقل لنا مايقوم بة من الصباح الى المساء وهي تمثل اجندته الخاصة لاغير، وهذا جزء من عمليات التضخيم الاعلامي التي تصوره لنا على انه الاوحد في الساحة الذي يهمه الشعب ومصلحته.ويكون عندها المواطن وتفكيره رهينة لما يطرحه الاعلام الموجه والمرسوم من قبل تلك الاحزاب او الكتل او التجمعات وكل هؤلاء لايخرجون من الاطار الكلاسيكي والخطوط الحمراء الموضوعة من قبل تلك الاحزاب والتيارات السياسية بعيدا عن المصالح العامة للشعب .

وهناك أخطار كبيرة عندما تكون وسائل الاعلام الكبيرة والفاعلة في الساحة الداخلية او الاقليمية هي صاحبة الحظ الاوفر في التشويش المبرمج والنيل من رموز البلد وثوابته الوطنيه . والكل يعلم ان وسائل الاعلام العالمية هي وسائل تجارية وغالبا ما تمثل رأى الذي لدية امكانية الدفع وعندها يكون امكانية تشويشه على الناس اكبر بمقدار حجم القناة التي يشتري برامجها ونوع الاجندهة التي يريد تسويقها .

علما ان القنوات العالمية المعروفة تخضع لضوابط البلد الذي ترسل منه او جنسية المالك لتلك القنوات واتجاهاتة السياسية والعقائدية ،وقد لاحظنا عند احتلال العراق، كيفية التعتيم الاعلامي الذي فرضه البنتاغون على وسائل الاعلام، ومنها وكالات الانباء مثل بي بي سي البريطانية وفوكس نيوز الامريكية واي بي سي نيوز الامريكيه كلها فرضت عليها رقابة في نشر الخبر ومنع التعاطي السلبي مع المواقف وعدم ذكر اي خسائر بين قوات التحالف او حجم الخسائر بين المدنين.

اما بالنسبة الى وسائل الاعلام الاقليمية والعربية وكيف كان ولا زال تعاطيها السلبي مع المشهد العراقي ومقدار التشويش المبرمج الذي تديره دوائر المخابرات لتلك الدول، فكثر المحللون السياسيون، وعلا صوت الطائفيون والقتلة والتكفريون، وأصبح العراق العوبة بيد هذه الدولة اوتلك وتشويشهم اليومي على العراقين لاينقطع ليلا ولا نهار.

وكلنا نعلم ان تلك القنوات هي مملوكة للعوائل الخلجية المالكة التي لم تعرف يوما من الايام اي نوع من حرية التعبير او قبول الراي الاخر وهي معروفة بوسائل القمع والقبضة الحديدية وتاريخهم المخزي في حقوق الانسان .فبدلا من تقديم العون الى الشعب العراقي وتشجيع الاطراف الخيرة والفاعلة والممثلة لارادة العراق وشعبه وحثهم على اعادة سيادة بلادهم ،على العكس من ذلك دعموا قوى الظلام والتكفير وعلماء الطائفية ودعاة الاقتتال، و منهم من أقام معسكرات تدريب للتكفير الوهابي والبعثي الصدامي المأجور والمدعوم من فتاوي ائمة الظلال ووعاظ السلاطين الذين لادين لهم سوى الاوامر الصادرة لهم من ولاة أمرهم الذين لا يريدون ان يستقر او ينعم اهله بثرواته التي اصبحت وبالا عليهم.

وكلنا شهدنا كيف ضرب هذا الارهاب الوهابي ومن لف لفه العمق العراقي فذبح الابرياء تحت مسمى الجهاد والمقاومة والصمود وجلب المرتزقة والقتلة الى العراق . كان تطبيل قنوات امراء الخليج الاعراب الذين لاهم لهم سوى زرع الفتنة الطائفيه بين ابناء العراق وجعله طوائف متناحرة على السلطة ومناطق النفوذ والثروة !!!.

محاولين تصدير مشاكلهم الداخلية والتشويش على الشعب العراقي، وابعاد الراي الداخلي في بلدانهم عن فسادهم وافسادهم في الارض، وعملهم على دعم اطراف غير نزيهة ومشخصة لدى الشعب العراقي بأنها غير وطنية، وأيدها ملطخة بدم الابرياء من اطفال ونساء وشباب العراق .

ووصل الحال بنا ان وجدنا انفسنا طرف مهم لتصفية الحسابات الاقليمية وسياسة المحاور التي وجدتها المعادلة الاقليمية الجديدة بعد احتلال العراق، واستباحته من قبل التكفير الوهابي والمخابرات الاقليمية والعربية والدولية، وحملات التشويش الممنهج الذي مارسته تلك الاطراف لتمرير اجنداتها الطائفية البغيضة وفرض سياسة الامر الواقع والقبول بها بعد الايام العجاف التي مرت على العراق.

وأصبح لكل دولة من دول الجوار حزب او لاعب اساسي في المشهد العراقي يأتمر بأمرها ويأخذ اوامره منها. وهي الموجهة لهم سياسيا واعلاميا من خلال القاءات اليومية وعمليات التلقين لطرح مفاهيم مسمومة هدفها هدم العراق وجعل اهله طرائق قددا بعيدا عن الارادة الوطنية والمصلحة العامة .

فحصلت المذابح والمجازر والمفخخات والانتحاريين والذبح على الهوية والفرز الطائفي، وكله كان بتأثير لعمليات التشويش السياسي التي مورست من قبل تلك القوى المدعومة من قبل الاقليم العراقي الذي كان ولا زال يتربص بالعراق واهله الدوائر ، وانهم مذعورين من الديمقراطية الفتية في العراق لانها سوف تفسد احلامهم ونظريات توريث السلطة من الاب الى الابن ..بعيدا عن ارادة المواطنين ومصالحهم.فوجدوا في بعض اطراف الفساد السياسي والمحسوبين عليه والمشخصون ،من قبل الشعب العراقي بأنهم يبكون ويتباكون على ايام الدكتاتور المقبور، من خلال تشويشهم المبرمج عبر فضائيات الاقليم الحاقد، والسموم التي غذوا بها ذوي النفوس الضعيفة والمريضة، والتي كانت يد الدكتاتور الضاربة وعصاه الغليضة ضد الخيرين من ابناء بلدنا المظلوم .

وكانت ولا زالت تلك القوى والاطراف السياسية والنفعية المأجورة والتي تعمل لحساب اطراف اقليمية معروفة تمارس دورا تشويشيا مبرمجا في الطرق على سمفونية الاحتلال والقومية والوطنية وسياسة التخوين والتشكيك في اصالة العراقين ومعتقداتهم التي هي محفوضة ضمن مواثيق الامم المتحدة ودساتير الشعوب المتحضرة وكتابات الاخيار والشرفاء وكل المدافعين عن اوطانهم والمضحون بأنفسهم لكي يبقى العراق وشعبة شعلة مضيئة في التاريخ الانساتي وسيبقى العراق وشعبة مثلا للتعايش السلمي بين اطياف الشعب المختلفة من عرب واكراد وتركمان وصابئة ومسيح وأزدية.وانني على يقين ان العراق وشعبه الابي لاتنطلي عليه تلك الاهداف الرخيصة والتنظير الهدام والاقلام المأجورة والفتاوي التكفيرية الهزيلة وسيصل عراقنا الحبيب ان شاء الله بجهود الخيرين من أبنائة الى بر الامان وسياتي اليوم الذي يقدم كل اؤلئك المجرمون والقتلة الى العدالة لينالوا جزائهم العادل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك