المقالات

انهيار سقف مرقد الحر الرياحي... قضاء قدر أم عدم إتقان

1358 14:37:00 2009-07-29

فلاح الراشد

إنهيار سقف مرقد الحر الرياحي أثناء عملية بنائه من قبل مديرية المزارات الشيعية في بغداد والجهات المنفذة للمشروع يضعنا أمام تساؤلات عديدة إلى متى الاستخفاف بالأماكن المقدسة؟! وإلى متى ذلك النكوص وسوق التبريرات التي لا تغني ولا تسمن من جوع؟! وإلى متى نبقى ونظل ننساق وراء سياسة التبرير ولا نعترف بالخطأ والاعتراف بالخطأ فضيلة كما قيل في محله؟! وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين، ومتى تصبح لدينا الشهامة والشجاعة والجرأة بتحمل نتائج الخطأ والسير قدما لإنجاز الأتقن في مستقبل الأيام دونما اللجوء إلى سياسة التبرير التي طالما يلجأ إليها المنافقون الذين يتصيدون بالماء العكر ويبررون لأخطائهم وكأنهم معصومون عن الخطأ والاشتباه وهذا بعينه الديكتاتورية والإعتداد بالرأي وجنون العظمة الذي يبتلى به المرضى وأصحاب النفسيات المريضة ومن بينهم أولئك المشرفون على بناء المرقد المطهر؟! حيث أنه وبعد الانهيار قام بعضهم بسوق تبريرات ما أنزل الله بها من سلطان ومضحكة للثكلى من قبيل إن هكذا أمور تقع وهي مسألة طبيعية وأنها جاءت نتيجة الرياح القوية وهي تعد قضاء وقدرا متهمين بعض وسائل الإعلام بالتهويل لمثل هكذا أخبار!!.

نحن لا نريد أن ندخل في مهاترات مع هكذا صنف من الناس، ولكننا من حقنا أن نتساءل عن انهيار مرقد رجل عظيم في التاريخ الإسلامي وهو ناصر الإمام الحسين عليه السلام في يوم الطف يوم كان لا ناصر له ولا معين؟! وهو الذي أنزل الفرحة على قلب الحوراء زينب بمناصرته ابن بنت رسول الله، وله منزلة عظيمة في قلوب المؤمنين بل حتى في قلوب جميع الأحرار في العالم، وبطبيعة الحال إن الجهات المنفذة لهكذا مشاريع ضخمة هم عبارة عن مهندسين لهم الخبرة في مجال العمارة والبناء وهم ليسوا حمالين أو بقالين مع احترامنا لجميع المهن ولكن كل يعمل حسب اختصاصه؟! وإن بناء واسعا لسقوف الحرم المطهر وبارتفاع يصل إلى اثني عشر مترا يتطلب أعمدة ساندة حديدية قوية لا أعمدة خشبية مرقعة؟! وكل هذا الغش والتطاول يحصل طمعا بالربح الكثير حتى لو جاء على حساب مراقد أولياء الله تعالى وعلى حساب زواره الكرام!! وبعد كل هذا وبدلا من الاعتراف بالخطأ وتحمل مسؤوليته يخرج علينا أحد المهندسين المنفذين للمشروع ويقول أنه قضاء وقدر!! وكأنما يحمل الله تبارك وتعالى أخطاءه وطمعه وجشعه وتنزه الله عما يصفون، وإن هذا الكلام عندما يبدر من مهندس خبير فهو أقرب ما يكون ذر الرماد في العيون، فإن كان خبراء البناء الذين تمـّت إرساء المقاولة عليهم من قبل مديرية المزارات الشيعية يدرون إن الأعمدة الساندة لكل تلك الأثقال كانت هزيلة فتلك مصيبة وإن كانوا لا يدرون فالمصيبة أعظم.

ناهيك عن أنه وكما جاءت في أدبياتنا الإسلامية مسألة القضاء والقدر فإنها أكدت على ضرورة الإتقان في العمل، ولا يجوز الانتقائية في التعامل مع النصوص الإسلامية حسبما تمليه المصالح النفعية للشخص، فهذا التبرير يكون صحيحا فيما إذا جاء البناء طبقا للمواصفات المهنية والفنية والمعمارية وأكمل بوجه الإتقان والإبداع ومن ثم جاءت آفة أرضية أو سماوية كالسيل أو الزلزال أو الصاعقة التي هي أمور خارجة عن قدرة الإنسان وانهار البناء بسببها، فيكون سبب الانهيار القضاء والقدر، أما التبرير بهبوب الرياح والتشبث بالقضاء والقدر هو بمثابة الرجل يغطس رأس ابنه في حوض الماء ليقضي عليه وعندما يسأل عن السبب يعلله بالقضاء والقدر!!

وقد فات ذلك المهندس المنفذ للمشروع وأمثاله من التبريريين أن الدنيا دنيا الأسباب والمسببات وأبى الله عز وجل أن تجري الأمور إلا بأسبابها، فنحن مأمورون بالدقة والإتقان في العمل وما نقطفه من ثمار سلبا وإيجابا بقدر تمسكنا بهذا الأصل الأصيل، وكل من تصدى لأي أمر وفشل أو لم يحتر جوابا وإقناعا وأهين فلا يلومن إلا نفسه، وهكذا فإن الحكومة المركزية والمحلية مطالبة بعدم المرور على العابثين بالأموال العامة والمقدسات مرور الكرام، فهي مدعوة لتشكيل لجنة فنية محايدة للتحقيق عن أسباب الانهيار وتبديد المال العام بهذا الشكل المزري وتعريض العمال ولا سمح الله الزوار في المستقبل إلى الإصابات والأضرار، وإنزال العقاب الصارم بحق المقصرين مهما كانت مسؤولياتهم ومهما كانت عناوينهم ليكونوا عبرة لمن اعتبر في بلد قل فيه المحاسبة والعقاب فازدادت فيه تبعا لذلك الإساءة واللاأبالية والفساد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عاشق المهدي
2009-08-11
السلام عليكم ... سبب انهيار سقف الحر هو اللا مبالاة من قبل الامين العام للمزارات الجديد وعدم اهتمامه الا بتعين اقاربه وناس كانو مرتاحين خارج العراق ايام صدام .. واصراره على الصب برغم رفض المقاول واخر الاخبار تم صرف مكافاة مالية لاحد المنتسبين في المقر العام قدرها 500 الف دينار لغباءة واهماله وهو عمار في قسم الادارة وفضيحة شعبة الرواتب عاد البعث الى دوائر الدوله والفساد على قفا من يشيل موظفين في الامانة العامة للمزارات يتعبون من الصبح للظهر بالعمل وغيرهم يستلم مكافاة لاهمالة كتاب يصير هذا يا امين
الدكتور شريف العراقي
2009-07-30
الله سبحانه وتعالى اعطى للانسان عقلا ليستخدمه في منع المآسي كهذه
فلاح الراشد
2009-07-30
يقول المعلق المحترم إن المنفذين والمشرفين الذين لهم تاريخ مشرف في خدمة اهل البيت أنهم رفضوا الصب وجاء الإصرار من قبل جهات عليا لم يسمها، إن كان كما يدعي له تاريخ مشرف فإن المفروض عليه لا ينصاع لأمر يعتبره غير مهني ولو كلفه ذلك سحب المقاولة منه، لا أن يستمر في عمل هو أصلا غير مؤمن به، هذا العذر الذي ساقه أقبح من الذنب الذي ارتكبه، إنه الطمع الذي قتلهم واللامبالاة تجاه المقدسات والشعب والوطن التي تسري في عروق البعثيين الذين عاثوا ومازالوا يعيثون فسادا ونحن لهم بالمرصاد نبقى نفضحهم إلى آخر نفس.
أحد المشرفين على تنفيذ المشروع
2009-07-29
في غيرالموعد المحدد ولك ياصاحب الاخلاق العالية والشرف الساطع أن تسأل وتستفسر عن المشاداة الكلامية التي حصلت قبل وقوع الحادث بين اعضاء مجلس المحافظة والجهة ( العليا ) التي اصرت على اكمال الصب وخاصة بعد أن طالب المقاول وبأعلى صوته بعدم قبوله باجراء الصب , ولكن من اسمع , أأسمع من ليس له حياء ولا حياة , أتق الله ياصاحب المقال ,و أما عن الحوادث التي تحصل خارجة عن أرادة أهل البناء فلك أن تبحث في الانترنيت عن الحوادث التي تحصل في المشاريع الضخمة في العالم,وكيف تحصل حوادث في بناء ناطحات سحاب والجسوروغير
ابو علي
2009-07-29
كل عراقي اذا سالته السؤال التالي... اريد ان ابني او اشتري شيئا معينا واريده ان يكون دقيقا ومضبوط .. سيجيبك في الشراء: اشتري ياباني او امريكي ولاتشتري صيني في البناء يقول لك انظر الى اشهر شركات البناء في العالم المتخصصة .. وهكذا.. فالحقيقة ان من يريد بناءا مضبوطا او صناعة مضبوطة يطلبها من اهلها واذا اراد المثقف الحبيب ان يبني مرقد نصير الحسين صلوات الله عليه ..فماشاء الله شركات بناء المزارات قريبة علينا وجيراننا لايبخلون في ذلك ..ياتوك باحدث التقنيات . لنر اين العلة نركز عليها ونعالجها
أحد المشرفين على تنفيذ المشروع
2009-07-29
أناأسأل كاتب هذاالمقال , ما هي معلوماتك عن البناء وأمور البناء ,ولو كلفت نفسك وذهبت الى مكان المشروع وتحريت عن الامر , لكان افضل وانزه لك بدل ان تتهجم بقلمك المسموم على أصحاب العمل والمنفذين والمشرفين ( والذين لهم تاريخ مشرف في خدمة أهل البيت ومراقدهم _ ولك أن تسأل أهل الحر الذين فجعوا بما حصل للمقاول _ ولك أن تسأل السيد يوسف الحبوبي السياسي الوحيد الذي يثق به أهل كربلاء المقدسة لك أن تسأله عن الحادثة والضغوط التي تعرض لها المقاول والمهندس من قبل ( جهات عليا )(ليقوموا بالصب في غير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك