بقلم:فائز التميمي.
نشر الكاتبان الشابندر والتميمي مقالة مشتركة عن أساليب لتخفيف الطائفية . وهما بلاشك مخلصان في توجهاتهم بشأن العراق وتوحي كتاباتهم بتواضع جم وأخلاق عالية. فربما يصح القول: من قرأءة مقالتك أقول لك من انت!!. ولكن أراهما وقعا في ثغرات ربما لم ينتبها لها لشدة حرصهما على تخفيف الجو الطائفي فوقعا في المحضور كما أن الأم التي تعتني وتبالغ بالإعتناء بوليدها ربما تؤدي به الى الهلاك.وسوف أختصر هـذه الثغرات:(1) يبدو أنه غاب عن بالهما أن العراق محاط بدول عربية وإسلامية تتدخل في قضاياه كلها وخصوصاً الطائفية منها ولـذلك فإن أي جهود مخلصة تضيع في زحمة الزخم الإعلامي الطائفي والكم الهائل من المعلومات الصحيح والنصف صحيحة والكاذبة أو المحرفة يومياً يسمعها العراقيون وبلا شك يتفاعلون معها وفق توجههم ووعيهم وثقافتهم وللأسف ثقافة كثير من الشرائح العراقية تنطلي عليها الإشاعة وللأسف بالعامية: يعبر عنها:( حجاية تجيبها وحجاية توديها) .ولو كان العراق معزولاً عن تلك التيارات لما كان هنالك اثر كبير للشعور الطائفي في العراق.(2) إن المشكلة الأساسية هي في عدم إعتراف النخب السياسية السنية في العراق والعالم العربي بالشيعة كمواطنين لهم نفس حقوق إخوانهم السنة لـذلك فإن الضاري وهو يمثل رأي الدول العربية طلب مرة إلغاء الأذآن الطائفي والعودة الى الأذان السابق.(3) إن كل الدول المجاورة تبث الأذان الـذي يمثل الأكثرية وبما أن الأكثرية في العراق شيعة فالأذان يجب أن يكون شيعياً فقط ومع ذلك فقسموها مناصفة مع إخوانهم السنة. علماً بأن الأكثرية في البحرين شيعية والأذآن هو للأقلية فيه!!.(4) ليس هنالك توازن في العنف الطائفي بين إرهابي السنة وإرهابي الشيعة ففي فترة معينة قصيرة فقط كان هنالك رد شيعي إرهابي ولم يشتمل على سيارات مفخخة مثلاً. لـذلك فإنّ التوازن المختل لا يسمح للشيعة بأي تنازل. حتى على فرض أن من يفعل تلك الجرائم هم مجرمون من أهل السنة وأهل السنة منهم براء ولكن هم الـذين يحصلون على دعم الدول العربية وهي التي تريد أن تصالحهم الحكومة ويدخلوا فيها وزراء على نطاق واسع وليس كالسابق.وبعبارة أخرى فإن سياسي السنة معظمهم تحكمهم تحركات الإرهابيين وإن تنصلوا عنها بالكلام فقط.ومع كل هـذا حتى لو تنفـذ ماقلمتوه حرفياً فإنـّهُ ما لم تزول حواضن الإرهاب الوهابي في المناطق السنية فإن الحاجز النفسي لن يزول بهـذه السهولة والثقة لا تعود بالطريقة التي ذكرتموهاوهنالك حاجز آخر هو ما إختزنته الـذاكرة من تظلمات إبائنا وذكرياتهم عن طائفية التعيين في الدوائر وعما شاهدناه من تعيين محافظين من أهل السنة في المحافظات الشيعية والغبن الكبير الـذي أصاب الوسط والجنوب ناهيك عن عدم تعاطف الحركات والقوى السنية التي هي في الواجهة مع المقابر الجماعية بل إعتبرها البعض منهم إجراء عادي لتمرد يحصل ويخمده الجيش أو إستهانوا بتلك الدماء.ولعله نختصر الكلام بشعر مغنى فيه بيت يناسب المقام:عايزني أرجع زي زمان قل للزمان إرجع يا زمان!!ربما كنت متشائماً بعض الشيء وربما الواقع أكثر مرارة مما يتصوره الكاتبان وللأسف!!
https://telegram.me/buratha