يقلم : سامي جواد كاظم
كل وقفة تأمل مع أي حديث لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم تستحق دموع وليس دمعة لما لهذه الاحاديث من ابعاد ، اقسم بالله فلولاها لما بقي بل ووى انتشر الاسلام والاكثر من ذلك انه يسير بخط تصاعدي بالنسبة لمعتنقي الدين الاسلامي في كل ارجاء المعمورة.كثيرا ما اكرر واحث على دراسة متى واين قيل الحديث النبوي او حديث المعصوم فان لهاتين الركيزتين الاهتمام الاهم لمعرفة ابعاد الحديث اما الاكتفاء بدراسة السند والمتن فاعتقد انها لا تفي بالغرض ومسالة عرض الحديث على الكتاب فاذا وافقه اخذ والعكس بالعكس فهنالك مجموعة ممن علمائنا يقولون لا يصح الاخذ بظاهر القران اذن العجز بمعرفة ابعاد النص .وانا اطالع حديث عن الامام الكاظم عليه السلام يخص وفاة ابراهيم بن رسول الله (ص) وحقيقة استوقفتني عدة دروس وعبر في هذه الرواية ولكنني ساكتفي بدرس واحد لانه تزامن مع حادثة سقوط بناء الحر عليه السلام .نص الحديث : قال الكاظم (ع) : لما قُبض إبراهيم بن رسول الله (ص) جرت في موته ثلاث سنن : أما واحدة فإنه لما قُبض انكسفت الشمس فقال الناس : إنما انكسفت الشمس لموت ابن رسول الله ، فصعد رسول الله (ص) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس !.. إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، يجريان بأمره مطيعان له ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا انكسفا أو أحدهما صلّوا ، ثم نزل من المنبر فصلّى بالناس الكسوف .فلما سلّم قال : يا عليّ !.. قم فجهّز ابني ، فقام علي فغسل إبراهيم وكفّنه وحنّطه ، ومضى رسول الله (ص) حتى انتهى به إلى قبره ، فقال الناس : إنّ رسول الله نسي أن يصلّي على ابنه لما دخله من الجزع عليه ، فانتصب قائماً ثم قال : إنّ جبرائيل أتاني وأخبرني بما قلتم ، زعمتم أني نسيت أن أصلّي على ابني لما دخلني من الجزع ، ألا وإنه ليس كما ظننتم ، ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات ، وجعل لموتاكم من كلّ صلاة تكبيرة ، وأمرني أن لا أصلّي إلا على من صلّى .ثم قال : يا عليّ !.. انزل وألحد ابني ، فنزل عليّ فألحد إبراهيم في لحده ، فقال الناس : إنه لا ينبغي لأحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول الله (ص) بابنه ، فقال رسول الله (ص) : أيها الناس !.. إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم ، ولكن لست آمن إذا حلّ أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان ، فيدخله عن ذلك من الجزع ما يحبط أجره ، ثم رأى في قبره خللاً فسوّاه بيده ثم قال:اذا عمل احدكم عملاً فليتقنه ، ثم انصرف ....انتهى .بالكم يمي.... في اخر فقرة من الحديث الا وهي عبارة (اذا عمل احدكم عملاً فليتقنه )، اعتقد انها واضحة المعنى ولكن الذي يستحق الوقوف ان هذا الحديث هو ارشادي وليس حكم شرعي ولكن في ظروف معينة قد يكون حكم شرعي ، وانا اكتب عن هذا الحديث سقط البناء في الحر عليه السلام فكان الشاهد والشهيد .المهم في هذا الحديث انه جاء في وقت كان رسول الله في قمة الحزن على ولده وبالرغم من ذلك فانه لم ينسى امته حيث استغل هذه الحادثة لينثر درة من درره التي تفيد البشرية في كل مجالات حياته هذه الكلمات الخمسة اقسم لكل بالخمسة اصحاب الكساء لو التزمنا بها لما عانينا من ازمة اقتصادية ولما سقط البناء في الحر!!! .الاتقان هو الحفاظ على الاقتصاد ، كم مشروع في العراق ( لفط ) المقاول قيمة العقد وترك المشروع ناقصا من غير ان يكمله ، بالمناسبة الاتقان هنا ياتي تارة النقص في الانجاز وتارة الرداءة في العمل فالمعنيان يدلان على عدم الاتقان والحمد لله المعنيان متوفران في عقود اعمار العراق .والامر الاخر ان اتقان رسول الله جاء نتيجة خلل في القبر فالخلل ليس في التراب بل في ترتيب الاحجار على القبر فهذه دلالة واضحة على الاهتمام بهيئة القبر على عكس الوهابية اليوم التي تأتي بجرافات لتهدم القبور . اما الدروس المستوحاة في بداية الحديث ان شاء ربي سيكون لنا حديث عنها في مقال لاحق .
https://telegram.me/buratha