المقالات

عندما كنت قطعة نقود

2155 11:12:00 2009-07-28

 

في مصنع لطبع الاوراق كانت بدايتي تحيطني الالاف من الاوراق التي تشبهني والتي لها ذات لوني وبريقي وقيمتي . لم اكن اعلم لما انا في هذا المكان والى اين المصير؟ جل ما اعر ف هو صورة شخص احتلت نصف جسدي وحيرة لم تستمر طويلا فسريعا ما غادرت المكان مع مجموعة من زميلاتي وكانت الوجهة الى صندوق مظلم لامكث فيه لفترة من الزمن. كانت هذه رحلتي الاولى علمت فيها انني في دائرة رسمية في زمن يحكمه صاحب الصورة! .

 

في ظلمة الصندوق شعرت بالاختناق وتمنيت ان اخرج لاتعامل مع البشر وقد تحققت امنيتي في يوم انار فيه ضوء الشمس عتمتي وخرجت ضمن رزمة مع زميلاتي وبدأ شخص بالضغط بابهامه علينا وليأتي دوري ليرمييني بوجه زميلتي ولترتمي الاخرى على وجهي ! لم يستمر الامر طويلا فلقد توقف ليُرجع باقي زميلاتي ولنتحرر نحن وفي ذات اللحظة تم تسليمنا الى ايد دافئة  دفعتنا الى جيبه المظلم  وبين الحين والاخر يضغط علينا ليتاكد من وجودنا ويبدو ان صاحبنا موظف معدم انهكه الدهر وصلنا معه الى منزله ليتلاقه ابنه باكيا ويريد شيئا اسمه نقود وحينها عرفت اسمي !! فلقد اعطاني اياه بعد اللحاح من ابنه الذي تحدث معلم اقسم ان لا ينجحه الا بعد ان يستلم هدية ! تلقفنا الابن مسرعا الى ذاك المعلم المرتشي والذي سرعان ما سلمنا بدوره الى تاجر محتكر مقابل بعض الغذاء وذاك الاخير اودعنا في حسابه لناخذ قسط من الراحة التي طال امداها حتى خلت انني لن ارى النور ثانية.

 

وفي صباح ما كسرت كل القيود وفُتحت كل الابواب وهجمت وجوه غريبة ومخيفة علينا لتحتضننا وتركض ركظة تتبعها عثرة لتتلقفنا ايد اخرى , كانت الفوضى عارمة لم اكن لافهم ماذا حصل احسست بقطرات حمراء سقطت علي علمت انها دماء من سرقني فسارق قتل سارقي وخطفني الى المجهول شعرت بالخوف الكبير وتمنيت ان ترجع ايام الظلمة التي لم اعلم قدرها الا ان سارقي  لم يكن ليبقيني بقربه طويلا فلقد ابدلني بسيارة حديثة لشخص اصابه البلاء حيث قُتل ابنه في تلك الفوضى وحال استلامه لنا اعطانا بيد دفان ليواري فلذة كبده التراب وقد علمت ان تلك الفوضى دعيت بالسقوط .

 

وبعد فترة من الزمن سحبت روحي من ذاك الجسد ولتُوضع في اخر لا يحمل صاحب الصورة !!   وتسارعت الاحداث في حياتي فمن يد الى اخرى قضيت الايام , ايد خائنة واخرى امنة ,ايد نظيفة واخرى ملوثة حتى صرت الى يد امرأة ذهب بصرها من كثر البكاء على ابنها المخطوف وقد اخذتني الى ظليم العنجهية  ذاك هو الامام الكاظم الغيض عليه السلام حيث انها تحدثت معه عن مصابها وبكت كثيرا عنده وثم اخرجتني ورمتني في ذاك الشباك الامن وهنا  شعرت بالاستقرار ولازلت الى هذه اللحظة في ذاك المكان والذي لا اتمنى مغادرته ابدا ولا اريد ان تمسني الايد ثانية فلقد نلت ما يكفيني من المعاناة مع بني البشر وليتني اصبح سكة ذهبية في قبة صاحب المكان الذي انا فيه لارتاح راحة ابدية .

 

في نهاية قصتي هذه ليس لي الا ان اسال بني البشر لماذا امركم ليس في ايديكم فانا مجبرة على ان يرسم غيري حياتي لانني لست الا قطعة نقود بينما جعل الله لكم عقولا ومصيرا يرسمه ادراككم واعمالكم وذاك المصير مصحوب بتوفيق خالقكم فلما كل هذه الفوضى بينكم ألهذا الحد انتم في حيرة بين خط الحق والباطل مع انه واضح وضوح الشمس !! هداكم الله الى كل ما فيه خير وأُشهد الله بانني لم ارى معكم الا المعاناة سامحككم الله ووفقكم الى ما فيه خير وشكرا لله بانني لست الا قطعة نقود .

 

اختكم  المهندسة بغداد

 

        

 

 

  

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2009-07-28
اهلا بعودتك الموفقة اختي بغداد الى موقعنا العزيز براثنا
أم زيد
2009-07-28
اللهم صلي على محمد وآل محمد... السلام عليكي أختي بغداد. عودة ميمونه ومباركه إنشاء الله, كلما أدخل براثا أتلصص إسمك بين المقالات فلا تقطعي أشجانك وكتاباتك علينا, وكأنك تغويرين في أعماقنا وتخرجين الكلمه المخنوقه الى فضاء مفتوح. فما أثمن الكلمه الصادقه في هذا الزمن الصعب. اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وإذقنا حكومة آل البيت وإرحمنا برحمتك الواسعه...
احمد الربيعي
2009-07-28
والله يا اخت سؤالك الاخير محير وساله قبلك الملايين ولا اجابه لحد الان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك